خطة جديدة للحكومة البريطانية يطغى عليها "نقاش مرير" حول أوروبا
حكومة رئيس الوزراء البريطاني تتطلع إلى مرحلة ما بعد الاستفتاء حول بقاء البلاد في الاتحاد الأوروبي حيث كشفت عن برنامج تشريعي جديد
تتطلع حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مرحلة ما بعد الاستفتاء حول بقاء البلاد في الاتحاد الأوروبي، حيث كشفت عن برنامج تشريعي جديد اليوم الأربعاء في خطاب ألقته الملكة اليزابيت الثانية أمام البرلمان.
ووصلت الملكة إلى مجلس العموم على متن عربة مذهبة تجرها الخيول مرتدية التاج والفرو لإلقاء خطابها السنوي التقليدي الذي كتبه مسؤولون ويتضمن خططًا للسنة المقبلة.
ومع توقف الجدل داخل حزب كاميرون حول أوروبا بمناسبة هذا اليوم، ركز خطاب الملكة على الاصلاحات الاجتماعية مع القليل من مواضيع مثيرة للجدل قبل موعد الاستفتاء في 23 يونيو/ حزيران.
وتضمن الإعلان الرئيسي تشريعات جديدة لمكافحة التطرف، واتخاذ تدابير للتصدي للفساد وغسيل الأموال والتهرب من دفع الضرائب، فضلًا عن كيفية إدارة نظام السجون المكتظة.
وفي بيان صدر قبل الخطاب، قال كاميرون، إنه "يحدد برنامجًا واضحًا للإصلاح الاجتماعي. لذا، فإننا نكسر الحواجز من أجل توسيع الفرص أمام الجميع".
وأوضح مسؤولون أن التشريع الجديد لمكافحة التطرف سيشمل صلاحيات أقوى للحد من المتطرفين في إنجلترا وويلز.
وسوف يتضمن ذلك تدابير جديدة للسيطرة على أنشطتهم وسلطات جديدة للتدخل في المدارس غير الخاضعة للنظم والتي تعلم الأطفال الأيديولوجيات المتطرفة.
وبعد قمة لمكافحة الفساد في لندن الأسبوع الماضي بحضور دول بينها نيجيريا وأفغانستان، تم الإعلان عن خطط لمحاربة الفساد على الصعيد الدولي.
وتعتزم حكومة كاميرون إدانة الشركات التي تفشل في منع الموظفين من مساعدة الغير في التهرب من دفع الضرائب، كما ستكون هناك قواعد جديدة لتشديد مكافحة غسل الأموال في بريطانيا.
وقال مسؤولون، إن السجون ستواجه أكبر عملية إصلاح منذ القرن التاسع عشر مع خطط جديدة لمنح المشرفين عليها المزيد من السلطات لإدارتها.
وهناك أيضًا خطوات تمهد الطريق أمام أول ميناء فضائي في بريطانيا لتسيير رحلات فضاء تجارية وزيادة استخدام السيارات بدون سائق.
ووصلت الملكة مرتدية ثوبا ابيض لإلقاء خطابها السنوي للمرة الثالثة والستين خلال فترة حكمها، في عربة من اللونين الذهبي والأسود مع عشرات من الفرسان على وقع النشيد الوطني "ليحفظ الله الملكة".
وفي تقليد غريب يعود تاريخه إلى عصور غابرة إبان مرحلة العداء بين البرلمان والملك، يتم الاحتفاظ بأحد النواب "رهينة" في قصر باكنغهام إلى حين عودة الملكة بسلام.
انشقاقات ومزاج سيئ
قبل 5 أسابيع من موعد الاستفتاء، تتزايد حدة الجدل حول البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه.
وأثار بوريس جونسون القائد الفعلي للمحافظين في حملة "الخروج"، الغضب بقوله خلال مقابلة الأحد، إن الاتحاد الأوروبي مشابه للدكتاتور النازي الألماني أدولف هتلر، كونه يريد إنشاء دولة أوروبية عظمى.
وفي غضون ذلك، أثار كاميرون الدهشة بين الناشطين في حملة خروج بريطانيا بتصريحه الثلاثاء أن تنظيم الدولة الإسلامية سيكون "مسرورًا" إذا انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي دليل على عمق الانقسامات في الحزب الحاكم، قال أحد كبار شخصياته نائب رئيس الوزراء السابق مايكل هيزلتاين الثلاثاء، إن جونسون يتصرف بشكل "غير مسؤول" وبـ"تهور".
وقال هيزلتاين المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، إنه سيكون "مندهشًا للغاية" إذا أصبح جونسون زعيمًا لحزب المحافظين، رغم أنه أحد المتنافسين المحتملين لخلافة كاميرون.
ويقول محللون، إن كاميرون، قائد حملة "البقاء"، ربما سيتعين عليه التنحي إذا صوت البريطانيون على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ويؤيد معظم وزرائه أيضًا البقاء في الكتلة الأوروبية التي تضم 28 دولة.
ووفقًا لمعدلات 6 استطلاعات للرأي أجريت مؤخرًا من قبل مشروع "وات يو كاي ثنكس" الأكاديمي تستثني المترددين، فإن 51% يؤيدون "البقاء" مقابل 49% لحملة "الخروج".
aXA6IDMuMTQuNi4xOTQg جزيرة ام اند امز