مؤشرات تعافي قطاع البناء الخليجي تلوح في الأفق بحلول 2018
سوق البناء في دول مجلس التعاون الخليجي يواجه ضغطًا متزايدًا ناجمًا عن الحدّ من الإنفاق الحكومي
يسعى قادة صناعة البناء من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي إلى تحديد الإستراتيجيات المناسبة لمواجهة التغيرات التي يشهدها قطاع البناء في المنطقة نتيجة انخفاض أسعار النفط، وذلك في قمة "ميد" للريادة في البناء التي تُقام في دبي.
من المقرر انعقاد هذا المؤتمر في 25 مايو/آيار في فندق كونراد، حيث سيتمّ تسليط الضوء على الأسواق التي توفر أقوى فرص النمو لشركات البناء في دول مجلس التعاون الخليجي، كما سيجري تقييم طرق جديدة لتنفيذ المشاريع وتسليمها، في زمن تحرص فيه الحكومات على مراجعة خطط الإنفاق.
يواجه سوق البناء في دول مجلس التعاون الخليجي ضغطًا متزايدًا ناجمًا عن الحدّ من الإنفاق الحكومي، والتأخر في تسديد المستحقات، وزيادة المنافسة في الخارج، والبيروقراطية، وتحديات التوظيف. ونتيجة لذلك، بات السوق ملزمًا بأن يُعيد ابتكار نفسه، لا سيما في مجالات كمجال تمويل المشاريع، حيث شهدت شراكات القطاعين العام والخاص دعمًا متزايدًا على أوسع نطاق.
وفي هذا الإطار، قال ريتشارد طومسون، مدير التحرير في ميد: "يشكّل نقص السيولة أكبر مشكلة تواجه قطاع البناء في دول مجلس التعاون الخليجي اليوم. وستركّز قمة ميد للريادة في البناء هذا العام على تحديد طرق جديدة وبديلة لتمويل المشاريع. كما سيتناول المؤتمر على وجه الخصوص فرصة تعاون الحكومات والمستثمرين من القطاع الخاص لتنفيذ المشاريع الرئيسية عبر الاستعانة بشراكات القطاعين العام والخاص.
لقد حققت هذه الشراكات نتائج ممتازة في قطاع الطاقة خلال العقد الماضي، والفرصة مُتاحة الآن لتكييف هذا النموذج من أجل تطبيقه على مشاريع البنية التحتية الاجتماعية والنقل، بلغ قطاع البناء في دول مجلس التعاون الخليجي نقطة تحول هامة وتشكّل قمة ميد للريادة في البناء هذا العام فرصة أساسية لهذه الصناعة لمناقشة طرق التفاعل مع واقع السوق الجديد".
خلال لقاء سيتناول آثار انخفاض أسعار النفط على السيولة المصرفية للمشاريع في المنطقة والطرق التي على الشركات اتباعها للبحث عن تمويل لمشاريعها في هذا العصر الاقتصادي الجديد، سيُناقش كلٌّ من نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار في بنك المشرق جون إيسوفيدس، وفرانك بيكيرز العضو المنتدب ورئيس الخدمات الاستشارية لتمويل المشاريع للخدمات المصرفية العالمية في بنك أبوظبي الوطني، وستيف بيري، الرئيس العالمي لأسواق الدين والقروض المشتركة لمجموعة الخدمات المصرفية للمؤسسات والشركات في بنك الخليج الأول واقع وضع السيولة في البنوك وكيف على الشركات أن تبحث عن التمويل للمشاريع في العصر الحالي الذي يشهد انخفاض أسعار النفط.
بصيص أمل في نهاية النفق
وبحسب شركة" ميد" لا يزال هناك بصيص أمل في الأفق رغم موجة الأخبار السيئة التي اجتاحت أنحاء المنطقة كافّة، بدءًا بخفض الوظائف إلى التأخر في تسديد المستحقات، من بين أمور أخرى. ارتفعت أسعار النفط بنسبة 80 % منذ شهر يناير/كانون الثاني.
كما أنّ الطلب العالمي يشهد تزايدًا مستمرًا، هذا وقد يبلغ سعر برميل النفط الخام في عام 2018 حوالى 60 دولارًا أمريكيًا، وعندئذٍ، سيكون قد بدأ فرض تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في أسواق 6 بلدان من دول مجلس التعاون الخليجي، مما سيضيف 20 مليار دولار أمريكي على الأقل إلى إيرادات دول منطقة الخليج، ستكون إعادة هيكلة شركة النفط الوطنية قد أُنجزت بالكامل ويجب أن تكون قد عادت حركة التجارة إلى وضعها الطبيعي مع إيران، ستترقب دولة الإمارات العربية المتحدة معرض إكسبو دبي الدولي 2020. وفي الوقت نفسه، سيبدو السوق أكثر صعوبة للجميع، سيكون فصل الصيف طويلاً وبطيئًا بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن بالنسبة لمن يمكنهم أن يصبروا، ففي عام 2018 ستبدأ الأوضاع بالتحسن.
aXA6IDMuMTQxLjI0NC4yMDEg جزيرة ام اند امز