محللون جزائريون: تطبيع العلاقات مع المغرب بعيد المنال

رغم رغبة التقارب التي أبداها خطاب العاهل المغربي، إلا أن أوساطا جزائرية لا تبدو متفائلة كثيرا بشأن إمكانية تطبيع العلاقات
لا يسود الأوساط الجزائرية تفاؤل كبير بشأن مستقبل تطبيع العلاقات بين بلدهم والمغرب، على ضوء الخطاب الأخير الذي أبدى فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس رغبة في بناء "تضامن صادق" مع جارته الشرقية.
وأكد دبلوماسيون وسياسيون وصحفيون تحدثت معهم "بوابة العين" الإخبارية، أن مسار إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى سكتها الطبيعية لا يزال بعيد المنال.
وبحسب الدبوماسي والوزير السابق، عبد العزيز رحابي، فإن الجديد الذي حمله خطاب المغرب، كان فقط تغير اللهجة الحادة تجاه الجزائر واستبدالها بمضمون أكثر هدوءا.
وأوضح رحابي أنه باستثناء ذلك، لا يوجد أي جديد في الموقف المغربي تجاه العلاقات الثنائية والقضايا الخلافية، ومن ثم يصبح التكهن بأي تحسن مرتقب في العلاقات سابقا لأوانه.
وعن ما طرحه العاهل المغربي في خطابه، قال رحابي، وهو سفير سابق لبلاده في إسبانيا، إن "التضامن الصادق" بين البلدين، افتقد تماما مع الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر بحيث تخلت عن مساندتها المغرب، بل اتهمتها بالعدوان عليها وفرضت التأشيرة على مواطنيها، وهو ما يجعل من أمر استعادته صعبا للغاية في ظل تعطل كيان المغرب العربي الموجود حاليا.
لذلك، اقترح رحابي -الذي شغل منصب وزير الاتصال والثقافة السابق- اقتراح صيغة لاتحاد مغاربي جديد، يبعد تماما المسائل الخلافية بين البلدين، مثل قضية الصحراء الغربية التي على المغرب أن يقتنع كما قال بأن حلها يكون في إطار الهيئات الدولية المخولة بذلك وليس الجزائر.
وبرأي حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي ينادي بفتح الحدود بين البلدين، فإن العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب سببها المسؤولون في البلدين، بينما الضحية هو الشعبان الشقيقان المحرومان من حقهما في التواصل.
وقال عثمان معزوز مسؤول الإعلام في الحزب إن البلدين يشنان دوريا حروبا دبلوماسية وإعلامية وسياسية واقتصادية، مؤكدا أن علاقاتهما لن تصلح إلا بإرساء أنظمة ديمقراطية بعيدا عن تدخلات الخارج.
وأوضح أن الجدار الذي يبني على ضفتي الحدود بين البلدين وسباقهما نحو التسلح يناقض الرغبة المعلنة في تطبيع العلاقات.
من جانبه، قال عثمان لحياني الصحفي المتابع للشأن المغاربي، إن الرسائل البروتوكولية التي يتبادلها الجزائر والمغرب في المناسبات أثبت الزمن أن محتواها ليس جديا.
وأضاف أن قضية الصحراء الغربية تظل تعرقل دائما أي مبادرات باتجاه التسوية.
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg3IA== جزيرة ام اند امز