قياديان بفتح: إجراءات فلسطينية لمواجهة الضغوط الأمريكية
قياديان في فتح قالا إن الضغوط الأمريكية المتتالية على الفلسطينيين تستلزم مراجعة للعلاقات الأمريكية – الفلسطينية لمواجهة تلك الضغوط
قال قياديان في حركة التحرير الفلسطينية "فتح" إن الضغوط الأمريكية المتتالية على الفلسطينيين تستلزم مراجعة شاملة لأسس العلاقات الأمريكية – الفلسطينية، بما يُمكن من مواجهة تلك الضغوط.
واعتبر السفير حازم أبوشنب أن تهديد واشنطن بإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية لديها، ثم الاعتراف بالقدس "عاصمة إسرائيل"، وما تبعه من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات للسلطة، يدفع لإعادة النظر في طبيعة العلاقات بين واشنطن ورام الله.
وهدد ترامب، بعد أقل من شهر على إعلان اعترافه بالقدس "عاصمة إسرائيل"، بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، متهما إياها برفض التفاوض على اتفاق سلام مع إسرائيل.
لا مبادرات سلام حتى يوجد اتهامات بعرقلتها
وأضاف أبوشنب، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن ترامب نسف عملية السلام باعتبار المدينة المقدسة عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أنه لم يطلق أي مبادرة للسلام، حتى يتهم الفلسطينيين برفض التفاوض.
في ذات السياق، يقول أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح واستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إدارة ترامب لم تطرح بوادر لعملية تفاوضية من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشار الرقب، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن التهديد الأمريكي بقطع المساعدات يهدف إلى محاولة إرغام الفلسطينيين إلى الذهاب للتفاوض على أساس اعتبار القدس عاصمة إسرائيلية.
خطوط حمراء
وأضاف الرقب أن هناك خطوطا حمراء تنطلق منها أي عملية تفاوضية للسلام مع إسرائيل، مثل الالتزام بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الأمر نفسه أكده أبوشنب، مضيفا أن حقوق الفلسطينيين ليست للبيع، وأنهم لن يبيعوا أراضيهم مقابل المعونة الأمريكية التي تقدمها واشنطن سنويا.
وتقدم واشنطن مساعدات للفلسطينيين من خلال 6 مسارات هي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والأونروا، والمساعدات الأمنية، ومبادرة الشراكة في الشرق الأوسط والسياسة العامة وتدمير الأسلحة التقليدية.
وتمثل المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية من الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية نحو 37% من الموازنة العامة الفلسطينية، إلا أن السنوات القليلة الماضية شهدت توقفا للمساعدات المالية الأمريكية المباشرة لخزينة السلطة الفلسطينية.
وعدَّ أستاذ العلوم السياسة في جامعة القدس أن قطع المساعدات الأمريكية سيؤدي إلى أزمات اقتصادية كبيرة، وسيزيد من حالة الوضع الاقتصادي المتأزم في الأراضي الفلسطينية.
الرقب توقع أن يدفع ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لحل السلطة وإلقاء الأعباء على كاهل الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، أوضح السفير أبوشنب أن السلطة الفلسطينية لن تذهب لأي عملية تفاوضية دون تحديد وضعية القدس وفقا للقرارات الدولية.
وفي مسار موازٍ، أشار أبوشنب إلى استمرار التوجه الفلسطيني للمنصات الدولية لترسيخ وضعها في القانون الدولي، مضيفا أن أمريكا وإسرائيل "تريد إنهاء فلسطين، لكننا سنعمل على تعزيز وجودنا داخليا وخارجيا".
وكان الرئيس أبو مازن قد قال، في أول أيام السنة الحالية، إن الفلسطينيين بصدد اتخاذ قرارات مهمة خلال عام 2018، بما في ذلك الذهاب إلى المحاكم الدولية والانضمام إلى المنظمات الدولية، وإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة ردا على القرارات الإسرائيلية.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تتخذ واشنطن خطوات ضد السلطة الفلسطينية، بدأت برفض تجديد التراخيص لمكتب بعثة منظمة التحرير، ثم الاعتراف بالقدس "عاصمة إسرائيل"، في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
تلا ذلك الاعتراف عاصفة من الرفض الدولي والأممي، نتج عنه بروز العزلة الأمريكية عندما عرض القرار على مجلس الأمن ثم الجمعية العامة، التي رفضت وبأغلبية ساحقة القرار الأمريكي حول القدس.
تلك العزلة الامريكية دفعت واشنطن للتلويح بقطع المساعدات عن الدول المؤيدة لفلسطين، ثم تهديد ترامب، اليوم، بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية أيضا.