مشهد انتفاضة عمال النظافة في غزة ورمي المندوب القطري بالأحذية ونزع العلم القطري، هو مشهد كاشف
رفعت غزة الأحذية في وجه تنظيم الحمدين، معلنة للعالم كله أنها ترفض الوصاية القطرية على القضية الفلسطينية، ومحاولة شراء قضية العرب بفتات الأموال والرشوة.
مشهد رفع عمال نظافة مستشفيات في قطاع غزة الأحذية بوجه السفير القطري محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، عقب استعراض "فارغ" في مؤتمر صحفي لتفاصيل مِنح الدوحة للقطاع، هو مشهد يرسم صورة تنظيم الحمدين اليوم في العالم العربي.
فقد سقط القناع عن حكومة الدوحة، وكشفت الشعوب العربية وجه تنظيم الحمدين القبيح خلال السنوات الماضية، فلم تعد الشعوب العربية تعتبر "الجزيرة" القطرية منبراً إعلامياً، ولا تتعامل مع المعونات القطرية الخبيثة على أنها تعبير عن الصداقة، ولم يعد خطاب الإسرائيلي عزمي بشارة حول "المقاومة" ومساندة الشعوب ينطلي على أحد.
عمال غزة الشرفاء رفعوا الحذاء ليس في وجه المندوب القطري فقط، بل في وجه كذب وادعاء "تنظيم الحمدين".. رفعوه نيابة عن الشعوب العربية التي عانت الأمرّين من الدعم القطري للإرهاب ومحاولة زعزعة الاستقرار وزرع الاضطرابات..
فقدت الدوحة جميع أسلحتها لزعزعة استقرار المنطقة واللعب بعواطف الشعوب.. هذه الحقيقة نشاهدها اليوم في الشوارع والمنازل في المدن العربية كافة. ففي مصر لم يعد أحد يشاهد "الجزيرة" على المقاهي كما كان في السابق، فقد أدرك المصريون بعد 2013 أن هذه القناة تروج للإرهابيين، وأنها منبر لبث الدعاية السوداء ضد وطنهم، فتم الطلاق البائن بين المصريين والقناة القطرية بعد سنوات ظلت فيها "الجزيرة" تُعتبَر القناة الأولى في متابعة المصريين، بينما لا تكاد تراها في جميع تقارير المشاهدة اليوم.
وفي اليمن، انكشف للجميع دور الدوحة في دعم الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم، وخيانة تنظيم الحمدين للشرعية ولآمال وطموحات اليمنيين، وعندما تذهب إلى سوريا ستسمع أحاديث كثيرة عن دور قطر التخريبي للثورة السورية ودعمها للإرهابيين وعناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابي.
ولكن الصورة تكون أوضح وأكثر انكشافاً في غزة، فقد استمر الخداع القطري طويلاً في القطاع بحكم سيطرة حركة "حماس"، وفي ظل اللعب على مشاعر سكان القطاع بخطاب عزمي بشارة الملتوي، والتنطع بالحديث باسم القضية الفلسطينية.
ولكن خلال الأشهر الماضية بدأ القناع القطري في غزة يسقط لينكشف وجه تنظيم الحمدين الحقيقي، فقد وجد الفلسطينيون أن خطاب قطر نحو القدس المحتلة لا يتجاوز التحريض، بينما هي تبيع القضية بالتطبيع المجاني مع الإسرائيليين، واستئجار فرق الدعاية الإسرائيلية في واشنطن لغسل يديها من قذارة التعاون مع الإرهابيين، كما كشفت السنوات الماضية أن دعمها لحركة حماس لم يَقُدْ سوى إلى مزيد من الفرقة الفلسطينية، بينما كانت عودة القاهرة لقيادة ملف المصالحة بمثابة طوق النجاة للقطاع.
وسط كل هذا بدأت الوعود القطرية البراقة بتحويل القطاع إلى جنة تتساقط يوما بعد يوم، واستيقظ أهلنا في غزة على شمس الحقيقة، وهي أن تنظيم الحمدين لا يعرف سوى مصالحه، وأن حديثه عن التطوير وإعادة الإعمار في غزة لا يتجاوز شاشة "الجزيرة"، بينما الأموال تذهب لجيوب من يبيعون القضية الفلسطينية لصالح الدوحة؛ لتساوم بها واشنطن وتمنحها هدية لتل أبيب.
مشهد انتفاضة عمال النظافة في غزة ورمي المندوب القطري بالأحذية ونزع العلم القطري، هو مشهد كاشف عن موقف جميع الشعوب العربية اليوم من تنظيم الحمدين، كما كان مشهد رمي الحذاء على رئيس أمريكي سابق بمؤتمر بالعراق كاشفاً عن غضب العراقيين من الاحتلال الأمريكي لبلادهم.
وعْد قطر بالأموال للعمال البسطاء كان مماثلا للعشرات من وعودها التي أطلقتها لشراء التأييد والدعاية، واعتقدت الدوحة أن الشعوب تنسى مع مرور الوقت، ولكن جاء وقت الحقيقة، فعمّال غزة الشرفاء رفعوا الحذاء ليس في وجه المندوب القطري فقط، بل في وجه كذب وادعاء "تنظيم الحمدين".. رفعوه نيابة عن الشعوب العربية التي عانت الأمرّين من الدعم القطري للإرهاب ومحاولة زعزعة الاستقرار وزرع الاضطرابات..
والرسالة اليوم للشعب القطري الشقيق: إلى متى تدفع ثمن سياسات هذا النظام المخادع؟ وإلى متى ستسمح له بأن يتاجر بأموالك وسمعتك؟ سؤال أعتقد أن إجابته اقتربت، وأن الشعب القطري هو الذي سيرفع الحذاء غداً في وجه تنظيم الحمدين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة