"التعاون الإسلامي" تدعو لتنسيق جهود مكافحة كورونا

الاجتماع الذي ترأسته دولة الإمارات جاء تجسيداً لميثاق المنظمة الداعي إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في حالات الطوارئ
ترأست دولة الإمارات العربية المتحدة, الخميس، الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة حول جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وترأس الاجتماع الذي عقد بتقنية الفيديو عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، وذلك في إطار رئاسة دولة الإمارات، للدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة.
وهدف الاجتماع الذي جاء تجسيداً لميثاق المنظمة الداعي إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في حالات الطوارئ الإنسانية، إلى تبادل المعلومات والخبرات.
كما سعى إلى مناقشة أساليب ووسائل تنسيق عملية الاستجابة لاحتواء تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بين الدول الأعضاء في المنظمة، ومجابهة الآثار الناجمة عنه عالمياً.
وأشاد المجتمعون بدولة الإمارات، التي ترأس هذا الاجتماع، معبرين عن تقديرهم لسرعة تجاوبها في عقده ورئاسة وزير الصحة ووقاية المجتمع لأعمال الاجتماع الطارئ.
وثمّنوا قيام الدول الأعضاء باتخاذ خطوات استباقية وقائية، وعلاجية واحترازية، لمنع انتشار المرض، معربين عن شكرهم وتقديرهم لجميع العاملين الصحيين في الواجهة الأمامية وغيرهم ممن يقدمون الخدمات الأساسية لمختلِف أفراد المجتمع في هذه الأوقات العصيبة بتفانٍ وجُهدٍ دؤوب.
وأثنوا على ما أحرزته بعض الدول الأعضاء من تقدم في مجال المختبرات المتخصصة، وما قدمته من دعم مادي لمنظمة الصحة العالمية، ولتعاونها مع المجتمع الدولي، واتخاذها تدابير احترازية حازمة لمنع تفشي الوباء، وتوفيرها الإمكانات الطبية واللوجستية لعزل وعلاج الحالات المشتبه فيها، أو المصابة بين مواطنيها والمقيمين فيها.
كما نوّه الاجتماع إلى أهمية دور القيادات الدينية والمجتمعية وفقهاء الإسلام في رفع مستوى الوعي العام لدى المسلمين وحماية صحة وحياة الأفراد في الدول الأعضاء.
وأشادوا بما تبذله منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها ذات الصلة، بما فيها البنك الإسلامي للتنمية، بإنشاء مركز التأهب والاستجابة الاستراتيجي، وذلك لمساعدة أكثر الدول الأعضاء عُرضةً للخطر على التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن فيروس كوفيد-19 على الصعيد الصحي والاجتماعي والاقتصادي.
ونوه المشاركون بجهود المنظمات والهيئات الدولية، لمجابهة التحديات العالمية الناجمة عن هذه الجائحة، والمساهمة في تعزيز الصحة العامة عالمياً.
وأكد العويس أهمية الاجتماع في ظل الوضع الاستثنائي للتحدي الصحي الذي تواجهه دول العالم بما فيه الدول الإسلامية، والمتمثل بجائحة فيروس كورونا المستجد " كوفيد-"19 ، والذي يشكل امتحانا لقدرة الدول والنظم الصحية على مدى استعدادها للتعامل مع تداعيات المرض.
وأشار إلى التعاون بين الدول الأعضاء لم يكن مُلحاً كما هو الآن، لتعزيز جهود التكاتف والتنسيق بين الدول الاسلامية، بهدف احتواء تفشي الفيروس والتخفيف من آثاره على الصحة والاقتصاد والمجتمع في دول المنظمة وخاصة في الدول محدودة القدرات، وإيجاد آلية مشتركة تضمن للجميع تجاوز المحنة الصحية العالمية بتضافر الجهود والقدرات التي تجمع دول المنظمة إنسانياً مع جميع دول العالم.
وأوضح أن دولة الإمارات وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، ومنذ بداية ظهور الفيروس، أدركت أهمية مسؤوليتها الإنسانية وأعلنت تضامنها مع الجهود العالمية لاحتواء تداعيات انتشار الجائحة.
ولفت إلى أن بلاده قدمت مختلف أشكال الدعم والمساعدة للعالم، ومساعدات عينية لمنظمة الصحة العالمية بالإضافة لعدة مبادرات إنسانية ومن أهمها "الإمارات وطن الإنسانية" بإجلاء رعايا دول شقيقة وصديقة من بؤر انتشار المرض ونقلهم إلى "مدينة الإمارات الإنسانية" في العاصمة أبوظبي.
وأضاف العويس أنه على صعيد العلاقات الإنسانية قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتواصل مع فضيلة شيخ الأزهر وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية وذلك تجسيداً لمبادئ "وثيقة الأخوة الإنسانية" على أرض الواقع، مؤكداً استعداد دولة الإمارات لمد يد العون والمساعدة لجميع الدول من كل الأديان والأعراق.
كما قامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في إمارة دبي باعتبارها أكبر مستودعات الإغاثة الإنسانية حول العالم، والتي تقدم خدماتها للمنظمات والوكالات الأممية والمنظمات الدولية، بدعم جهود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط لإيصال الإمدادات الطبية والمستلزمات الضرورية إلى 53 دولة حول العالم في خلال الربع الأول من هذا العام.
وأشار وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي إلى قيام الإمارات بتأسيس أكبر مختبر لتشخيص "كورونا" في العالم خارج الصين، والذي يسهم في تمكين دولة الإمارات من مواصلة المتابعة النشطة وتوفير أعلى معدلات الفحص قياساً بعدد السكان على مستوى العالم، وفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وأشاد بجهود السعودية لاتخاذها كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية غير المسبوقة والتي تهدف إلى مكافحة الفيروس المستجد والحد من انتشاره في مكة والمدينة وعموم السعودية.