جنازة حاشدة.. مئات الآلاف يودعون رجل دين إسرائيلي بارز
شارك مئات آلاف المتدينين الإسرائيليين، اليوم الأحد، في جنازة الحاخام حاييم كانيفسكي، وهو من كبار حاخامات الحريديم.
ومنذ الإعلان عن وفاة الحاخام حاييم كانيفسكي عن عمر يناهز الرابعة والتسعين، أول من أمس الجمعة، تستعد الشرطة الإسرائيلية لترتيبات الجنازة.
والحاخام كانيفسكي كان زعيما مؤثرا بشكل كبير في الطائفة الليتوانية الأرثوذكسية في إسرائيل، ولديه مئات الآلاف من الأتباع.
وجرت الجنازة في مدينة بني براك، وسط إسرائيل، وهي مدينة ذات أغلبية من المتدينين.
وقدر موقع (واي نت) الإخباري الإسرائيلي أن أكثر من 400 ألف شخص شاركوا بالجنازة، فيما قالت القناة الإخبارية الـ(12) إن أعداد المشاركين وصلت إلى 750 ألفا.
وقبيل الجنازة، وصلت إلى مدينة بني براك 1700 حافلة من مناطق متعددة في إسرائيل.
وبعد مرور أقل من ساعة على انطلاق الجنازة، قال موقع "واي نت"، إن 47 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة التدافع، وتم علاجهم ميدانيا من قبل طواقم نجمة داود الحمراء المنتشرة بكثافة في المنطقة.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية العديد من الشوارع التي تربط وسط إسرائيل بشمالها والمحيطة بمدينة بني براك التي تم إغلاقها أمام حركة المرور.
ودعت الشرطة في بيان سابق تلقته "العين الإخبارية" الجمهور إلى "ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن دفع الآخرين وعن الاكتظاظ، والامتثال لتعليمات الشرطة لتمكين سريان الجنازة بصورة آمنة ومنع المس بحياة المواطنين بسبب الأعداد الهائلة".
وقالت: "نظرًا للعدد الكبير من المشاركين والضجيج المتوقع، نوصي بتجنب الوصول مع الأطفال بسبب الخوف والخطر على سلامتهم".
وأضافت: "يُمنع منعًا باتًا تسلق الأسوار والشرفات والأشجار والمباني والأسطح أو التعلق على مركبة متحركة بما في ذلك سيارات الطوارئ والإنقاذ".
وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أيضا، أن قوات معززة واكبت الجنازة في مقبرة بونيفيز في مدينة بني براك.
ومن جهتها، قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "تحسبا من أن يؤدي الزحام والتدافع الشديدين إلى وقوع كارثة رفعت مؤسسة نجمة داود الحمراء مستوى التأهب".
وأضافت أن أكثر من 3000 شرطي وجندي انتشروا في محيط مكان الجنازة تحسبا لأي طارئ.
وفي عام 2015، أدى الاكتظاظ الشديد، خلال جنازة الحاخام شموئيل فوسنر، إلى مقتل شخصين.
يذكر أن أكبر عدد مشاركين في جنازة كان في تشييع الحاخام السفاردي الأسبق عوفاديا يوسف في عام 2013، عندما شارك ما يصل إلى 850 ألف شخص في الجنازة.
من هو كانيفسكي؟
ولد كانيفسكي في 8 يناير/كانون الثاني 1928 في بيلاروسيا، وكان والده يعقوب يسرائيل كانيفسكي عالم توراة شهير فيما كانت والدته، ميريام كاريليتس، شقيقة الحاخام أبراهام يشعياهو كاريليتس وهو شخصية بارزة في أوساط المتدينين اليهود في القرن العشرين.
وصل كانيفسكي إلى فلسطين التي كانت آنذاك تحت الانتداب البريطاني في عام 1934 عندما أحضر والده العائلة للعيش في مدينة بني براك.
تزوج من باتشيفا إلياشيف، ابنة الحاخام يوسف شلوم إلياشيف، وهو حاخام أرثوذكسي بارز آخر عاش في القدس حتى وفاته في عام 2012.
وكان كانفيسكي معروفًا بالالتزام بجدول دراسي صارم ومكثف.
وعلى عكس معظم الحاخامات البارزين الذين يلقون محاضرات عامة بانتظام، لم يكن كانيفسكي يعطي دروسًا أو محادثات إلا ثلاث مرات في السنة، في تواريخ وفاة والده وعمه وشاش، مدرسه السابق.
وكان الآلاف يأتون إلى منزله في بني براك للحصول على رأيه في القانون الديني أو المشورة، فيما قامت شخصيات عامة بارزة، من بينها سياسيون، بزيارته لإجراء محادثات، لا سيما في أوقات الأحداث الوطنية الكبرى، مثل الانتخابات، أو في الآونة الأخيرة تفشي فيروس كورونا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في نعي رجل الدين الراحل: "حرص الحاخام على استقبال الجميع دائمًا بقلب مفتوح ونور في عينيه. لقد كان قائدًا عامًا حقيقيًا ".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد فقد وصفه بأنه "زعيم مهم وذو مغزى في حياة العديد من اليهود".
وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس: "علاوة على عظمته عندما يتعلق الأمر بالقانون الديني، كان الحاخام كانيفسكي رجلاً يتمتع بحكمة عميقة في الحياة. لقد اهتم بالتوراة، وكان يهتم بالبشرية".
aXA6IDE4LjIxOC42MS4xNiA= جزيرة ام اند امز