عام على دخول السراج طرابلس.. توتر أمني وشقاق سياسي
عام مضى على وصول رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج إلى طرابلس، برفقة عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، دون جديد.
عام مضى على وصول رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج إلى طرابلس، برفقة عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، دون جديد على الساحتين الأمنية والسياسية.
فلم تمض ساعات على إعلان وصول السراج إلى العاصمة الليبية حتى سُمع إطلاق نار، حيث تم إغلاق العديد من الطرق وعمت حالة من الهلع بحيث كان الناس يحاولون العودة إلى منازلهم، كما تم إغلاق مطار معيتيقة وتوقف حركة الطيران، فضلاً عن توقف الدراسة بسبب الاشتباكات.
لم تتوقف الاشتباكات على مدار عام، بل تندلع بين الحين والآخر، آخرها تجدد الاشتباكات بين الميليشيات المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس، في 16 مارس الماضي، رغم إعلان المجلس الرئاسي حينها توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
طالت تلك الاشتباكات المؤسسات الليبي في العاصمة طرابلس، وأبرزها ما تعرض له مقر دار الإفتاء الليبية بالعاصمة طرابلس، أول أمس الخميس، لوابل من الرصاص أطلقه ملثمون داخل سيارة مصفحة وهو الاعتداء الثاني خلال هذا الشهر.
وقال المكتب الإعلامي لدار الإفتاء على صفحته بـ"فيسبوك"، مساء الخميس الماضي، إن بوابة دار الإفتاء بطرابلس " تعرضت في بداية وقت الدوام لوابل من الرصاص من سيارة مصفحة مرت من أمام الدار بها ملثمون".
لم يقتصر الأمر على الاشتباكات التي تهدد سكان العاصمة، بل أن حالات الاختطاف طالت كثيرين بينهم إعلاميون وصحفيون محليون وأجانب فضلاً عن الأطفال والأطباء، ما داعا المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بالحكومة الموقتة إلى استنكار تصاعد حالات الخطف والابتزاز والاستهداف التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون والمدونون بالعاصمة طرابلس من قبل الجماعات المسلحة.
وقالت في بيان، نقلته وكالة "الأنباء الليبية": "إن حياة الإعلاميين والصحفيين في خطر بسبب سيطرة الجماعات الإرهابية على العاصمة طرابلس، وحملت المليشيات والجماعات الإرهابية والجماعات الخارجة على القانون المسؤولية".
وقال الهلال الأحمر الليبي، إنه خلال 2016 اختطفت الجماعات المسلحة مئات المدنيين في مدن "طرابلس والزاوية وورشفانه ودرنة وبنغازي والكفرة وسبها وسرت واحتجزتهم كرهائن".
حفتر يتعهد بمساعدة سكان العاصمة
من جانبه، أكد القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر أن القوات المسلحة الليبية لن تخذل سكان العاصمة طرابلس، مشيراً إلى أنه أمام "قادة الميليشيات" فرصة بمغادرة المشهد قبل أن تصل قوات الجيش إليهم.
وقال المشير خليفة حفتر في مداخلة هاتفية مع قناة "ليبيا الحدث": "نقول لأهلنا وأحبائنا في عاصمة كل الليبيين إن صوتكم المطالب بالجيش والشرطة وطرد عصابات القتل قد بلغنا ونقول لكم إننا كما اخترنا أن نكون جنوداً لكم لحمايتكم وطرد القتلة، نقول لكم وكلنا ثقة في الله عز وجل إن قواتكم المسلحة لن تخذلكم وهي قريبة لكم حتى تعود طرابلس إلى الوطن".
ووجه المشير إنذاراً لـ"قادة الميليشيات ومن انضم لهم أن أمامكم فرصة فاغتنموها بمغادرة المشهد قبل أن نصل إليكم ولن تقوم لكم قائمة".
وأضاف المشير حفتر "أما من أطلق الرصاص الحي على المدنيين الذين يعتقدون بأن رصاصهم سيخيف الشعب فإن أمانيهم ستتحطم أمام إصرار الشعب، وأن جيش ليبيا البطل سيثأر لكل ليبي تطاولتم عليه".
وقال رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، إن "الوضع الأمني في طرابلس ليس كما يصوره البعض"، مؤكداً أنه في لقاءاته مع الجانب المصري "كان هناك حرص شديد من الطرفين على تجاوز هذه الأزمة الليبية وأن يكون لمصر دور إيجابي فيما يحدث في ليبيا بحكم علاقتها المتميزة ببعض الأطراف".
من جانبه، قال رئيس لجنة الترتيبات الأمنية التابعة للمجلس الرئاسي العميد ركن عبدالرحمن الطويل، إن "الوضع السياسي سبب تأخر تطبيق الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس»، مؤكدًا أن التشكيلات المسلحة ستبقى موجودة طالما لا يوجد جيش وشرطة".
وأشار إلى أن "بعض التشكيلات المسلحة منضبطة وتعمل مع حكومة الوفاق بطريقة منظمة ومجموعات أخرى دخلت إلى العاصمة دون أن يسند لها أي مهام (..) الآن الهدوء يسود العاصمة والأمور آمنة، ونحن نتمنى أن يستمر هذا الهدوء حتى يستطيع المواطن ممارسة أعماله بشكل طبيعي".
قلق دولي
أعرب وزير خارجية فرنسا، جون مارك إيرولت، عن قلقه إزاء الأوضاع فى العاصمة طرابلس ومنطقة الهلال النفطي، مؤكداً أن الحل السياسي والمصالحة الوطنية هما السبيل الوحيد لاستعادة السلام والاستقرار في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، إن بلاده تشدد على دعوتها للقوى كافة بالبلاد "التى تحارب بشجاعة الإرهابيين إلى الاتحاد لمصلحة ليبيا وفِى إطار اتفاق الصخيرات من أجل بناء جيش وطنى يوضع تحت سلطة مدنية".
aXA6IDMuMTYuNzYuMTE1IA== جزيرة ام اند امز