خبراء للإخوان عن تحريضهم العمال: لقد نفد رصيدكم

محاولات الإخوان تحريض المجتمع العمالي في مصر يثير التساؤل حول مدى الرصيد المتوفر للجماعة عند المجتمع المصري للقيام بذلك.
رغم الانتكاسات العديدة التي تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين جراء محاولاتها الكثيرة للوقيعة بين الشارع المصري والنظام الحالي، إلا أنها لم تدخر أي جهد لإعادة المحاولة مرات كثيرة، وكان ضمن تلك المحاولات قيامها بمخطط لتحريض العمال، ما أدى إلى قيام وزارة الداخلية بإلقاء القبض على عدد من الكوادر الإخوانية المشاركة في ذلك.
وألقت وزارة الداخلية، بالأمس، القبض على 6 من الكوادر الإخوانية، لقيامهم بمخطط يهدف للتغلغل داخل النقابات العمالية، بهدف تحريض القطاع العمالي لتعطيل العمل وتوقيف حركة الإنتاج خلال الفترة المقبلة.
هذه المحاولات التي قامت بها الجماعة في وقت تعاني فيه القاهرة من ظروف اقتصادية صعبة وحاجة ملحة لزيادة وتفعيل القطاع الإنتاجي، أثارت التساؤل حول مدى الرصيد المتوفر للجماعة عند المجتمع المصري للقيام بذلك.
«الإخوان» يستخفون بذكاء المصريين
بيانات الإخوان تعلن الوفاة الإكلينيكية للجماعة
بوابة "العين" استطلعت آراء عدد من خبراء الحركات الإسلامية واتفقوا حول استغلال الجماعة للازمات الاقتصادية المصرية الحالية، لكسب دعم شعبي والعودة للمشهد السياسي، كما توقعوا عدم جدوى تلك المحاولات، لأن المصريين باتوا يدركون أن الثورات والاضطرابات تؤدي إلى تدهور الأوضاع وليس تحسنها.
توحيد مجدي، خبير في شئون الحركات الإسلامية، أوضح في تصريحات خاصة لـ"العين"، أن جماعة الإخوان المسلمين تشهد احتضاراً في الوقت الحالي، ورغم ذلك تحاول العودة للمشهد السياسي بشكل أولي وللسلطة كهدف نهائي، مستغلة أي ناقصة للنظام السياسي، وهو الأمر الذي يعتبر نوعاً من الأحلام.
وتابع مجدي، أن قيام الجماعة بالحرب على النظام السياسي الحالي ودعوة المجتمع للعصيان المدني هو أمر مستمر وليس بجديد، فالجماعة تشعر بالإفلاس السياسي ونفاد رصيدها لدى المجتمع، وتحاول تدارك ذلك بكل السبل.
وتوقع مجدي أن تبوء دعوات الجماعة للشغب والإضراب بالفشل؛ لأن المجتمع المصري بات يدرك ما يمكن أن تودي إليه الإضرابات والاحتجاجات من فوضى ومساس بالاستقرار المجتمعي.
ويستكمل ذلك البعد أحمد بان، الباحث في الحركات الإسلامية، وقال في تصريحات عبر الهاتف لبوابة العين، إن الجماعة تحاول اللعب بكل الأوراق المتاحة لديها للعودة للمشهد السياسي.
وأرجع بان، في حديث لـ"العين"، محاولة الجماعة لاختراق القطاعات العمالية وتحريضها لتعطيل الإنتاج، إلى سعيها بكل السبل الممكنة لتركيع الاقتصاد وتعطيله.
ورأى بان أن تلك المحاولات لن تفلح، نظراً لأن تأثير الجماعة سيكون محدوداً في هذا الصدد، وأن المجتمع بات يدرك أن الاحتجاجات لن تؤدي لتحسين الأوضاع، بل إلى العكس تماماً.
وإضافة لتلك الزاوية، أشار إسلام الكتاتني، قيادي إخواني منشق، إلى أن قبض وزارة الداخلية المصرية على القيادات الإخوانية التي تعمل على تحريض العمال يأتي في إطار الجهود الأمنية المبذولة من قبل الدولة، معتبراً أنه على النظام السياسي حتى ينجح في التصدي لجماعة الإخوان اتباع إجراءات اقتصادية وسياسية يطالب بها المجتمع المصري إلى جانب المواجهة الأمنية، مؤكداً أن الحكومة ينبغي عليها تحسين الظروف الاقتصادية التي يستغلها الإخوان لتعبئة الرأي العام ضد النظام.
هل تلفظ جماعة الإخوان بمصر أنفاسها الأخيرة؟
الخارجية المصرية ردا على ستيفن كوك: لماذا تتجاهل جرائم الإخوان؟
ومن جانبه، اعتبر سامح عيد، قيادي سابق بجماعة الإخوان، إنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية في مصر من الارتفاع غير المسبوق للأسعار، فان العمال ليسوا في حاجة لمن يحرضهم، لأنهم أنفسهم يرغبون بزيادة المرتبات للتعايش مع الغلاء في الأسعار.
وأضاف أن الإخوان يستغلون تلك الظروف التي تمر بها مصر من أجل كسب دعم الشعب المصري، ولكن في المقابل فإن الدولة مطالبة بتفويت تلك الفرصة بالعمل على ضبط الأسعار وزيادة المرتبات.
ومنذ أواخر العام الماضي، عملت القاهرة على اتباع عدد من الإجراءات الاقتصادية لضمان قيام صندوق النقد الدولي بإقراضها نحو 12 مليار دولار، لتحسين الوضع الاقتصادي، وكان ضمن تلك الإجراءات فرض ضريبة القيمة المضافة، وتعويم سعر الصرف، الأمر الذي أدى لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، كما قامت الحكومة أيضاً برفع أسعار المحروقات والكهرباء.