نصح مكيافيلي في كتابه "الأمير" القادة بعدم الاعتماد على المرتزقة في بسط نفوذهم لأن هؤلاء سرعان ما سيخذلون من يستأجرهم
نصح مكيافيلي في كتابه "الأمير" القادة بعدم الاعتماد على المرتزقة في بسط نفوذهم لأن هؤلاء سرعان ما سيخذلون من يستأجرهم.. هذه النصيحة لم تصل إلى آذان "تنظيم الحمدين" في قطر فتوسع في استئجار المرتزقة ووضع يده في لهيب النيران بتمويل الإرهاب في العالم وبالأخص في الدول العربية.
عشرات المليارات من الدولارات أنفقها "تنظيم الحمدين" لحرق العالم العربي عبر مرتزقته من الإرهابيين. فوفقا لتقارير غربية فإن قطر انفقت نحو 64 مليار دولار من ثروة الشعب القطري على الإرهاب والإرهابيين.
هل يستيقظ العالم؟.. سؤال نطرحه بعد أن كشفت الوثائق للعالم كله إلى أين تذهب أموال الغاز القطري.. أما نحن فإجابتنا واضحة وهي أنه لن نسمح بأن يحرق الغاز القطري العرب، فشعوبنا بالمرصاد للإرهاب في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن
هدف "تنظيم الحمدين" من إنفاق المليارات على الإرهاب لم يكن استغلال ثروة الغاز الطبيعي التي وهبها الله للشعب القطري الشقيق من أجل مصلحة أبنائه، بل كان الهدف الواضح هو حرق العرب وتدمير المنطقة حتى يتمكن هذا التنظيم بالافتخار بقدرته على التدخل في شؤون الآخرين.
مليارات الغاز دُفعت للإرهابيين من عملاء إيران والإخونجية وأتباع ضلالات "داعش" و"القاعدة" من أجل المكيدة السياسية وأوهام زعامة مقيتة لتنظيم الحمدين.
ما سبق ليس ادعاءات أو افتراءات، بل هي حقائق نشرها موقع "بي بي سي" البريطاني بالكشف عن وثائق واتصالات بين المسؤولين القطريين التابعين لتنظيم الحمدين بشأن تحويل أكثر من مليار دولار لتنظيمات إرهابية في العراق في قضية الفدية الشهيرة. وهنا يُطرح السؤال أين أُنفقت هذه الأموال؟
الإجابة بسيطة فقد أُنفقت من أجل تدمير العراق وتشريد أكثر من نصف مليون عراقي ونهب ثروات العراقيين.. ومليارات أخرى دُفعت وبالوثائق للإرهابيين في ليبيا وكانت النتيجة تحول ليبيا الغنية إلى دولة فقيرة تتنازعها المليشيات الإرهابية المدعومة من الدوحة وتركيا، فيما يقف الجيش الوطني الليبي في مواجهة محاولة تفكيك الدولة الليبية وتحويلها إلى كانتونات للمرتزقة.
وعانى شعب مصر الشقيق من حرائق أموال الغاز القطري التي تدفقت على الإخونجية وأتباعهم من الدواعش والتنظيمات الإرهابية في محاولة يائسة من تنظيم الحمدين لإسقاط الدولة المصرية؛ وفي النهاية ذهبت أموال الدوحة إلى السراب بعد أن نجح الشعب المصري في إنهاء هذا الكابوس عبر ثورة 30 يونيو 2013.
للأسف تحولت المليارات التي تتدفق على قطر سنويا عبر تصدير النفط والغاز المسال إلى وباء، كونها لا تصل للشعب القطري بل يستقطع "تنظيم الحمدين" جزءاً كبيراً منها لصالح مرتزقته من الإرهابيين. وتبدو نصيحة مكيافيلي صحيحة فهؤلاء المرتزقة ينفقون المليارات والنتيجة صفر ، فلم ينجح ولن ينجح "تنظيم الحمدين" في مخططه الأسود لحرق العرب مادامت الشعوب العربية قادرة على التفرقة بين الغث والثمين.
ويظل السؤال عند الغرب والدول الأوروبية، وهو إلى متى السكوت على تدفق ثروة الشعب القطري على الإرهابيين والإرهاب ولماذا؟
هل ننتظر وقفة من العالم لصالح العرب وضد "تنظيم الحمدين"، أم أن بعض العواصم الأوروبية ستظل على نهجها بغض الطرف عن إرهاب هذا التنظيم من أجل الحصول على المزيد من الدولارات في خزانتها.. ولهؤلاء نقول لهم إنهم يجب أن يلتفتوا إلى شعوبهم فإرهاب "تنظيم الحمدين" كما يستهدف الشعوب العربية، فإنه أيضاً له ضحاياه من أبناء الدول الأوروبية.
فهل يستيقظ العالم؟.. سؤال نطرحه بعد أن كشفت الوثائق للعالم كله إلى أين تذهب أموال الغاز القطري.. أما نحن فإجابتنا واضحة وهي أنه لن نسمح بأن يحرق الغاز القطري العرب، فشعوبنا بالمرصاد للإرهاب في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة