إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "أبو الطيب المتنبي"
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
"أبو الطيب المتنبي"
هل تحتاج إلى دليل على خيانة قطر لدول الخليج العربي؟ هل كنت في انتظار أن تكشف شبكة "سي إن إن" عن الوثائق التي وقّعها الأمير تميم بن حمد وتعهداته في الرياض في 2013 و2014 لتصل إلى يقين أن قطر تخون العهد؟
نقول "مع السلامة" لمن أصبح الملاذ الآمن للإرهاب، وليعلم الجميع أن قائمة الإرهابيين التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ما كانت إلا مقدمة لقوائم مطولة قادمة، فدعم الدوحة للإرهاب ملف لم يفتح كاملاً بعد
إن خيانة قطر للخليج العربي متجذرة عبر عقدين من الزمان بما لا يدع أي مجال للشك، ولكن أصحاب الأغراض والباحثين عن مغانم قطرية ملطخة بدماء العرب يتغافلون عن تلك الحقيقة.
إن تسامح دول الخليج مع تصرفات قطر الصبيانية ودعمها المستمر للإرهاب قد انتهى، فقد أدرك قادة وشعوب الخليج أن تعهدات الدوحة وحكامها ليست إلا مجرد أداة للتلاعب.
وكما قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي فإننا قررنا ألا نتسامح مع أي نوع من أنواع التسامح مع الجماعات المتطرفة ومع الجماعات الإرهابية أو أي جماعات تدعو للكراهية، وأكد سموه أنه إذا قررت قطر أن تكون عضواً في هذا التحالف فأهلا وسهلا بها، وإذا قررت أن تكون في الجانب الآخر فنقول لها "مع السلامة".
إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية والإمارات ومصر والبحرين تسطّر عهداً جديداً في مكافحة الإرهاب، وتقود المنطقة إلى أن تقول كلمة الحقيقة وهي "مع السلامة" للإرهابيين ولمن يدعمهم من أنظمة وحكام وإعلام مموّل.
لمن نقول "مع السلامة"؟ نقولها لمن خان العهد حينما وقّع في الرياض على عدم التحالف مع أي طرف ضد مصالح دول الخليج، بينما هو في اليمن يدعم الحوثيين لمحاربة المملكة العربية السعودية وإثارة القلاقل على الحدود بينها وبين اليمن ويقدم المال والعتاد للإخونجية الخونة لزعزعة الاستقرار في المناطق المحررة، بل إن الأدهى والأمرّ هو دوره الخبيث في إهدار دماء شهدائنا الزكية عبر خيانة ستكتب بأحرف سوداء على صحيفة تاريخ منطقتنا، عندما وفّر نظام قطر الإحداثيات والمعلومات للحوثيين لاستهداف جنودنا خلال مشاركتهم في تحرير اليمن من براثن الظلامية والإرهاب والانقلابيين.
لقد اعتقد نظام الدوحة واهماً أن دفع الأموال وصناعة مراكز الأبحاث ستخلق له تقارير تُدعِّم من موقفه، مثلما حدث مع قضية السجون الوهمية التي زعم أن الإمارات تديرها في اليمن ومن ثم روّج لهذه الأبحاث التي يصنعها عملاؤه عبر "الجزيرة" اعتقادا منه بأنها ستمكنه من ترويج الأكاذيب، ولكن ما حدث هو أنه أسهم بقصد أو دون قصد بسبب غبائه في كشف الغطاء عن سوءاته أكثر فأكثر.
نقول "مع السلامة" لمن وقّع بخط يديه على عدم التدخل في شؤوننا الداخلية، وقبل أن يجفّ حبر التوقيعات نجده يدفع "جزيرته" الشيطانية للتحريض على القيادات الخليجية، ويتواصل مع الإرهابيين في قطر لتبرير موقفه، بل ولتأكيد دعم الإرهاب عبر تغطية الجزيرة التي حرّضت على العنف والفوضى في البحرين، ويفتح شاشات "خنزيرته" للمتآمرين على الشعوب الخليجية واستقرارهم.
بل إن النظام القطري لم يكتف بشاشة الجزيرة فلجأ إلى إطلاق أبواق شيطانية جديدة تحت إشراف مستشار أميره، الإسرائيلي عزمي بشارة كأبواق عربي 21 وقناة العربي الجديد ومكملين والشرق التي لا يمر عليها يوم دون نشر الأكاذيب الحمقاء عن قادة دول الخليج العربي بل واستهدفت بالأساس قادة الإمارات وحكامها.
هل نعطي لأحد دليلا على إرهاب قناة "الجزيرة" القطرية؟ اعتذر فلدي الآلاف المؤلفة من الكلمات لسرد الدلائل، فيكفينا ظهور الإرهابيين يومياً على شاشتها كابن لادن والظواهري وقادة داعش و"جبهة النصرة" والإخونجية وفتاوي القرضاوي التي بثّت للعالم عبر شاشتها ودعاويه بنشر الإرهاب صراحة وتبرير العمليات الانتحارية.
إن هذا النظام القطري الذي فضحته قضية "بوعسكور" ومحاولة أجهزته الأمنية تشويه سمعة قادة الإمارات بل وصلت فيهم الحقارة إلى حد التجرؤ على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الأب المؤسس لدولتنا ورمز عزتها من خلال استخدام الحسابات الوهمية.
نقول "مع السلامة" لمن أصبح الملاذ الأمن للإرهاب والإرهابيين من إخونجية ودواعش، وليعلم الجميع أن قائمة الإرهابيين المطلوبين التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ما كانت إلا مقدمة لقوائم مطولة قادمة، فدعم الدوحة للإرهاب ملف لم يفتح كاملاً بعد.
فهل نحتاج لدلائل جديدة على تورط قطر في دماء الليبيين غير تلك التي قدمها المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي مؤخراً؟ أما تورط قطر في دماء الأشقاء المصريين فحديث ذو شجون، فبالإضافة لاتهام مصر الرسمي لقطر بالتورط في العمليات الإرهابية التي استهدفت الكنائس قبل أشهر، فإن الموقف الخليجي الذي عبّر عنه وزير الخارجية البحريني واضح وهو إن الإخونجية المموَّلين من قطر متورطون في دماء المصريين.
نقول "مع السلامة" لمن يدعم الإيراني في المنطقة، فلقاء وزير خارجية قطر مع قاسم سليماني رأس حربة إرهاب إيران في المنطقة كان علامة على قوة العلاقة التي تربط الدوحة بإرهاب إيران الذي يستهدف أهلنا في العراق وسوريا، والمليار دولار التي تم دفعها للمليشيات الإيرانية الإرهابية في العراق ذهبت بالطبع لشراء سلاح وعتاد لقتل أهلنا هناك.
إننا نقول "مع السلامة" للنظام القطري وليس للشعب القطري الشقيق، نقول "مع السلامة" ونحن ندرك أن عودة قطر إلى الحضن الخليجي والعربي لن يحدث إلا بعد أن يخلع النظام القطري عباءة الجماعة "الإخونجية" التي ارتداها طوال 20 عاماً وأن ينهي هذا التحالف الشيطاني مع رأس الإرهاب من الإخونجية.
وفي النهاية فقد مررنا بتجربة اتفاقيات 2013 و2014 وكانت النتيجة هي: "إن أنت أكرمت اللئيم تمردا".. فلن نقبل مجدداً مجرد توقيعات، بل ننتظر أفعالاً وحتى تأتي تلك الأفعال فنحن نقولها صراحة "مع السلامة"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة