"عقلاني".. شهادة من "الخصوم" تنصف بوتين وتحذر من "الصقر"
علاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باردة مع الغرب لا سيما الولايات المتحدة، لكن كثيرين من هؤلاء لا يخفون إعجابهم به، بل يحذرون من خليفته.
أحد هؤلاء، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس الذي شغل مناصب أخرى بينها مدير وكالة المخابرات المركزية، وعضو في مجلس الأمن القومي، واصفا بوتين بأنه "صانع قرار عقلاني".
تصريحات غيتس جاءت في مقابلة أجراها معه كاتب العمود للشؤون الخارجية في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ديفيد إغناتيوس، لمناقشة مسار الحرب في أوكرانيا بعد عام تقريبا على اندلاعها، والنظام الدولي والديناميكيات الجيوسياسية للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
ففي معرض رده على أسئلة حول رأيه في "مدى عقلانية بوتين في الحكم، وعزلته في الكرملين، وتعرضه لضغوط من حوله قد تؤدي إما إلى استبداله كزعيم لروسيا وإما إلى إضعاف قدرته على اتخاذ قرارات مطلقة"، قال غيتس: "قبل كل شيء أعتقد أنه صانع قرار عقلاني".
مضيفا "سواء كان يحصل على تقارير أكثر دقة عن المشاكل التي يواجهها الجيش، لدي شعور بأنه يحصل على معلومات أكثر دقة عن التحديات التي يواجهونها. أعتقد أن هذا قد تحقق في بعض رسائله إلى الشعب الروسي، ولذا أعتقد أنهم أقل عزلة الآن مما كان عليه من قبل".
خليفة بوتين.."صقر متشدد"
وفيما يتعلق بالأشخاص المحيطين به، يتابع وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في المقابلة التي طالعتها "العين الإخبارية" في الصحيفة الأمريكية، "وجهة نظري هي أن المستشارين الأقرب إليه في هذه المرحلة هم في الواقع أكثر تشددا منه".
مستطردا في الجزئية الأخيرة "إذا كان (بوتين) سيغادر المشهد غدا، أعتقد أنه سيحل محله صقر أكبر وليس شخصا يبحث عن حل أو مفاوضات في أوكرانيا".
لكن كاتب العمود للشؤون الخارجية في صحيفة "واشنطن بوست" ذهب إلى أبعد من ذلك، حين سأل غيتس عما ينتظر روسيا في حال فشلت في أوكرانيا، ومدى خطورة ذلك على الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا؟
فردّ غيتس قائلا: "قبل كل شيء، أعتقد أنه إذا كانت روسيا قادرة على القتال ووصلت إلى طريق مسدود، فإنها لم تخسر شرق أوكرانيا بالكامل، وكذلك لن تخسر شبه جزيرة القرم، وحينها يمكن لبوتين ورفاقه أن يظهروا ذلك على أنه نوع من الانتصار".
مستدركا "لكن أعتقد أنه سواء هُزم الروس أم لا فإن روسيا في هذه المرحلة قد أضعفت بشكل كبير لفترة طويلة قادمة. مئات الآلاف من الشباب فروا من البلاد، وكثير منهم في مجال التكنولوجيا، وكثير منهم رواد أعمال ولا يريدون القتال في أوكرانيا، هذه خسارة لروسيا لمورد ضخم".
وقبل قرابة عام، شنت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا التي تسعى للانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وحينها قال الرئيس فلاديمير بوتين إن هدف العملية هو "نزع السلاح من أوكرانيا واجتثاث النازية منها".
ومنذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط عام 2022، برزت العقوبات الاقتصادية كأداة رئيسية في خزينة الغرب للتعامل مع روسيا، وكذلك سخاء الغرب في دعم كييف بالأسلحة والعتاد.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTIuMTYyIA== جزيرة ام اند امز