بعد الفيلق الخامس.. هل يصبح الأسد "مشيراً" على جيش مفكك؟
يحيل محللون أمر الفيلق إلى روسيا وإيران، وخاصة أن أهم أهداف الفيلق "إنهاء الحرب في سوريا"، في أنه سيكون للبلدين الدور في قيادة الفيلق
أثار إعلان الجيش النظامي السوري تشكيل الفيلق الخامس أسئلة عدة بشأن مستقبل نظام بشار الأسد وتداعيات ذلك على المرحلة العسكرية المقبلة وتأثير هذا الإعلان على ترقية رتبة الأسد من "فريق أول" إلى "مشير".
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام السوري أعلنت عن تشكيل الفيلق الخامس "اقتحام" من أجل القضاء على الإرهاب، بحسب بيان.
وقالت القيادة إن "تشكيل الفيلق يأتي استجابةً للتطورات المتسارعة للأحداث، وتعزيزاً لنجاحات القوات المسلحة الباسلة، وتلبيةً لرغبة جماهير شعبنا الأبي في وضع حد نهائي للأعمال الإرهابية على أراضي الجمهورية العربية السورية".
ويحيل محللون أمر تشكيل الفيلق إلى روسيا وإيران، وخاصة أن من أهم أهداف الفيلق "إنهاء الحرب في سوريا"، في أنه سيكون لهذين البلدين الدور الأكبر في قيادة الفيلق استشارياً وعسكرياً.
ويبذل النظام جهوداً كبيرة لتطوير الفيلق من خلال منح العديد من المزايا لمتطوعيه مثل الرواتب العالية، إلا أن ذلك لا يمكن بأي حال أن يخفي حقيقة الجيش السوري المفكك في الكثير من المناطق السوري وكذلك الفرق والقطع العسكرية التي فقدها النظام لا يمكن حصرها في درعا وحماه وحلب وإدلب، وغيرها من المناطق.
ومن هنا، يرى معارضون أن تشكيل الفيلق الخامس لا يمكن أن يسد الثغرة العسكرية للجيش المتهالك في أماكن والمسيطرة في أماكن أخرى، في ظل انهيار الهيكلية العسكرية وفقدان أبرز القادة العسكريين.
ويرى خبراء عسكريون أنه كان من المتعارف عليه في سوريا أن تشكيل الفيلق الخامس سيؤدي إلى رفع الرتبة العسكرية لبشار الأسد، حيث تأجل تشكيل الفيلق بسبب الأزمة التي بدأت في مارس 2011.
وبحسب القانون العسكري السوري، أنه بمجرد تشكيل الفيلق الخامس وتجاوز عناصر الجيش لـ 300 ألف عنصر، فإن رتبه القائد العام للجيش والقوات المسلحة تُرفع إلى مشير.
وما إذا كان الفيلق سيكون إلزامياً أو تطوعياً في حد كبير منه، إلا أن ذلك يشير إلى مستويات جديدة من الهجرة ستشهدها البلاد هرباً من التجنيد الإلزامي كما حدث حين تشكيل الفيلق الرابع.
وكان الجيش السوري يضم 3 فيالق قبل تشكيل الفيلق الرابع في أكتوبر 2015، بعد إعلان التدخل الروسي في سوريا.
ويعتقد محللون أن هذا التشكيل يأتي في وقت استعاد فيه النظام السوري معظم مناطق دمشق وريفها وحمص، إلا أنه لا يزال يواجه معارضة مسلحة عنيفة في حلب وإدلب، شمال البلاد، ويدفع على إثرها مئات الضحايا.
ويؤكد محللون أن الفيلق كلمة فضفاضة جاءت لترفع معنويات الجيش السوري في هذه المرحلة، وهذا الفيلق لا يختلف في مفهومه وممارساته عن المليشيات المساندة للنظام، من لبنان والعراق وإيران وغيرها.
وفي الوقت الذي يتجاوز فيه عدد عناصر الجيش السوري 300 ألف مقاتل، إلا أنه من غير المعلوم ما سيكون عدد عناصر الفيلق الخامس الجديد.
جدير ذكره أن الفيلق يتكون من 4 فرق عسكرية، أي حوالي 30 ألف عنصر في كل فرقة.
aXA6IDE4LjIyNS4yMDkuOTUg جزيرة ام اند امز