المخرج التونسي سامي التليلي: "ع البار" يكشف العلاقة بين الكرة والسياسة

فيلم "ع البار" يحكي عن تزامن الإضراب العام للشغل في تونس مع تأهل المنتخب التونسي لكرة القدم لكأس العالم في الأرجنتين لأول مرة

كشف المخرج التونسي سامي التليلي وجود علاقة معقدة بين كرة القدم واستخدامها سياسيا في فترات متفاوتة من التاريخ العربي. 

• "سيدة البحر" للسعودية شهد الأمين بالقاهرة السينمائي
  

وأشار التليلي خلال ندوة فيلمه "ع البار" ضمن فعاليات الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والمعروض ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، إلى أن أحد دوافع صناعته لهذا الفيلم هي والدته التي كانت لا تشاهد كرة القدم، بينما كان مهتما بها بجوار السينما والدراسة وقتها.

وأوضح التليلي أن تاريخ كرة القدم في تونس ارتبط بالسياسية، لافتا إلى أن المناخ الاستعماري في أفريقيا ارتبط بدوره بكرة القدم، معتبرا أن حبه للعبة لم يقف عائقا من نقد استخدامها السياسي، واعتبارها حائلا نحو التحول الاجتماعي والسياسي والمسار الديمقراطي لشعب تونس.

وأكد أن الفيلم كان من المستحيل أن يخرج إلى النور في حكم الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وأنه واجه بعض الصعوبات للوصول لبعض الشخصيات التي تورطت في أحداث عام 1978 وما زالت موجودة.

وأضاف التليلي: "الحصول على الوثائق والأرشيف أمر ليس بالسهل، خاصة مع وجود نوعين من الوثائق، إحداها مكتوبة والأخرى سمعية بصرية"، مؤكدا تفرق دم الأرشيف بين المركز الوطني ووزارة الثقافة التونسية، وهو ما جعل الفيلم يتم تصويره في 7 سنوات كاملة.

وأشار التليلي إلى أن الحصول على الأرشيف من المعهد الوطني الفرنسي من "رويترز" بعد أن فقد جزءا كبيرا منه في تونس، كلفه ما يوازي 30 ألف يورو أو أكثر.

ويروي فيلم "ع البار" حقبة زمنية عاشت فيها تونس أزمة سياسية حادة، خلال الإضراب العام الذي أعلنه الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة النقابي حبيب عاشور يوم 26 يناير/كانون الثاني 1978، ويحكي في الوقت ذاته تزامن هذا الحدث التاريخي مع ترشح المنتخب الوطني لكرة القدم لكأس العالم في الأرجنتين لأول مرة في تاريخ الرياضة التونسية.