"داعش" يطعن قلب أوروبا .. دماء وهلع وتعهد بالثأر
تنظيم "داعش" الإرهابي وجه طعنة إلى بروكسل عاصمة أوروبا أسفرت عن مقتل العشرات وأثارت الهلع في القارة العجوز التي تعهدت بالثأر
وجه تنظيم "داعش" الإرهابي طعنة إلى بلجيكا قلب أوروبا أسفرت عن مقتل العشرات وأثارت الهلع في القارة العجوز التي تعهدت بالثأر.
وأعلن "داعش" مسؤوليته عن الاعتداءات الدامية صباح الثلاثاء في بروكسل، حيث أوقعت تفجيرات منسقة في المطار الدولي ومحطة مترو ما لا يقل عن 34 قتيلًا وأكثر من 200 جريح وشلت عاصمة أوروبا.
وبثت السلطات البلجيكية صورًا لـ"مشتبه بتنفيذهم" تفجيري مطار بروكسل الدولي التقطتها كاميرات مراقبة وتظهر 3 رجال يدفعون عربة لنقل الأمتعة.
وأفاد موقع "أعماق" المرتبط بالتنظيم الإرهابي أن عناصر من داعش هم الذين شنوا الاعتداءات التي استهدفت بروكسل.
ونقل الموقع باللغة الإنجليزية أن "مقاتلي داعش شنوا الثلاثاء سلسلة هجمات بأحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطارًا ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسل، الدولة التي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش".
وأضاف الموقع أن مقاتلي داعش فتحوا النار داخل مطار زافنتم، قبل أن يفجر عدد منهم أحزمتهم الناسفة، فيما فجر انتحاري حزامه الناسف في محطة مالبيك للمترو.
وقالت الدول الـ28 في الاتحاد الاوروبي وزعماء المؤسسات الأوروبية في بيان مشترك نادر، إنه هجوم على "مجتمعنا المنفتح والديمقراطي"، قبل أن يتعهد المسؤولون الأوروبيون بالثأر لضحايا "الثلاثاء الأسود" في بلجيكا.
وتأتي هذه الاعتداءات في وقت يتراجع فيه التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا ويتقدم في ليبيا.
"قنبلة ثالثة لم تنفجر "
ووقع أول تفجيرين قرابة الساعة السابعة بتوقيت جرينتش في المطار ما أوقع 14 قتيلًا و96 جريحًا وفق رجال الأطفاء. وقال المدعي الفيدرالي البلجيكي فريديريك فان لو، إن "انتحاريًّا" تسبب "على الأرجح" بأحد التفجيرين.
وبحسب حاكم مقاطعة برابان الفلامنكية لودفيك دو فيتي فان منفذي الاعتداءات "أدخلوا 3 قنابل" إلى مطار بروكسل لكن إحداها "لم تنفجر".
وبحسب رئيس بلدية بروكسل إيفان مايور نفذ اعتداء بعد ساعة في إحدى محطات المترو في مالبيك تسبب بـ"سقوط 20 قتيلًا على الأرجح" و106 جرحى.
وإثر وقوع الهجمات رفع مستوى الإنذار الإرهابي إلى أعلى درجة وأغلق مطار بروكسل الدولي حتى الأربعاء وعززت الإجراءات الأمنية في مطارات لندن وباريس وفرانكفورت وجنيف وكوبنهاجن.
وعلقت حركة المترو أيضًا في بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ودعي السكان إلى ملازمة منازلهم.
ووقعت الهجمات بعد 4 أيام من القبض في حي مولنبيك في بروكسل على الفرنسي من أصل مغربي صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت هجمات تبناها تنظيم داعش في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني وأوقعت 130 قتيلًا، وهو يقبع حاليًا في سجن بلجيكي وسط حماية أمنية مشددة قبل نقله إلى فرنسا.
وقال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال: "كنا نخشى وقوع اعتداء وهذا ما حصل" بعد هذه الاعتداءات "العنيفة والجبانة" مشيرًا إلى "يوم أسود للبلاد".
وأعلنت الحكومة البلجيكية الحداد 3 أيام.
"صيحات بالعربية "
وأفاد شهود لوكالة "فرانس برس" ووكالة الأنباء البلجيكية أن إطلاق نار سمع أولًا صباح الثلاثاء في قاعة المغادرة في المطار الدولي، ثم أطلق رجل صيحات بالعربية وسمع دوي انفجارين.
وقال الفونس ليورا الموظف في أمن الحقائب: "صرخ رجل بالعربية ثم سمع دوي انفجار عنيف".
وصرح رجل كان على بعد 5 أمتار من مكان وقوع الانفجار لوكالة "فرانس برس" إنه "سادت حالة من الذعر المعممة وأصيب العديد من الأشخاص بجروح بالغة".
وقالت شيريل ميلر المسافرة القادمة من نيويورك لـ"فرانس برس" إنها كانت في طابور انتظار "عندما وقع انفجار قوي وتساقط الغبار من فتحات التهوية، وركضنا جميع للاحتماء".
ونقلت إذاعة "أر تي بي إف" العامة عن شاهد أن الانفجارين وقعا قرب باب الدخول إلى طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة.
وبعد أقل من ساعة تم استهداف المترو في محطة تقع قرب مقر المفوضية الأوروبية.
وأظهرت صورة بثتها القناة العامة محطة مترو لحقت بها أضرار كبيرة بعد استهدافها في ساعة ذروة.
وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء في بروكسل، إن قوة الانفجار أدت إلى انهيار 3 جدران في موقف سيارات تحت الأرض قريب من المحطة.
وقال رئيس بلدية المدينة: "هناك جنسيات عديدة" بين الجرحى، مضيفًا أن التعرف على هويات القتلى "سيستغرق وقتًا" بسبب "الفوضى".
"حالة انذار إرهابي قصوى "
ورفع مستوى الانذار الإرهابي على كل الأراضي البلجيكية إلى أعلى درجة (4) وأغلق مطار بروكسل "حتى إشعار آخر". وعلقت حركة المترو أيضًا وقطارات تاليس المتجهة إلى فرنسا، وأعلنت الوكالة المحلية أنه تم تعزيز أمن المحطات النووية.
وطلب القضاء البلجيكي من الصحافة عدم كشف معلومات عن التحقيق الجاري فيما تحدثت وسائل إعلام عن مداهمات في العاصمة وأن بروكسل لا تزال تخشى "وجود أشخاص فارين".
وأثارت اعتداءات بروكسل صدمة في أوروبا وأدت إلى اجتماعات حكومية طارئة في لندن وباريس.
وشددت الإجراءات الأمنية في مطارات لندن-غاتويك وباريس-شارل ديجول وجنيف وفرانكفورت وكوبنهاجن.
وفي فرنسا دعا وزير الداخلية برنار كازنوف إلى تعزيز مكافحة الإرهاب على المستوى الأوروبي بعد "الاعتداءات الخطيرة" في بروكسل مشيرًا إلى نشر 1600 عنصر إضافي من الشرطة والدرك في البلاد.
كما تم تشديد الإجراءات الأمنية قرب المؤسسات الأوروبية في ستراسبورج (شرق) حيث مقر البرلمان الأوروبي، وفي بريطانيا عززت الشرطة وجودها "في النقاط الحساسة".
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "أوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسل".
وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاعتداءات "المشينة"، وصرح أوباما من العاصمة الكوبية هافانا "يجب أن نقف معًا بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا أو ديننا لمكافحة آفة الإرهاب، ونستطيع إلحاق الهزيمة بمن يهددون سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم وسنهزمهم".
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز