فريدمان: لهذه الأسباب داعش يتمدد أوروبيا
تطرح الهجمات الأخيرة في بروكسل أسئلة حول تأثير الأحداث الإرهابية على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، في ضوء تمدد داعش أوروبيا
تطرح الهجمات الأخيرة في بروكسل استفهامات حول تأثير مثل تلك الأحداث الإرهابية على العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا، في ضوء الاتفاق الأخير بينهما حول اللاجئين السوريين، والذي يقضي بوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا مقابل مساعدات تحصل عليها أنقره للتعامل مع اللاجئين على أراضيها والذي دخل حيز التطبيق.
أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 23 مارس الجاري، أن أحد المشتبه بهم في هجمات بروكسل اعتقل في تركيا عام 2015 وتم ترحيله بعد ذلك إلى بلجيكا بعد تعذر تحديد ارتباطه بالإرهاب تساؤلا حول استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي في التمدد الأوروبي انطلاقا من أنقره وإلى قلب أوروبا.
في هذا الإطار، يربط جورج فريدمان، الخبير التوقعات السياسية والاستراتيجية للشؤون الدولية الأمريكي، في تحليل له ما بين الهجمات التي وقعت في بلجيكا وفي تركيا، مشيرا إلى أن هذه الهجمات أصابت المعاقل الرمزية لاثنين من الأعداء المحتملين لتنظيم داعش الإرهابي، بهدف زعزعة الاستقرار فيهما، وتجنيد عملاء محتملين في كل منهما.
ويضيف فريدمان في تحليله المنشور على موقع "جيوبوليتكال فيتوشر" ( Geopolitical Futures)، أن الهجمات وقعت في الدولتين لأن بهما عملاء لـتنظيم داعش الإرهابي. فتركيا دولة مسلمة، والتنظيم قادر على تجنيد الأتراك ونقل عناصر آخرين إلى تركيا إذا لزم الأمر.
كما تضم بلجيكا عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، ويمكن أن يستهدفهم التنظيم لحشد عملاء جدد وتوظيفهم. لكن بطبيعة الحال، ينطبق هذا أيضًا على كثير من البلدان.
وعن بلجيكا، كتب فريدمان أنها لا تُعد إحدى البلدان الأوروبية الأساسية، مثل فرنسا، فحسب، لكنها أيضًا عاصمة أوروبا بالمعني الدقيق للكلمة، حيث تضم بروكسل مقر أمانة الاتحاد الأوروبي، كما تقع بالقرب من مقر منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وضرب بروكسل يعني ضرب الإرهابيين لمركز أوروبا. وهو ما يؤشر إلى أن تنظيم داعش الإرهابي بات ينظر إلى أوروبا كعدو، ليس لأنها تدين بالمسيحية فحسب، لكن لأنها تسهم في تقليص وجوده أيضا.
ويضيف فريدمان أن التنظيم يواجه ضغوطا كبيرة من القوات التقليدية، ويبدو أن حدوده تنكمش في سوريا والعراق. ويحتاج إلى زعزعة استقرار الأعداء المحتملين، وأن يبعث برسالات رمزية. وبالتالي فينظر إلى الهجوم على السياح بالقرب من ميدان تقسيم في قلب اسطنبول وكذلك هجمات بروكسل بأنها استراتيجية لداعش يهدف من خلالها إلى الحفاظ على وجوده في سوريا والعراق مع تكثيف الأعمال الإرهابية خارجهما.
ويقول فريدمان "يمتلك تنظيم داعش الإرهابي القليل من الخيارات في هذا الصدد، لكن مهاجمة اسطنبول وبلجيكا يشكّل ضربات موجهة نحو قلب اثنين من التهديدات المحتملة له، باستخدام الموارد الموجودة في تلك البلدان وتوليد استجابات يمكنها أن تعزز من موقف التنظيم".تقرير عن هجمات بروكسل:
وأوضح في تحليله أنه من الممكن أن يتأثر أيضًا الاتفاق الهش الذي عُقد مؤخرًا بين تركيا والاتحاد الأوروبي للحد من وصول طالبي اللجوء لأوروبا. فالوعي المتجدد بخطر الإرهاب بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيلفت الانتباه أكثر إلى الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي، وربما تبرير تعميق التعاون مع تركيا.
كما توقع فريدمان أن تعيد الهجمات إثارة المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا، ما يؤدي إلى زيادة المطالب الشعبية لحكومات الاتحاد الأوروبي بعدم منح المواطنين الأتراك حرية السفر بدون تأشيرة؛ وهو شرط أساسي وضعته أنقرة للتعاون بشأن قضايا المهاجرين.
ومن المحتمل أن تؤدي المشاعر المعادية للمسلمين أيضًا إلى تقوية الأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء القارة. فعلي سبيل المثال، يحظى حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي اليميني بدعم كبير بالفعل في استطلاعات الرأي الانتخابية، أما في ألمانيا، فقد حقق حزب "البديل لألمانيا" المناهض للهجرة نجاحات باهرة مؤخرًا في الانتخابات الإقليمية ويُعد حاليا ثالث أكثر الأحزاب شعبية في البلاد.
aXA6IDMuMTQ0LjguNzkg جزيرة ام اند امز