"معرض طرابلس الدولي" يتحول إلى "محلي" بعد 89 عامًا من الزخم
اختفت المشاركة العالمية من فعالياته
"معرض طرابلس الدولي" للتجارة والصناعة تأثر بالأزمة السياسية الليبية منذ بدايتها في 2011 لتتلاشى "عالميته" ويلتحي بصفة "المحلية".
"معرض طرابلس الدولي" للتجارة والصناعة والزراعة الذي يُعَد الأقدم من نوعه على مستوى القارة الإفريقية والوطن العربي منذ أولى دوراته عام 1927، تعيش فعالياته حاليًّا في زمن "المحلية" أكثر منها "عالمية" نتيجة للوضع الأمني والسياسي في البلاد.
ففي ظل الظروف السياسية غير المستقرة وتزعزع الوضع الأمني وعدم استقرار اقتصادي تعاني منه ليبيا منذ عام 2011، تأتي الدورة 44 لمعرض طرابلس الدولي مقتصرة على التجار والصناع المحليين فقط، رغم الزخم الذي كان يشهده على مدار سنوات طويلة أدت لارتباط المواطن الليبي بفعالياته التي كانت تشهد عشرات المعارض الاقتصادية والثقافية على الهامش.
اعتمد معرض طرابلس الدولي في أول دورة له على بعض المصنوعات والمُنتجات الزراعية جاءت من جميع المُدن الإيطالية، وكذلك تسويق بعض الخدمات والمنشآت الفندقية التي كانت تعتزم إيطاليا إنشائها في ليبيا كبلد مُستعمر له، حتى انضم إلى "اتحاد المعارض الدولية" في باريس عام 1929.
واستمر المعرض يُقيم دورته السنوية المعتادة لمدة 13 عامًا متتالية حتى جاءت الحرب العالمية الأولى، لتتوقف فعالياته سنة 1939 قبل أن يعود بعدها ويستأنف نشاطه في دورته عام 1962، ليصبح أكبر ملتقى للتجار ورجال الأعمال الليبيين بنظرائهم من مختلف دول العالم، إضافة إلى فرصة مهمة لشركات العالم لتقديم منتجاتها وخدماتها المختلفة وفتح أسواق لها في ليبيا.
وبجولة داخل أجنحة وأروقة المعرض في دورته الحالية بطرابلس، لوحظ بشكل لافت أن كل العارضين هم من الشركات والتجار المحليين فقط، عدا بعض المشاركات لشركات هي محلية وتمتلك وكالات مُعتمدة لتسويق بعض المُنتجات لشركات أخرى أجنبية، وهو ما أدى بدوره لسيطرة الصناعات التقليدية والمنتجات اليدوية على المعروضات.
وقالت رحاب أحمد مندوبة شركة خدمات طبية لها جناح بالمعرض، لبوابة "العين" الإخبارية، إن المعرض يعطي رسالة للعالم بأن الليبيين لا يزالون مُقبلين على الحياة، ويتجولون في المعرض حتى في ظل الظروف الراهنة، مشيرة إلى أن الفعالية ينقصها الدعاية وتركيز الإعلام لنقل الصورة إلى لعالم الخارجي، وتقديم المنتجات الليبية للخارج لأجل التعريف بها.
وأعرب "أحمد أبوراس" (55 عامًا) في حديثه لبوابة "العين" عن استيائه من السياسيين الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الحال، وهو الأمر الذي جعل كل الشركات الأجنبية العالمية التي كان يعج بها المعرض تُحجم عن الحضور، معتبرًا أن هذا المعرض في ظل ظروفه الحالية يُعد فرصة لتعريف المواطن الليبي بقيمة المنتج المحلي الذي كان يختفي في زحمة المنتجات العالمية التي كانت تطغى على كل أجنحة المعرض.
وأبدى "خالد الحسومي" (39 عامًا) اندهاشه من الإقبال الجماهيري الكبير على المعرض وأجنحته، موضحًا أنه لم يتوقع هذا الحضور الكبير في ظل الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد، بجانب معرفتهم بأن الشركات المشاركة بالمعرض محلية وليست دولية كما المعتاد.
وأشارت "زهرة التاغدي" التي تعمل مصورة بإحدى الصحف المحلية إلى أن إدارة المعرض بذلت جهدًا كبيرًا لتنسيقه في محاولة لتعويض اختفاء المشاركات الأجنبية، مؤكدة أنه رغم ذلك تفتقد فعاليات المعرض عنصر المفاجأة من خلال ما تُقدمه الشركات الأجنبية التي تمتلك باعًا طويلًا في جذب الزوار لأجنحتها.
وفي ظل ما تشهده الساحة السياسية الليبية من تطورات إيجابية في الوقت الحالي باستقرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الجديدة في طرابلس والبدء في مباشرة أعماله، تبقى علامة الاستفهام المطروحة إذا كانت الحكومة المقبلة ستكون قادرة على بث الروح من جديد في فعاليات معرض طرابلس الدولي وإعادته ليكون معرضًا دوليًّا.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA=
جزيرة ام اند امز