السياحة في تونس.. تفاؤل بالموسم الجديد رغم جراح الإرهاب
تشكل السياحة في تونس 14 % من الدخل العام، فيما يوظف هذا القطاع حوالي 500 ألف شخص بشكل مباشر و1.2 مليون بشكل غير مباشر.
تعول تونس على الموسم السياحي الجديد لإعطاء دفعة قوية لاقتصادها المتدني، ورغم الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الخميس الماضي، إلا أنها لن تؤثر على الموسم السياحي حسب وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي الذي زار العديد من العواصم الأوروبية لتسويق صورة إيجابية لتونس والحلم الذي ينتظر ملايين السياح.
وغداة وقوع الاعتداء الإرهابي في شارع شارل ديجول بتونس العاصمة، هرع وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي إلى مكان الحادث ليطمئن التونسيين والسياح الأجانب بأن الاعتداء لم يستهدفهم، بل كان موجها ضد قوات الشرطة فقط.
وتزامنت زيارة الوزير التونسي مع افتتاح الموسم السياحي الجديد، حيث ينتظر قدوم 9 ملايين سائح أجنبي إلى تونس في 2019 حسب المخطط الجديد لوزارة السياحة التونسية.
وبعدما أربك الاعتداء الإرهابي الذي وقع الخميس الماضي التجار التونسيين وملاك الفنادق والمطاعم والسياح وكل الذين يعملون في مجال السياحة عن بعد أو قرب، عادت الأمور إلى طبيعتها بسرعة وتمكن السياح من الخروج كالعادة للتجول في الشوارع وزيارة المتاحف والمدينة القديمة.
تفاؤل
تجار وسياح باتوا متفائلين بالموسم السياحي لعام 2019 الذي سيعود بالخير على الاقتصاد التونسي مشيرين إلى أن الإرهاب، رغم صعوبته، لم ولن يؤثر على نفوس التونسيين.
ويعتقد مختار عياري، وهو بائع في متجر للملابس التقليدية أن عدد السياح في بلده سيرتفع هذه السنة "لأن تونس صديقة جميع الدول والشعوب وأن الحكومة تملك علاقات صداقة متينة مع الدول الأوروبية". وأثنى على الدور الذي لعبه السياح الجزائريون "الذين جاؤوا بكثرة بعد الثورة التونسية لمساعدتنا ومؤازرتنا خلال تلك الفترة العصيبة".
ورغم تفاؤله إلا أنه يعتقد أن وجه السياحة تغير كثيرا في تونس في السنوات القليلة الأخيرة.. "في الماضي، كنا نعمل جيدا مع السياح الإيطاليين والفرنسيين والإسبان ونتكلم لغاتهم ونفهمهم. أما اليوم غالبية السياح هم روس. يأتون لزيارة المدينة القديمة والتجول عبر أزقتها الضيقة بدون شراء أي شيء. حتى قارورات المياه يحملونها معهم".
ووجه محمد انتقادات لحزب النهضة الذي "يكره السياحة" حسب تعبيره، "هذا الحزب لم ينفذ أي مشروع سياحي منذ توليه السلطة. ما قام به فقط، هو جلب سياح جدد من تركيا وإيران، لكنهم لا يشترون أي شيء من المدينة القديمة".
فغالبية السياح يذهبون إلى "الحمامات وجربة وأماكن سياحية أخرى فيها شواطئ ومسابح وليس إلى المدينة القديمة بسبب كثرة الازدحام".
الاستثمار في السياحة الرياضية
ورفع وزير السياحة التونسي الجديد روني الطرابلسي عدة تحديات أبرزها رفع عدد السياح الذين زاروا تونس في 2018 من 8 ملايين سائح إلى 9 ملايين.
ووعد بالاستثمار في السياحة الرياضية وجلب المنتخبات الرياضية، خاصة الأوروبية منها للقيام بتدريبات شتوية في تونس بحكم الجو اللطيف الذي تتمتع به.
من جهة أخرى، قام أيضا الوزير الطرابلسي بحملة إعلامية مكثفة في أوروبا لحث السياح الأجانب على التوجه إلى بلاده، وخص فرنسا التي قال الوزير إن عدد سياح هذا البلد تراجع من 1.4 مليون سائح في 2008 إلى 800 ألف سائح في 2018.
وتشكل السياحة في تونس 14 % من الدخل العام، فيما يوظف هذا القطاع حوالي 500 ألف شخص بشكل مباشر و1.2 مليون بشكل غير مباشر.
وقدر عدد السياح الذين زاروا تونس في 2018 بـ8 ملايين شخص من بينهم 2 مليون جزائري.
أما قيمة الأرباح التي حققها الاقتصاد التونسي فلقد وصلت إلى حوالى 4 مليارات دينار تونسي وفق إحصائيات وزارة السياحة التونسية.