مدير المسجد الأقصى لـ"بوابة العين": إسرائيل تكرس واقعًا جديدًا في المسجد الأقصى
اتهم سلطات الاحتلال بتنفيذ مخططاتها بقوة السلاح
مدير المسجد الأقصى يحذر من خطورة الخطوة الإسرائيلية حول تنظيم عملية "دخول" اليهود للمسجد الأقصى
حذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، من خطورة الخطوة الإسرائيلية حول تنظيم عملية "دخول" اليهود للمسجد الأقصى، وأكد أن إسرائيل ترمي من وراء خطوتها إلى فرض وقائع جديدة في الأقصى، وتجميل صورتها الخارجية".
وأكد الكسواني لـ"بوابة العين" أن سلطات الاحتلال تحاول بخطوتها الأخيرة، خداع العالم وتضليله بإعلاناتها المتكررة حول المسجد الأقصى، مشددًا على أن "إسرائيل تفرض مخططاتها بقوة السلاح دون اتفاق مع دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن المسجد".
وبدأت سلطات الاحتلال، أمس الإثنين، تنفيذ خطة دخول اليهود إلى المسجد الأقصى، وفق قوائم محددة وعلى فترتين خلال اليوم، حيث سيدخل45 يهوديًّا في الفترة الصباحية، و15 يهوديًّا بعد الظهر.
وأوضح الكسواني أن سلطات الاحتلال تدخل اليهود وغلاة المستوطنين المتطرفين بالقوة للمسجد الأقصى، على مرحلتين منذ العام 2003، مشيرًا أنه لا الجديد في الخطوة الأخيرة سوى الترويج الإعلاني الكبير للخطوة "إذ منذ فترة طويلة يقتحم الأقصى ما بين 50-70 يهوديًّا".
ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد الأقصى يوميًّا، تحت حراسة عسكرية وأمنية مشددة توفرها قوات الاحتلال والشرطة، ما يستفز مشاعر المسلمين، ويؤدي إلى وقوع اشتباكات ومواجهات بين المصلين المسلمين من جهة وقوات الاحتلال والمستوطنين من الجهة الأخرى.
ولفت مدير الأقصى إلى أن اقتحام اليهود للأقصى لا يقف عند (60) متطرفًا يهوديًّا ، بل هناك مئات اليهود يقحمون المسجد يوميًّا ضمن برنامج السياحة الذي تشغله سلطات الاحتلال بشكل منفرد بعيدًا عن الأوقاف الإسلامية منذ العام 2003.
وقد أغلقت دائرة الأوقاف المسجد الأقصى، أمام زيارات السياح الأجانب ( غير المسلمين) بعد اقتحامه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرئيل شارون نهاية سبتمبر 2000. وبقي المسجد مغلقًا أمام غير المسلمين طوال ثلاث سنوات، حتى أعادت إسرائيل فتتاحه من طرف واحد في إبريل 2003.
ويشير الكسواني إلى أن الأعداد التي تدخل تحت لافتة "السياحة"، ما هم إلا " يهود مقتحمين"، ويتابع "كل من دخل ساحات المسجد الأقصى من غير المسلمين بعد افتتاح الاحتلال للمسجد دون اتفاق مع الأوقاف، في 24 إبريل/ نيسان 2003 نحن نعتبرهم مقتحمين".
ويقول المسؤول عن المسجد الأقصى: "تحاول إسرائيل الايحاء للعالم بأنها تعمل على تجنب المشاكل وتهدئة الأجواء بعدد من الخطوات، فيما الجانب الفلسطيني لا يقدم أي خطوة"، وهذه خطوات مكشوفة تهدف من ورائها إسرائيل "لتجميل صورتها المعتزة أمام العالم".
خديعة الاتفاقيات
ويضيف الكسواني "توقيت الإعلان عن الخطوة يؤكد الهدف من ورائها" ويشرح ذلك بقوله: "هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكية (يصل اليوم) لتل أبيب ورام الله للاجتماع بالقيادتين الفلسطينية والإسرائيلية لبحث تهدئة الأوضاع التي انفجرت بداية شهر أكتوبر الماضي، جراء تنامي الغضب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال العدوانية في القدس والأقصى".
وتوصل جون كيري لاتفاق في عمان، بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، يلزم الأطراف المختلفة باتخاذ خطوات على الأرض لتهدئة الأوضاع، من بينها التزام بنيامين نتنياهو بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وبتركيب كاميرات تصوير لمراقبة الحركة داخل المسجد.
لكن نتنياهو "لم ينفذ ما ألزم به نفسه" بل على العكس من ذلك يقول الكسواني: "تدخلت سلطات الاحتلال للتحكم في كاميرات التصوير في الأقصى عندما شرعنا في تركيبها قبل ثلاثة أسابيع تنفيذًا للاتفاق".
وأوضح الكسواني أن مشروع وضع الكاميرات كان الهدف منه رصد وتوثيق تجاوزات وانتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى وقفهم العمل بمشروع تركيب الكاميرات حتى إشعار أخر.
وأضاف "تبين للأوقاف الإسلامية أن سلطات الاحتلال تريد الكاميرات لخدمة مصالحها، وبإذن وإشعار منها، وهو ما لن يكون في المسجد الأقصى"، مردفًا الفكرة من وضع نظام الكاميرات "هي وقف الانتهاكات والمس بالمسجد الأقصى ومنع الاعتداء على المصلين ورواد الأقصى"، فإذا بنا نرى إسرائيل تصادر الهدف من وراء الكاميرات لصالحها.
وتابع: "إسرائيل لا تريد أن يرى العالم حقيقة تجاوزاتها، خاصة أن الأوقاف الإسلامية ستربط هذه الكاميرات مباشرة على الإنترنت في قناة مفتوحة كل الوقت لكل العالم"، وأردف الكسواني: "ننتظر ماذا سيقول كيري عن تنصل إسرائيل من التزاماتها في اتفاق عمان".
ويقول الكسواني: "الأقصى لا يحتاج لاتفاقات جديدة؛ لأنه مسجد إسلامي لا علاقة لغير المسلمين به"، ودعا إلى الحذر من تعهدات نتنياهو المتكررة بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأوضح "نريد أن يعود الواقع القائم للمسجد الأقصى لما قبل احتلال القدس الشرقية في يونيو/حزيران 1967، وليس إلى أمس".
ويتابع "المسجد الأقصى احتل عام 1967، أما اليوم فقد فرضت سلطات الاحتلال سيطرتها عليه بقوة السلاح" فهي تتحكم في الدخول والخروج للمسجد، وتعتدي على موظفي المسجد فضلًا عن المصلين فيه، لغايات إسرائيلية مكشوفة.
سلسلة اعتداءات
ولا تقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأقصى عند التحكم بأعداد المصلين المسلمين فيه، ولا أعداد مقتحميه من اليهود، بل تعدى ذلك إلى مواصلة العمل لتهويد المسجد.
ويقول الكسواني: "بدأت إسرائيل تقترب من هدفها الرامي إلى تحويل الأقصى من الطابع الإسلامي إلى الطابع اليهودي".
ويزيد الكسواني "إسرائيل تواصل عمليات الحفريات يوميًا تحت الأقصى لإقامة مدينة جاهزة سنة 2020 تستقبل 6 ملايين شخص، هذا بالإضافة إلى وجود 104 كنائس حول الأقصى، والعديد من البنايات اليهودية المحيطة بالمسجد".
وأشار إلى أن كل هذه الإجراءات التهويدية التي تقوم بها سلطات الاحتلال، تهدف لإقامة "هيكل سليمان" المزعوم على أنقاض الأقصى، مشددًا أن الأقصى "إسلامي" ولن يغير هويته كل هذه المحاولات لتهويده، داعيًا العالم إلى مغادرة لغة الصمت ووقف إسرائيل عن سياساتها الخطيرة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA==
جزيرة ام اند امز