1200 مداهمة و165 معتقلًا حصيلة "طوارئ فرنسا".. وتفعيل "تكتيك بن لادن"
ضبط أسلحة نصفها حربية ومحمولة كتفًا
نفّذت الشرطة الفرنسية أكثر من 1200 مداهمة أسفرت عن توقيف 165 شخصًا منذ فرض حال الطوارئ بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الجاري.
نفّذت الشرطة الفرنسية أكثر من 1200 مداهمة أسفرت عن توقيف 165 شخصًا منذ فرض حال الطوارئ بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما قال خبراء إن الخلايا المتطرفة عادت إلى أسلوب "بن لان" لمواجهة الضغط الأمني في فرنسا وبلجيكا.
وقال وزير الداخلية برنار كازنوف، إن 1233 مداهمة أسفرت عن توقيف 165 شخصًا وضبط 230 قطعة سلاح منذ فرض حال الطوارئ، مشيرا إلى أن نحو نصف الأسلحة المضبوطة هي "أسلحة محمولة كتفًا وأسلحة حربية"، مشيدا بنجاح العمليات الجارية.
وكان قد بدأ تطبيق قانون الطوارئ في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وتم تمديده حتى نهاية شباط/ فبراير 2016.
وفي مواجهة التحرك الواسع لقوى الأمن في فرنسا وبلجيكا يتوقع الخبراء أن تختفي الشبكات الجهادية وتنتظر ربما أشهر قبل أن تعود إلى نشاطها.
ولكن هذا لن يمنع -وفق أحد الخبراء- متطرفًا من التصرف بمفرده وإطلاق النار من سلاح رشاش في عمل يائس يخلّف أثرًا عميقًا على المجتمع في أعقاب اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، في باريس.
وقال قاضي مكافحة الإرهاب السابق الفرنسي مارك تريفيديك، إن الأمر "الأكثر ترجيحًا هو أنهم لن يقدِموا على فعل أي شيء خلال خمسة أو ستة أشهر بانتظار أن يروا رد فعل فرنسا، أن يروا ما سيحدث. إنهم يعملون الآن وفق تكتيك بن لادن: يأملون أن يتم التعرض للمسلمين فيدفعهم هذا إلى التطرف بسهولة أكبر. لقد اعتمدت (القاعدة) ذلك كاستراتيجية منذ زمن طويل".
وتعليقًا على التحرك الاستثنائي للشرطة والقضاء والجيش لمتابعة خيوط التحقيق وتفكيك الشبكات المعروفة وحماية المواقع الحساسة، قال القاضي أمس (الاثنين): "لا يمكن العيش هكذا إلى الأبد".
وأضاف في حديث لإذاعة "فرانس إنتر" أن "الإرهابيين ليسوا أغبياء، إنهم ينتظرون أن يهدأ الوضع (...) إنهم لا يضربون بالضرورة في الوقت الذي يُتوقع أن يضربوا فيه. إنهم يعتمدون على عنصر المفاجأة. لست متأكدًا أن ذلك سيحدث خلال مؤتمر المناخ"، الذي يُفتتح في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، في باريس.
وعملا بالسلطات الممنوحة لها بموجب حال الطوارئ حتى نهاية شباط/ فبراير في فرنسا ضاعفت الشرطة المداهمات التي تستهدف مشتبهًا بهم وشبكات كانت تحت المراقبة منذ مدة ولم تكن لديها في أغلب الأحيان ما يكفي من التهم لبدء إجراءات قضائية ضدها.
وقال محلل سابق في جهاز مكافحة الإرهاب الفرنسي، طلب عدم ذكر اسمه: "لقد زجّوا بكل طاقتهم، إنها عملية كبيرة وسابقة تاريخية".
وأضاف لـ"فرانس برس": "لا أعتقد أن الإرهابيين قادرون على القيام بأي شيء في المستقبل القريب. الأرجح أن يتحول هؤلاء إلى العمل السري، أن يختبئوا وينتظروا. هناك عدد كبير من رجال الشرطة، الآلاف في الشوارع، ومداهمات. مَن لم يتم القبض عليهم بعد يبذلون كل جهد لتفادي ذلك".
ينتظرون أن تصاب الشرطة بالإنهاك
المشكلة، كما قال القاضي والمحلل السابق، أن الشبكات الجهادية كانت تتحكم على الدوام في الوقت وتفرض أجندتها على الديموقراطيات الغربية التي تتصرف وفق رد الفعل، وغالبا يكون ردها متأخرًا.
وأبدى المحلل الأسف بقوله: "لطالما كانوا يتحكمون حتى الآن على الأقل في توقيت الضربات".
وأضاف تريفيديك: "لا نعرف متى سيحدث ذلك. إنهم يتلاعبون بأعصابنا. الأمر اللافت مع ما يحدث الآن أن الأمور ستسير عكس ذلك، وسنختار الوقت والمكان خصوصا من خلال الحرب الجارية على الأرض في سوريا والعراق".
وإذا كان من المستبعد أن تتمكن الشبكات أو الفرق من تدبير اعتداء واسع، فإنه من المستحيل استبعاد أن يتصرف أحد عناصرها من تلقاء نفسه وأن يتحرك ردًّا على أحد النداءات الموجّهة عبر الإنترنت خلال الأيام الماضية والتي يتم تسجيلها في سوريا والعراق.
وقال المحلل: "لا ينبغي استبعاد اعتداءات يقوم بها شخص يتصرف بمفرده أو يشعر بأن الخناق يضيَّق عليه وينتقل إلى العمل مستخدمًا رشاشه. احتمال أن يحدث ذلك يوازن نسبة 15 إلى 20% ولكن المتوقع بنسبة 80% أن ينتظروا أن تصاب (الشرطة) بالتعب حتى ينشطوا. ولكن في حال تمكن أحدهم من تدبير شيء خلال الأسبوعين القادمين، فسيكون وضعنا سيئًا حقًّا".
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز