دراسات متناقضة: سرير واحد للزوجين.. يقتل الحب أم ينعشه؟!
احث فرنسي يدعو إلى نوم الزوجين في سريرين بغرفتين مختلفتين.. وباحثة أمريكية تعترض "علميا".
"من الأفضل لكما أن تناما فى سريرين، لا فى سرير واحد، وفي غرفتين أفضل من غرفة واحدة".. هــذا ما ينصح به الباحث الفرنسي "دميان ليجيسه"، رئيس مركز النوم بمستشفى "أوتل ديو" في باريس، وينطلق الباحث الفرنسي من فكرة البعد الذي يؤدي إلى الاشتياق، والبعد عن الملل.
ومع ذلك، يبدو أن هذه النصيحة ستغضب الكثيرين في الدول العربية، ولكن ما هو رأى علم النفس فى ذلك؟!
تقول الدكتورة مني رضا أستاذة الطب النفسي وعضو الجمعية الملكية للطب النفسى، لوكالة الشرق الأوسط: إن التواصل بين الأفراد يحتاج إلى أساليب مختلفة قد تكون حوارية، أو لفظية، أو بدنية، فمثلا عندما نقابل أشخاصا لأول مرة نتصافح باليد مع الحفاظ على مسافة بعيدة نسبيا، وعندما توجد علاقات إنسانية بين الاثنين تتضاءل المسافة عند المصافحة، لتصل إلى حد العناق أو التربيت على الكتف، وبالتالي يزداد مستوى الالتحام والتواصل الجسدى بما يتناسب مع حميمية العلاقة، ثم يأتى بعد ذلك وجود نوع من أنواع الحب بين الاثنين، سواء حب الأم لابنها، أو الزوج لزوجته، وتصبح العلاقة أكثر من مصافحة واحتضان وقبلات باختلاف أنواع القبلات!
وبحسب الدكتورة منى، عندما ننظر إلى الحياة الزوجية نجد أنها يطبق عليها نفس النظام، بداية بالتعارف مرورا بالخطبة ثم عقد القران ثم الزفاف. فالبداية المصافحة ثم العناق فالإلتحام الجسدى، وتواجد الرجل والمرأة فى نفس الدائرة الاجتماعية يزيد من تواصلهما الاجتماعى الفكرى والثقافى مما يعمق العاطفة بينهما، ولذلك فإن جزءا من التواصل بين الاثنين يتم فى فراش الزوجية، دون اقتصار ذلك على ممارسة العلاقة الحميمية، لكنه أيضا يتيح مجالا للحديث وتبادل المشاعر وتوطيد العلاقة البدنية دون الدخول فى العلاقة الجنسية، فضلا عن الإحساس بأنهما "معا"، كوحدة واحدة لمواجهة أى مشاكل يمكن أن يتعرض لها الزوجـان.
وتحذر أستاذة الطب النفسي من أن إنفصال الزوجين فى سريرين مختلفين، أو غرفتين فى الظروف الطبيعية، لا سيما حديثي الزواج، سيؤدى إلى تباعد وفتور فى العلاقة، ويصبح تواجدهما فى الفراش لمجرد ممارسة العلاقات الزوجية.
ولفتت إلى ضرورة الوضع فى الإعتبار أن هناك بعض الزيجات التى تمر بظروف مرضية معينة أو اجتماعية مؤقتة نتيجة إختلاف أوقات العمل، كما يجب أن نعلم أنه مع الزيجات طويلة المدى، المستمرة منذ 20 إلى 30 عاما، تحدث بعض التغيرات الفسيولوجية فى النوم، وفى الظروف الصحية، ففى هذه الحالة المرضية فقط نسمح بغرفة منفصلة إعتمادا على أن طول فترة الزواج أوجدت ترابطا وتواصلا لا يهدده إنفصال الطرفين حيث يوجد حب من نوع مختلف إعتمادا على نوع "العشرة".
وسبق أن ذكرت دراسة حديثة عن جامعة بيتسبرج الأمريكية أن نوم الأزواج في سرير واحد له فوائد صحية عديدة، حيث أظهرت الأبحاث أن نوم الزوجين في سرير واحد يجعلهم يعيشون حياة أفضل، وأكثر سعادة من العزاب، وفقا للباحثة ويندي تروكسيل، أستاذة الطب النفسي في بيتسبرج، التي أشارت أن "العلاقات الزوجية الجيدة توفر شعورا أكبر بالأمان، الأمر الذي يساعد على الدخول في نوم عميق".
وتساءلت الباحثة تروكسيل، ماذا يعني نوم الزوجين في سرير واحد؟ وتجيب: "بسهولة يعني نوما أفضل، وبالتالي تفاعلات سلبية أقل مع الزوج أو الزوجة في صباح اليوم التالي".