مناقشة "الثمار المنسية" للإيطالي كاڤينا في "أبوظبي للكتاب"
مشروع "كلمة" للترجمة ينظم ندوة لمعالجة قضايا الرواية الإيطالية المعاصرة من حيث اهتماماتها وقضاياها.
ينظم مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ندوة لمعالجة قضايا الرواية الإيطالية المعاصرة من حيث اهتماماتها وقضاياها. وتطرح الندوة تساؤلات عديدة: هل ثمة قطيعة مع الجيل الروائي السابق أم مجرد تحوّل على مستوى اللغة والمواضيع؟ وهل يجوز الحديث عن جيل "الواقعية الجديدة في الرواية" كما الشأن مع جيل "الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية"؟
يشارك في الندوة الكاتب الإيطالي كريستيانو كافينا، وهو أحد الروائيين البارزين الجدد في إيطاليا، والذي يصدر مشروع "كلمة" الترجمة العربية لروايته "الثمار المنسية" ونقلها للعربية المترجم الفلسطيني وسيم مدهش تزامناً مع المعرض.
ويدير الندوة الدكتور عزالدين عناية، وسوف يتخلل الندوة توقيع رواية "الثمار المنسية"، وذلك في يوم الاثنين 2 مايو 5:30-6:15 مساء في مجلس الحوار.
تعرض الرواية قصة يتراوح نسيجها الحكائي بين الواقع والخيال.. إنها جزء من السيرة الذاتية للكاتب يتناول فيها جانبا حساسا من القيم الاجتماعية، فهو يروي لوالده على فراش الموت سيرة طفولته غير المألوفة.. فقد نشأ دون أن يعرف أباه، في كنف أمه وجديه لأمه في شقة متواضعة من شقق الإسكان الشعبي.. وكان طفلا يفيض بالطاقة، يقضي الساعات الطوال في ملعب كرة القدم، أو على متن دراجته.
أدى استماعه إلى الحكايات التي يرويها رواد المقاهي، في بلدته كازولا في شمال إيطاليا، إلى شحذ ولعه بالقصّ والحكي. ومنذ صغره كانت الكتب ملجأه الآمن.
تدور أحداث الرواية في بلدة زراعية في شمال إيطاليا تتمحور حياتها حول مهرجان الثمار النادرة، التي يقوم سكان البلدة بزراعتها رغم محدودية مردوها التجاري. تعبر الرواية شخصيات مختلفة، لعل أهمها في عيني الطفل الراوي، راهبات الدير اللواتي يدرن مدرسة الحضانة، التي بدأ فيها حياته المدرسية. يعطينا هذا الجانب من الرواية التي يروي فيها الكاتب أحداث طفولته في مدرسة الحضانة لمحة عن حياة الأرياف الإيطالية، والعلاقة القوية التي تربط أفراد الجماعة بعضهم ببعض وتشدهم إلى الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات المتفرعة عنها. والتي تترك أثرًا عميقا في المجتمع الإيطالي حتى يومنا هذا.
تتراوح القصة بين طفولة الراوي الذي لا والد له وميلاد ابنه، عند بدء تدهور علاقة الراوي بأم الوليد.
تأخذ مشاعر القاص حيزا واسعا من الرواية وتنسحب على مختلف شخصياتها؛ لكن علاقة الأبناء بالآباء تبقى المحور الرئيس الذي تقوم عليه الرواية. تنتقل مشاعر الحنين إلى الأب الغائب ومشاعر البنوة المنكرة إلى الابن رمز الحياة المتجددة والأمل الجديد لتجلي مشاعر الأبوة في أرق مظاهرها.
بدأ كريستيانو كافينا حياته العملية كخباز في مطعم للبيتزا، لكن شغفه القديم بالحكايات أدى به إلى الكتابة الأدبية محققا نجاحا باهرا في وقت قصير. بدأ كريستيانو كاڤينا يروي الحكايات وهو طالب في المدرسة، ثم وهو يزاول مختلف الأعمال، وعندما نشر أولى قصصه نال عليها بعض الجوائز. بعد ذلك نشر روايته الأولى "بِكُلِّ عَظَمة" عام 2002، التي حاز عليها جائزة توندللي عام 2006، ولاقت نجاحا كبيرا ومُثِّلت في المسارح والمدارس واعتمدتها بلدة فولفيرا في إقليم بيومنته، ضمن مبادرة سمتها "فولفيرا تقرأ كتاب 'بِكُلِّ عَظَمة' قراءة عامة".
كما نشر الروايات التالية: "في بلاد تولينتيساك"، عام 2005، التي كانت من بين الأفضل مبيعا ذلك العام، ثم "آخر موسم كناشئين" عام 2006، والرواية ملحمة فكاهية ومؤثرة عن حياة المراهقين.
المترجم وسيم دهمش، فلسطيني من مواليد 1948. أستاذ جامعي بجامعة كالياري في سردينيا. صدرت له مجموعة من الأعمال الأدبية بالإيطالية، كما صدرت له ترجمات بالعربية.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA== جزيرة ام اند امز