وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.. رسائل ودلالات

وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، هي الثالثة خلال العام الجاري، تتوج جهود دولة الإمارات المتواصلة لحل الأزمة.
وبموجب الوساطة الجديدة، نجحت الجهود الإماراتية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت 350 أسيرا من الجانبين.
وبالوساطة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين منذ مطلع عام 2024، عبر 13 وساطة إماراتية، إلى 3184، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في تلك الأزمة.
تفاصيل الوساطة
أعلنت دولة الإمارات، الأربعاء، عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 175 أسيراً من الجانب الأوكراني و175 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 350 أسيرا.
وأعربت وزارة الخارجية عن شكرها للبلدين على تعاونهما مع جهود الوساطة الإماراتية، وهو ما يؤكد الثقة التي تحظى بها الدولة لدى روسيا وأوكرانيا، وتقديرهما لحرص الدولة على دعم المساعي الرامية كافّة لحل الأزمة بين البلدين.
وأفادت الوزارة بأنه مع نجاح هذه الوساطة فقد بلغ مجموع الوساطات الإماراتية التي تمت خلال الأزمة 13 وساطة، وهو يعكس علاقات الصداقة التي تجمع دولة الإمارات بكل من روسيا وأوكرانيا.
وأكدت وزارة الخارجية أن دولة الإمارات ستواصل مساعيها الرامية إلى إنجاح مختلف الجهود للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى.
أهمية خاصة
تحمل الوساطة الجديدة أهمية خاصة لأكثر من سبب؛ أبرزها:
- تعد هذه أول وساطة بعد إعلان أمريكا عن قرب التوصل لهدنة مؤقتة بين روسيا وأوكرانيا.
وكان الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أعلنا الثلاثاء، خلال مكالمة استغرقت 90 دقيقة، قرب التوصل إلى هدنة محدودة لمدة 30 يوما تقتصر على عدم استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا. ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمبدأ الهدنة، لكنه طالب بـ"تفاصيل" من واشنطن.
وفي ظل تبادل كييف وموسكو الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي اقترحته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن نجاح الوساطة الإماراتية الجديدة يعزز الجهود الأمريكية والدولية لإنهاء الأزمة، ويهيئ الأجواء المناسبة للدفع قدما لبدء محادثات لتحقيق ذلك.
- أيضا تحمل الوساطة أهمية خاصة كونها تتزامن مع زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، لأمريكا.
وتتصدر أجندة مباحثات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان خلال زيارته لأمريكا، مناقشة التحديات الإقليمية، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
وتبقى دولة الإمارات عبر نجاح الوساطة نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي لتلك الأزمة التي تجاوزت الأعوام الثلاثة، وهي جهود تتوافق مع مساع تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنهائها، عبر التوصل لهدنة وبدء محادثات سلام.
وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في البيت الأبيض، الثلاثاء، أن دولة الإمارات والولايات المتحدة شريكتان في العمل على تحقيق السلام والأمن في العالم، مشيدًا بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.
- أيضا تحمل الوساطة أهمية خاصة كونها تتزامن مع "يوم زايد للعمل الإنساني" الذي تحييه الإمارات اليوم الأربعاء.
ويصادف "يوم زايد للعمل الإنساني" 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مثل هذا اليوم عام 1425هـ الموافق 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
وتتوج الوساطة الإماراتية الجديدة الدبلوماسية الإنسانية للإمارات الساعية لدعم الأمن والاستقرار في العالم.
ويحمل نجاح تلك الوساطة العديد من الرسائل والدلالات أبرزها، أنها تجسد الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا.
أيضا تبرز سعي الإمارات الحثيث والمتواصل للدفع بحل سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية.
كما تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.
حصاد الوساطات
وساطة جديدة تبرز إصرارا إماراتيا على دعم حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 13 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين منذ مطلع عام 2024، إضافة إلى وساطة سابقة عام 2023، تفاصيلها كما يلي:
19 مارس/آذار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 350 أسيرا مناصفة من الجانبين.
5 فبراير/شباط 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
15 يناير/كانون الثاني 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرا مناصفة من الجانبين.
30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى.
25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من أسراها من روسيا.
3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
وإضافة لتلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا.
3 سنوات.. جهود متواصلة
وعلى مدار 3 سنوات من الأزمة، أثبتت دولة الإمارات أنها لم تكن فقط مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، لتؤكد أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
فمنذ بدء الأزمة في 24 فبراير/شباط 2022، اتخذت دولة الإمارات موقف الحياد الإيجابي المتوازن، الذي أتاح لها لعب دور إيجابي على طريق حل الأزمة، الأمر الذي توج بنجاح جهودها في إبرام 14 وساطة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وعلى الصعيد الإنساني، خصصت دولة الإمارات 105 ملايين دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، ونقلت أكثر من 1015 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية.
كذلك نجحت دولة الإمارات في توظيف حيادها الإيجابي لدعم التعاون الاقتصادي مع أوكرانيا، الأمر الذي توج بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين الشهر الماضي.
جهود دبلوماسية وسياسية وإنسانية قوبلت بتقدير وإشادة دولية ولا سيما من طرفي الأزمة، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أكثر من مرة على وساطات وجهود بلاده لحل الأزمة.