القوات المسلحة الإماراتية...مبعث الأمل في روح العالم
تغطية خاصة لبوابة العين الإخبارية لفعاليات يوم الشهيد
القوات المسلحة الإماراتية تقوم بواجبات إنسانية عديدة خارج حدود الوطن، وتتعدد مسؤولياتها بين الإغاثة وحفظ السلام.
إن دور القوات المسلحة الإماراتية وما تقوم به من جهود على كافة الأصعدة تنطلق من ثوابت الرية الإستراتيجية للقيادة الحكيمة التي جاءت من أجل إحلال الأمن والسلام والطمأنينة وتحقيق المعاني السامية، ويحق لكل إماراتي أن يفتخر بدور هذه المؤسسة الوطنية في كل معارك الشرف التي خاضتها وتخوضها، وكذلك دورها على الصعيد الدولي الذي ينصب على مهام إنسانية بحتة.
وتقوم القوات المسلحة الإماراتية بواجبات إنسانية عديدة خارج حدود الوطن، وتتعدد مسؤولياتها بين الإغاثة وحفظ السلام والأمن في المجتمع الدولي، وهذه المواقف تعبّر عن رؤية القيادة الراسخة خدمة للأشقاء العرب وإخوانهم المسلمين في العالم، وهي واجب إنساني في ضوء الظروف الصعبة التي تمر بها تلك الدول، وخاصة اليمن.
وينطلق الدور السامي لها في رسم ملامح السلم والأمان في دول العالم، فمن لبنان وإقليم كوسوفا إلى ساحل العاج أفغانستان والباكستان وليبيريا وأنغولا والكونغو وإرتيريا في إفريقيا إلى هاييتي في البحر الكاريبي قرب القارة الأمريكية، وفي كل منها ترجم رجالات القوات المسلحة كسفراء للإمارات القواعد الراسخة لدى الإنسان الإماراتي، والتي تقوم على التفاهم الإنساني والحوار والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب.
ما يزال دور القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة مضرب المثل في بث روح الأمل في نفوس المحتاجين والفقراء في جميع بقاع العالم.
ويعد دور القوات المسلحة في «عمليات حفظ السلام الدولية» من الأمثلة الحية التي تجسد الدور الفاعل لسياسة الدولة الخارجية في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية في شتى بقاع العالم، عبر مشاركاتها العديدة والفاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار، وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات من خلال بعثات الخير والعطاء والتسامح ونشر القيم الإنسانية، والتي ضربت أروع الأمثلة في التضحية ومد يد العون للآخرين.
وفي عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كان للقوات المسلحة الإماراتية مشاركات عديدة ومساهمات منذ بداياتها، ولعل أولها عام 1976 في لبنان ضمن قوات الردع العربية، وفي عام 1991 ضمن قوات درع الجزيرة لتحرير الكويت، وانضمامها مع قوات الأمم المتحدة في عملية إعادة الأمل للصومال في عام 1992، كما قدمت القوات المسلحة الكثير من المساعدات للمشردين والمحتاجين في إقليم كوسوفا عام 1999، إلى جانب إيوائهم في معسكرات مجهزة بالكامل تسد رمق جوعهم وتقيهم البرد، وكان لها الدور الأهم في تطهير الأرض في الجنوب اللبناني من الألغام عام 2001.
كما شاركت في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في أفغانستان ضمن قوات «إيساف» منذ بداية العام 2003، وبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الإماراتية المشاركة في القوة أكثر من 1200 عنصر، ولعبت تلك القوات دورًا حيويًّا في تأمين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، فضلاً عن قيامها بدور مواز في خطط إعادة الإعمار والحفاظ على الأمن والاستقرار هناك.
وبدعم ومتابعة من الشيخ زايد «رحمه الله» كانت القوات المسلحة سباقة على مستوى محيطها الإقليمي في المشاركة للدفاع عن دولة الكويت وشعبها ضمن قوات درع الجزيرة عام 2003.
وفي عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تواصل دور القوات المسلحة الإماراتية، وقامت في إطار عمليات الإغاثة الكبرى بمد يد العون للشعب الباكستاني، وذلك خلال زلزال باكستان عام 2005، وفي عام 2008 لعبت دورًا فعالًا في إغاثة المنكوبين في اليمن نتيجة الظروف الطبيعية العنيفة والكوارث والسيول التي ضربت المنطقة وتسببت بأضرار جسيمة للسكان.
بالقرب من سد مأرب
وبالقرب من سد مأرب حيث نشأت وازدهرت حضارة سبأ قديمًا، وحيث أعاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه تشييده قبل 33 عامًا ليبعث الروح في اليمن الحديث، ارتقت أرواح شهداء الإمارات الأبرار لتنضم إلى قافلة التضحية والفداء للوطن، ودفاعًا عن الحق والشرعية وأمن الخليج العربي.
وقدم أبناء الإمارات بذلك رسالة سامية وواضحة لوطنهم تعبر بشكل واضح عن مستوى الوعي العالي لهؤلاء الأبطال الذين يتمثلون القيم والمبادئ التي أرساها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي كان يؤكد دومًا أن بناء الإنسان هو الأهم، وأن الفرد هو أغلى ما يملك الوطن وهو ثروته الحقيقية.
وخط شهداء الواجب رسالة جديدة ترسلها دولة الإمارات قيادة وشعبًا للعالم أجمع، بأن هذه الدولة الفتية متينة بإنجازاتها الحضارية عريقة بتراثها ومواقفها الوطنية من خلال التماسك والتعاضد بين القيادة والشعب.
وتوج هذا التماسك والتعاضد بأمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في 7 سبتمبر 2015 إنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن.
ويختص المكتب بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة بمتابعة احتياجات أسر وأبناء الشهداء، وتقديم الدعم اللازم وتأمين جميع أوجه الرعاية والاهتمام بهم.
ويجسد هذا النهج معاني التلاحم بين شعب الإمارات وقيادته ليظل العرفان بدور أسر الشهداء عنوان وفاء، وواجبًا وطنيًا تقديرًا لدورهم، وما قدموه من عطاء وبذل ولتمكين أبناء الوطن وأجيال الغد من مواصلة مسيرة العطاء والمحبة والخير، وترسيخ قيم التكاتف والترابط والتعاضد التي يتسم بها مجتمع دولة الإمارات منذ القدم.
نصب تذكاري للشهيد
من منطلق حرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على تخليد ذكرى شهداء الإمارات الأبرار تقديرًا ووفاء لما قدموه من تضحيات، بعدما جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في 27 سبتمبر 2015 بإنشاء نصب تذكاري للشهداء في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لتظل ذكرى شهداء الوطن البواسل، وبذلهم وتضحياتهم بأرواحهم الغالية، خلال مشاركتهم مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية مثلاً وقدوة لنا جميعًا في التضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن مكتسبات دولة الإمارات الحضارية، وباعتبار أن أمن الإمارات جزءًا لا يتجزأ من أمن المنظومة الخليجية والعربية، وحتى تستلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة عطاءهم وبذلهم وأعمالهم الجليلة، لتبقى راية وطننا الغالي عالية خفاقة في سماء العز والمجد والرفعة والرقي.
حفظ السلام والأمن في البحرين
بناء على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، شاركت الإمارات بفاعلية في مهام حفظ السلام والأمن في مملكة البحرين في مارس عام 2011 انطلاقًا من مبدأ وحدة الهدف والمصير المشترك، وترابط أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ضوء المسؤولية المشتركة لدول المجلس في المحافظة على الأمن والاستقرار.
وجاءت مشاركة الإمارات ضمن تحرك عام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإرسال قوات «درع الجزيرة» إلى مملكة البحرين، وهو ما حظي بدعم عربي عبر عنه الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد في القاهرة حول الأحداث في مملكة البحرين.
وجاء استشهاد البطل طارق الشحي من منسوبي وزارة الداخلية على أرض البحرين وسامًا على صدر كل مواطن إماراتي ودرسًا في البطولة والوطنية، يجب أن يتعلمه أبناء الإمارات حتى يشبوا على روح البذل والعطاء والتضحية من أجل الوطن الغالي.
التحالف الدولي ضد «داعش»
انضمت الإمارات إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في عام 2014 وشاركت بفاعلية في العمليات العسكرية الموجهة ضد عناصره في سوريا مع مجموعة من الدول بما فيها دول خليجية كالسعودية والبحرين وقطر، من منطلق إدراكها البالغ بأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع الدولي، ولا يمكن أن تنعزل عن الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، وتعزيز مكانتها كشريك محوري وأساسي في المنطقة يساهم بفاعلية في حفظ الأمن والاستقرار، ويعكس التزام القيادة الإماراتية بالحرب ضد الإرهاب.
وشاركت الإمارات في هذه المهمة بسرب من الطائرات المقاتلة «إف16» كان قد وصل إلى المملكة الأردنية الهاشمية تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتشارك القوات المسلحة الإماراتية حاليًا في عملية «إعادة الأمل» ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من منطلق الالتزام بأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، والحفاظ على الشرعية السياسية والدستورية فيه، وتخفيف معاناة شعبه ووقف الاختراق والتمدد الخارجي من جانب قوى إقليمية تحاول العبث بأمن واستقرار الدول العربية، وهي عملية انطلقت في 26 مارس من عام 2015 ضد المتمردين على الشرعية.
ولأنه كان لابد من أن يواكب قيام الاتحاد تطور كمي ونوعي في القوات المسلحة من وحدة صغيرة الحجم إلى قوة تضم كافة تشكيلات القتال والإسناد الناري والإداري لتتناسب مع دورها الجديد، وتطلب ذلك وجود قوات مسلحة موحدة تحت علم واحد وقيادة واحدة ومن هنا جاءت الخطوة التاريخية بقرار من المجلس الأعلى للاتحاد بتوحيد القوات المسلحة الإماراتية في 6 مايو عام 1976.
يذكر أنه بناء على توجيهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صدر القرار التاريخي لرئيس المجلس الأعلى للدفاع رقم /1/ لعام 1976 في شأن توحيد القوات المسلحة، والذي نص على توحيد القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية تحت قيادة مركزية واحدة تسمى «القيادة العامة للقوات المسلحة».