بعد حرمان من ضوء الشمس 13 يومًا.. الحياة تدب في شوارع حلب
سكان حلب، يبدأون تدريجيًّا الخروج إلى شوارع المدينة التي عادت الحركة إليها بعد اتفاق تهدئة أعلنته واشنطن وموسكو.
بعد أسبوعين من الاختباء في مداخل الأبنية أو الكهوف أو أقبية المنازل، بدأ سكان حلب، اليوم الخميس، تدريجيًّا الخروج الى شوارع المدينة التي عادت الحركة إليها بعد اتفاق تهدئة أعلنته واشنطن وموسكو.
وأسفرت المواجهات والقصف طوال أسبوعين بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة عن مقتل 285 شخصًا، قبل أن يقنع الأمريكيون والروس حلفاءهما الميدانيين بوقف القتال، وتم الإعلان عن اتفاق هش لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة ينتهي منتصف ليل السادس من مايو/أيار، في ثاني مدن البلاد دخل حيز التنفيذ ليل الأربعاء (الخميس).
قال محمد حلواني البالغ 31 عامًا الذي يدير مقهى إنترنت لوكالة فرانس برس: "الأسبوع الماضي أصبحت المدينة خالية وشبيهة بمدينة الأشباح مع أن معظم السكان موجودون لم يغادروا ولكنهم كانوا يخشون الخروج من منازلهم".
أضاف الرجل الذي يقيم في حي الشعار الخاضع للفصائل المعارضة "بعض السكان نزلوا للشوارع ولكن الخوف ما زال مسيطرًا على السكان خشية من عودة القصف مرة ثانية فتعود المجازر والقتل".
كما عادت خدمة المياه والكهرباء، فيما أرسل المجلس المحلي جرافات لإزالة الركام من الطرقات وبدأ الباعة ينظفون مداخل المتاجر.
وبعد حرمانهم من ضوء الشمس 13 يومًا، وضع بعض السكان كراسي وطاولات في الخارج وجلسوا يحتسون الشاي ويدخنون سجائرهم، وليلًا عاد عدد من الأكشاك إلى الأسواق لبيع الفاكهة أو الأغذية والحلويات.
في أثناء القصف اعتاد سكان منطقة المعارضة على التسوق مساء، في فترة الهدوء الوحيدة بعد مغادرة الطائرات الحربية سماء المدينة.
قال بائع الخضار خالد البالغ 26 عامًا من العمر "اعتاد الناس على شراء حاجياتهم بين الساعة 17:00 و21:00 قبل أن تتباطأ الحركة كثيرًا بسبب الضربات الليلية".
لكن الحذر واجب لدى السكان الذين عانوا الأمرّين في المدينة الشمالية المقسومة منذ يوليو/تموز 2012 إلى أحياء شرقية واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة وغربية تحت سيطرة قوات النظام.
ففي 27 فبراير/شباط أقر اتفاق تهدئة بين النظام والفصائل المعارضة باستثناء تنظيمي داعش وجبهة النصرة، بعد أشهر من القتال، ليخرق بعد 8 أسابيع.
قال أبو إبراهيم الذي يصلح هوائيات لاقطة: "أنا كمواطن سوري أرى أن الهدنة هي استراحة من عناء القصف على الشعب السوري. وأما سياسيًّا فهي مطلب للنظام؛ لأنه يريد التقاط أنفاسه وتجهيز جيشه والحشد من جديد لمقاتلة بعض الفصائل".
وقال محمود الشيخ: "كل منطقة في حلب تستهدفها قوات النظام تضع حجة وجود جبهة النصرة فيها فلذلك فإن هذه الهدنة ليست على ما يرام".
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة بوقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم داعش، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر الفصائل المقاتلة في حلب تؤكد أن القرار في المدينة ليس للجبهة.
لكن رغم عودة الهدوء ما زالت الحرب قريبة، ويمكن للسكان سماع دوي المعارك الجارية إلى جنوب حلب بين القوات الحكومية ومجموعة من التنظيمات المسلحة.
aXA6IDE4LjExOS4xOTIuMiA= جزيرة ام اند امز