"السلطان والشاه" يبحث استعادة أمجاد المسلسلات التاريخية للشاشة العربية
مسلسل "السلطان والشاه" يبحث استعادة أمجاد المسلسلات التاريخية العربية من سطوة الدراما التركية والهندية، والمخرج يقول إنه يخاطب المثقفين
حظيت الدراما التاريخية، لفترات طويلة، باهتمام جماهيري وإنتاجي تراجع كثيرًا منذ سنوات، وتصدرت الدراما التاريخية السورية المشهد بدلًا من نظيرتها المصرية، فهل ينجح مسلسل "السلطان والشاه" بإنتاجه المصري ونجومه المصريين والعرب، في منح الصدارة للدراما التاريخية المصرية من جديد؟ وهل يحقق نجاحًا جماهيريًا في وقت استولت في المسلسلات التركية والهندية على الساحة؟
المخرج الكبير محمد عزيزية، أكد في تصريحات "مهمة" وخاصة لبوابة "العين"، أن "العمل جيد لكنه لا يرقى لطموحي؛ بدأنا تصويره في فبراير الماضي فقط وتعطل التصوير طيلة شهر كامل، ولظروف إنتاجية فريق العمل مضطر لإنهائه للعرض في موسم رمضان المقبل، لو كان الخيار لي لواصلت تصويره لرمضان بعد القادم".
وعن ميزانية العمل يقول عزيزية: "لا أهتم بالسؤال عن الميزانية يهمني أن أجد ما أطلبه وأحتاجه، ربما تكون ميزانية العمل 50 مليون جنيه أو أقل لكني أدرك أن العمل مكلف وتم الإنفاق عليه جيدًا". ويردف: "الإنفاق على الأعمال التاريخية في عالمنا العربي لم ولن يرقى للمأمول أبدًا، في الغرب الفيلم التاريخي، الذي يحقق الإبهار، يتكلف 150 مليون دولار بينما نحن ننتج 30 حلقة بمبالغ لا تذكر، وأتفهم أسباب ذلك فمنتجو ذلك النوع من الأعمال قليلون ونجاح تلك الأعمال غير مضمون أيضًا".
"صعب جدًا الإجابة عن ذلك التساؤل".. هكذا رد المخرج القدير على فرص العمل في النجاح، واستطرد: "سأكون صريحًا؛ العمل ليس مقدمًا للمراهقين والعشاق، بل يخاطب فئة مثقفة وواعية وقادرة على اتخاذ القرار، وفي ظل تدهور ظروف مجتمعاتنا العربية اقتصاديًا وأمنيًا يبحث المشاهد العادي عن الضحك أو البكاء لينسى واقعه السيئ وتلك الفئة الغالبة والعامة ولا يخاطبها المسلسل وهذا ما ندركه جيدًا".
وتؤكد الناقدة الفنية ماجدة موريس أن "في السابق كان رمضان موسمًا مصريًا خالصًا حتى دخلت الدراما السورية وسيطرت لفترة استمرت حتى قبل عامين ماضيين، سواء في النصوص أو البطولة أو الإنتاج، وبعدها ظهرت الأعمال العربية المشتركة". وتقول: "لم تعد العبرة بالدولة، وأصبح الإنتاج الجيد هو المقياس وهذا ما دعم الدراما السورية التاريخية، على التحديد، في مواجهة نظيرتها المصرية، فقد أمد الجيش السوري الأعمال التاريخية بالمواد والتجهيزات، في الوقت الذي توقف فيه إنتاج التليفزيون المصري لأعمال تاريخية".
وتوضح "موريس": "دخل الإنتاج اللبناني والإماراتي الساحة بقوة، مما ساعد على تنوع الأعمال المقدمة وعدم إمكانية الحكم بسيطرة بلد على أخرى"، وبالنسبة لفرص مسلسل "الشاه والسلطان" في النجاح تقول: "لا يمكن الحكم ولا التنبؤ بنجاح العمل إلا بعد مشاهدته وسيتوقف نجاحه على عدة عناصر أهمها كتابة السيناريو وجودة الإخراج والصورة، وتوفر الإنتاج الثري ليبرز الأحداث، والأهم في نجاح أي عمل تاريخي هو الموضوع؛ فإذا نجحت أسرة المسلسل في إبراز التشابه بين ما حدث قديمًا وبين الصراعات الحالية التي تملأ الوطن العربي، فإن العمل حتمًا سيمس الجمهور وسيثير جدلًا ومشاهدة عالية".
في حين تخوف الناقد الفني، طارق الشناوي، من اختيار أبطال يتقاضون مقابلًا ماديًا ضعيفًا نسبيًا، وأوضح "إذا صحت الأرقام التي طرحت حول ميزانية العمل، 40 مليون جنيه، مع اختيار أولئك النجوم، فربما يكون تركيز جهة الإنتاج على الإنفاق على الديكورات والملابس والتجهيزات وهي عناصر أهم برأيي".
وفيما يتعلق بفرص نجاح العمل، قال: "كون العمل تاريخيًا أو كوميديًا أو إنسانيًا ليس مقياسًا لنجاحه جماهيريًا، فجودة المنتج أهم، وهناك أعمال تاريخية مثل حريم السلطان حقق نجاحًا عظيمًا وهناك أعمال تاريخية فشلت فشل ذريع مثل سرايا عابدين، فالإنتاج الجيد يولد عملًا جيدًا".
ويستطرد "الشناوي": "كلما عبر العمل عن أحداث قريبة للمشاهد ويتفهمها جيدًا كلما زادت فرصة نجاحه، فالدراما التاريخية المعاصرة تنجح أفضل من التاريخية القديمة وهو ما حدث في حارة اليهود، فتمكن القائمون على العمل التغلب على ظروف الإنتاج لقرب الأحداث زمنيًا ومع ذلك حقق ناجحًا كبيرًا، وف اعتقادي إذا تمكن "السلطان والشاه" من ربط الماضي بالحاضر في أحداثه فسينجح بالطبع".
جدير بالذكر، أن أحداث العمل التاريخي، الذي رصدت له ميزانية إنتاج 40 مليون جنيه، حسبما أعلن، تدور حول الصراع ما بين السلطان العثماني "سليم الأول" والشاه "إسماعيل الصفوي" وتتناول تلك الحقبة التاريخية بأبرز ما فيها، ويوضح كيف أثرت تلك الصراعات على الحياة السياسية في المنطقة العربية وحتى الآن.
والمسلسل فكرة وقصة هيثم السيد، والسيناريو والحوار لعباس الحربي، أما الإخراج فللمتألق محمد عزيزية في التعاون الثالث له مع المنتج محسن العلي بعد مسلسلي "خيبر" و"سقوط الخلافة"، ويتقاسم بطولته، محمد رياض، سامر المصري، مادلين طبر، كمال أبو رية، صفاء سلطان، لقاء سويدان، ديما بياعة، محمد يحيى، أحمد ماهر، عبد الرحمن أبو زهرة، ليليا الأطرش، ومارجو حداد، وينتظر عرضه رمضان المقبل.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز