أشهر 5 سياسيين أسقطهم "التحرش".. آخرهم "بوبان"

من دومينيك ستراوس كان، مرورًا بجورج ترون إلى موشيه كاتساف، هَوَت تُهم التحرش الجنسي بسيرة العديد من مشاهير السياسة والاقتصاد.

عادت قضية التحرش الجنسي وفضائح السياسيين إلى السطح مجددًا، بعد استقالة نائب رئيس البرلمان الفرنسي دنيس بوبان، بسبب اتهام 8 زميلات له بالتحرش.

وسجلت تقارير سابقة حالات مماثلة من التحرش، اتُهمت فيها شخصيات شهيرة وقتما كانت في مناصبها، مثل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون (1998)، والرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف (2006)، ثم المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان (2011)، والوزير الفرنسي جورد ترون، في العام نفسه.

1. بيل كلينتون:

سقط الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في مستنقع الفضائح الجنسية، وعرفت قضيته التي لاقت اهتمامًا إعلاميًّا كبيرًا باسم فضيحة مونيكا، وهي متدربة شابة في البيت الأبيض، اسمها الكامل مونيكا لوينسكي، وكانت حينها في نهاية عقدها الثاني.

الضجة الإعلامية التي رافقت القضية، اضطرت كلينتون في أغسطس/آب 1998 إلى الاعتراف بأنه أقام علاقة غير لائقة مع مونيكا، ومثل بسبب الفضيحة أمام مجلس الشيوخ عام 1999 من أجل المحاسبة، لكن أعضاء المجلس ساندوه فأكمل فترة ولايته حتى عام 2001.

2. موشيه كاتساف:

إذا كان المتهمون السابقون قد أفلتوا من العقاب لبراءتهم أو لعدم كفاية الأدلة، فإن الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف، لم يجد مفرًّا من السجن لإدانته باغتصاب مجندات والتحرش الجنسي بهن.

وقضت محكمة إسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول بسجن كاتساف البالغ من العمر 69 عامًا لـ7 أعوام، وقد انتخب موشيه كاتساف، رئيسًا لدولة إسرائيل عام 2000 من قبل النواب الإسرائيليين الذين فضلوه حينها على السياسي المخضرم شيمون بيريز، ما أثار مفاجأة كبرى وقتها.

ونفى كاتساف تهم الاغتصاب والتحرش، وتمسك ببراءته حتى آخر يوم من المحاكمة، ونقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو في طريقه إلى السجن، قوله: "تأخذ دولة إسرائيل اليوم رجلًا لتعدمه على أساس انطباعات من دون أدلة موثوقة".

3. دومينيك ستراوس كان:

تُعَد قضيته الفضيحة الأكثر جدلًا بين فضائح التحرش الجنسي في السنوات الست الأخيرة التي تورطت فيها شخصيات سياسية، وتعود وقائعها إلى شهر مايو/أيار 2011، عندما اتهمته خادمة غرف في فندق "سوفيتيل" بنيويورك بمحاولة اغتصابها 3 مرات، وكان حينئذ يشغل منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي.

في 19 مايو/أيار 2011، أدانته هيئة محلفين أمريكية ووضع رهن الاعتقال، قبل أن تقرر الخادمة التي كانت من أصول إفريقية، سحب تهم التحرش ضده في 23 أغسطس/آب من العام نفسه، وهو ما وضع حدًّا للمتابعة الجنائية في القضية. وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2012 توصل الطرفان إلى صفقة أدت إلى إغلاق قضية دومينيك ستراوس كان في فندق "سوفيتيل" في نيويورك.

4. جورج ترون

ظهرت ملابسات هذه القضية في خضم محاكمة مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراواس كان، إذ تقدمت في مايو/أيار 2011 موظفتان سابقتان في بلدية درافاي في فرنسا بشكوى التحرش والاعتداء الجنسي ضد رئيس البلدية جورج ترون، ما أدى إلى استقالته على الفور من منصبه في حكومة فرنسوا فيون حيث كان يشغل منصبًا آخر كوزير دولة للوظيفة العامة.

وفي 22 يونيو/حزيران 2011، وجهت له تهمة الاغتصاب رسميًّا ووضع تحت الرقابة القضائية، وفي ديسمبر/كانون الأول 2013 فصل قضاة التحقيق لصالح جورج ترون لانعدام الأدلة، ولكن محكمة الاستئناف قررت بعد عام إعادة بعث القضية من جديد وحولتها إلى محكمة الجنايات، وفي عام 2015 أكدت المحكمة العليا قرار انتفاء الأدلة.

5. دنيس بوبان:

كشفت النائبة عن حزب البيئة الأوروبية والخضر، سيسيل ديفلوت، وجود متحرشين كثر بين نواب البرلمان الفرنسي، على شاكلة نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية -البرلمان- دنيس بوبان.

وسيسيل ديفلوت هي من بين 500 شخصية سياسية وثقافية، وقعوا عريضة نشرتها، الثلاثاء الماضي، صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، ودعوا فيها الحكومة إلى التحرك ضد المتحرشين جنسيًّا لوضع حد لظاهرة "الإفلات من العقاب" في فرنسا.

ويواجه دنيس بوبان في حال إدانته في القضية، عقوبة السجن من 2 إلى 5 سنوات، إضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى 75 ألف يورو، لكن الغريب أنه لم ترفع ضده حتى الآن أي شكوى قضائية.

ورغم غياب شكوى رسمية، دفعت الضجة الإعلامية التي أثيرت حول القضية، المدعي العام الفرنسي إلى فتح تحقيق في الاتهامات ضد بوبان، وكتب المدعي العام مقالًا جاء فيه، إن التحقيق يسعى إلى جمع شهادات من الضحايا المزعومات اللواتي تكلمن في وسائل الإعلام، للتحقق من تواريخ وأماكن وقوع حوادث التحرش المزعومة والاستماع إلى جميع الشهود المعنيين.

وينفي بوبان الاتهامات الموجهة إليه، ووصف محاميه إيمانويل بييرات، تهم التحرش ضد موكله بأنها مزاعم كاذبة الغاية منها التشهير، ودحض فكرة التحرش الجنسي وحتى الاعتداء الجنسي، واعتبرها اتهامات غريبة.