الأسبوع الماضي شكل أحد أكبر الانتكاسات في المعارك لتحالف القوات الإيرانية وعناصر جماعة حزب الله الإرهابية بسوريا.
شكل هجوم المعارضة في سوريا على مدينة خان طومان قرب حلب الأسبوع الماضي أحد أكبر الانتكاسات في المعارك لتحالف القوات الإيرانية وعناصر جماعة حزب الله الإرهابية المحاربة بجانب الرئيس السوري بشار الأسد، ثم جاء اغتيال القائد العسكري لحزب الله في سوريا أمس الجمعة لينهي الأسبوع على نكسة جديدة كبرى.
وقدرت تقارير عدد القتلى في صفوف المسلحين الإيرانيين والأفغان واللبنانيين بما يصل إلى 80، في الهجوم الذي قادته جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وكان 17 من القتلى على الأقل إيرانيين، وهو على ما يبدو أكبر خسارة في معركة خارج إيران منذ حرب العراق.
وبعد أحداث خان طومان تعرضت إيران وحلفاؤها لضربة أشد وطأة بمقتل القيادي في جماعة حزب الله الإرهابية مصطفى بدرالدين، الذي كان يشرف على العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا.
وليس من الواضح كيف يمكن أن تؤثر مثل تلك التغيرات على الأرض في مسار الحرب، غير أنها دليل على الثمن الذي تدفعه إيران وحزب الله في سوريا وحجم العداءات التي يواجهانها في الحرب متعددة الأطراف التي تصاعدت مجددًا في الأسابيع القليلة الماضية، في ظل إخفاق المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة.
ولم تفوت إسرائيل الفرصة لاصطياد قادة بارزين من إيران ومن حزب الله في سوريا على مدى العام الماضي أو أكثر.
وقالت الجماعة الإرهابية إن بدرالدين قتل في انفجار قرب مطار دمشق، وألقى مسؤول من حزب الله باللائمة على إسرائيل، ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية.
ووصف خبير أمني مقرب من دمشق لرويترز تدني الروح المعنوية في الحكومة بسبب خسارة أراضٍ بعد استعادتها بصعوبة، لافتًا إلى أن أحد التفسيرات المحتملة لذلك التراجع قد يكون انخفاض الدعم الجوي الروسي.
ونفذت روسيا ضربات جوية دعمًا للأسد لمدة 7 أشهر لكنها أيضًا كانت مشتركة في جهود دبلوماسية تدعمها الولايات المتحدة وساندت اتفاقات لوقف إطلاق النار.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقاتل يحارب في المنطقة، إن كثافة الضربات الجوية الروسية مؤخرًا تراجعت، بينما يقول محللون يتابعون الصراع إن هذا التطور قد يكون مصدرًا للخلافات بين حلفاء الأسد.
وأحدث الهجوم الذي شنته جبهة النصرة وحلفاؤها على خان طومان صدمة في إيران. ونشرت مواقع مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أسماء وصور 13 إيرانيا قتلوا في خان طومان، وكان أغلب هؤلاء ينتمون إلى وحدة من الحرس بإقليم مازاندران في شمال إيران.
كما تزايدت مخاوف بعض المسؤولين والقادة العسكريين الإيرانيين من أن الأنباء عن وقوع خسائر بشرية كبيرة قد تحول الرأي العام ضد مشاركة إيران في سوريا.
وانعكس بعض من تلك المخاوف في بيان صحفي صدر عن مكتب الحرس الثوري في إقليم مازاندران.
وقال البيان إنه "للحفاظ على الهدوء في المجتمع" ينبغي عدم الوثوق في أي معلومات سوى تلك التي تصدر عن مكتبهم.
وقال موقع تسنيم الإخباري، إن من بين القتلى شافي شفيع القائد في فيلق القدس، وهو قوة من النخبة تابعة للحرس الثوري، وقال موقع "إيه.بي.إن.إيه" الإخباري إن جثته بحوزة المعارضة السورية المسلحة.
وأظهرت صور نشرتها المعارضة المسلحة وأعادت نشرها مواقع إخبارية إيرانية صورا عن قرب لمقاتلين قتلوا في المعركة، وتظهر إحدى الصور ما لا يقل عن 12 جثة فيما يبدو مخضبة بالدماء ومصفوفة في رواق مبنى.
وأظهرت مجموعة أخرى من الصور نشرتها المعارضة السورية سجينين لم تحدد جنسيتهما كانا مقيدين ومخضبين بالدم ويجري اقتيادهما خلف سيارة.
وقال محمد صالح جوكار، عضو لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إنه لا توجد أرقام دقيقة بشأن عدد الإيرانيين الذين قتلوا أو أسروا في "كارثة" خان طومان.
وأعلنت إيران مقتل نحو ستة جنرالات في سوريا، ومقتل عدد أكبر بكثير من الضباط الأقل رتبة منذ 2012.
وخسر تنظيم حزب الله الإرهابي أيضًا 4 من أبرز مقاتليه، من بينهم بدرالدين زوج شقيقة القائد العسكري السابق للجماعة عماد مغنية.
وبدرالدين أكبر شخصية في حزب الله تقتل منذ اغتيال مغنية في 2008، وفي دمشق أيضا.
وتشير تقديرات إلى أن حزب الله فقد نحو 1200 مقاتل في سوريا؛ حيث يقدم مقاتلو الحزب الذين يتمتعون بتدريب جيد المساندة للجيش الحكومي السوري.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز