فتاة مصرية رفضت حاجز "التفرقة" لتكون "رحالة" من أجل الفقراء
ريهام أبوبكر فتاة مصرية لم تسمح لحواجز "التفرقة" أن تكون عقبة أمام حلمها لتكون "رحالة" في ربوع مصر والقارة الإفريقية
"رحالة" هكذا تُعرف الشابة المصرية ريهام نفسها على حسابها الشخصي بموقع "فيس بوك"، موجزة بذلك حلمها الذي تأمل أن تجوب من أجله مسافات في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
ريهام أبوبكر رحالة مصرية تبلغ من العمر 27 عاما، قامت رغم صغر سنها النسبي بتدشين مؤسسة "رحالة" للتنمية المستدامة، وهي مؤسسة تنموية غير هادفة للربح تعمل على تنمية المجتمعات الصحراوية تنمية مستدامة.
وقالت أبوبكر خلال حديثها لبوابة "العين" الإخبارية، "أنتمي إلى أسرة بسيطة من أصول صعيدية، ورغم ذلك استطعت إقناع أسرتي بعد تخرجي من الجامعة أن أستقل بحياتي في القاهرة لأدرس الماجستير والدكتوراه في التخصص الذي أعترف أنني شغوفة به".
التخصص الذي تتحدث عنه ريهام هو الجغرافيا التطبيقية، حيث تدرس في قسم "الجغرافيا" بكلية الآداب جامعة القاهرة، وهو ما سخرته الشابة المصرية ليكون معينا لها في رحلاتها التي تقوم بها، مؤكدة أن كونها فتاة "لا يمثل أي عائق على الإطلاق لخوض تجربتي في الارتحال".
وشددت ريهام بكافة الطرق على أن عائق "الفتاة" لا يمثل بالنسبة لها تحديا، بينما تمثل "العوائق الأمنية" كما وصفتها، تحديا كبيرا لها كرحالة، موضحة أن "أهم العوائق التي تواجهها هي التصاريح الأمنية المقيدة للحركة في أماكن كثيرة داخل مصر وخارجها، علاوة على أن المجتمع نفسه لا يستوعب بعد فكرة حب السفر من أجل حب السفر وحسب، ولا يستوعب أنها هواية تنمي كثيرا من مهاراتنا الذاتية والحياتية، وتوسع مداركنا في مجالات كثيرة أهمها التعامل مع ثقافات جديدة والتعايش مع بيئات مختلفة عن تلك التي نشأنا فيها".
ورغم الانتقادات الكثيرة التي تواجهها ريهام من كل من يعرفها تقريبا، إلا أنها تؤكد: "لم أندم لحظة على قراري هذا، بل على العكس ندمت أنني تأخرت حتى أبدأ في تلك الخطوة".
وانعكس عشق ريهام للسفر على حياتها أيضا، فبعد عملها لمدة 4 سنوات في إحدى شركات البترول، والذي يعتبر عملا مجزيا ماديا واجتماعيا، إلا أنها آثرت الاسقالة منه لأنها لم تجد نفسها في العمل داخل شركة والجلوس خلف المكتب طوال اليوم، حسب تعبيرها.
مؤسسة "رحالة" لم تكن ضمن مخطط ريهام، ولكنها اتخذت قرار تأسيسها بعد رحلة قامت بها إلى منطقة حلايب وشلاتين جنوب مصر.
وقالت ريهام في هذا الشأن: "من نعم السفر عليّ أنني شاهدت بعيني الوضع البائس الذي يعيشه أهلنا في الكثير من المناطق النائية داخل مصر، ومن بينها حلايب وشلاتين، والتي كانت أول رحلة أقوم بها داخل مصر، فاتخذت بعدها قراري مباشرة بأن أدشن مؤسسة لخدمة العمل الاجتماعي التنموي في المناطق المحتاجة، والتي تؤسس للعمل الاجتماعي بشكل أكثر عمقا من مجرد المساعدات المؤقتة".
ومن هنا استطاعت ريهام أن تجد آلية للربط بين دراستها للجغرافيا وحلمها لتقديم التنمية المستدامة، لتعزز كلاهما عن طريق القيام بالرحلات الاستكشافية المستمرة.
تعتمد مشروعات مؤسسة "رحالة" على توصيل مساعدات وعمل مشروعات للأهالي في كل المناطق الصحراوية النائية بمصر، علاوة على قوافل رمضان والشتاء، وبناء خزانات المياه، إضافة إلى مشروع أكبر خاص بالتعليم تحت الإعداد حاليا"، حسب ما قالته ريهام.
أما حلم ريهام أبوبكر هو "زيارة كل شبر في إفريقيا"، حيث تعتبر أن نجاح رحلتها إلى حلايب وشلاتين وجبلة "علبة" داخل مصر هما بوابتها الحقيقية لخوض "دهاليز" القارة الإفريقية، التي تستعد لبدء رحلة بعيدة فيها تبدأ من السودان وتمتد إلى أعماق أوغندا.
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز