"نقدر نعيش من غير ياميش".. رسالة المصريين للتجار قبل رمضان
حملات لمقاطعة ياميش رمضان انطلقت بمصر كرد فعل على زيادة الأسعار التى قدرها بعض الخبراء بين 50 إلى 60% عن السنة الماضية
يرتبط شهر رمضان بالكثير من مظاهر الاحتفال والمأكولات التى تميزه عن باقي شهور العام، وفي مصر يرتبط الشهر الكريم بـ"ياميش رمضان" وهي المكسرات والفاكهة المجففة، التي اعتاد المصريون على شرائها مع اقتراب شهر رمضان.
وأصبح شراء الياميش جزءًا أساسيًّا من الطقوس والمائدة الرمضانية في كل بيت مصري، ولكن ربما يواجه المصريون هذا العام مشكلة كبيرة في شراء الياميش، لارتفاع سعره بشكل كبير عن السنوات الماضية.
وتشهد الأسواق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار السلع الغذائية لشهر رمضان وخاصة الياميش، نظرًا لزيادة سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، بالإضافة إلى زيادة الرسوم الجمركية على السلع الكمالية المستوردة ومن بينها المكسرات، وفقًا للقرار الجمهوري الصادر في بداية 2016.
وكرد فعل طبيعي لهذه الزيادة التى قدرها بعض الخبراء بين 50 إلى 60 % عن السنة الماضية، دشن الكثيرون من المواطنين المصريين حملات لمقاطعة ياميش رمضان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إحدى هذه الحملات حملت عنوان " قاطع الياميش علشان الجنيه يعيش" لتطالب المصريين بالتوقف عن شراء السلع المستوردة مرتفعة الأسعار، رافضين استغلال المحلات التجارية إقبال المواطنين لشراء مستلزمات رمضان.
ويري المشاركون بالحملة ضرورة الانتباه إلى ارتفاع سعر الدولار، وتوفير الدولار لشراء السلع الأساسية، مؤكدين أن المصريين قادرين على مواجهة الغلاء.
ودشن آخرون حملة " بدون ياميش رمضان كريم" في إشارة منهم أن هناك حلولًا وبدائل للياميش، واقترح البعض الاستعانة بالفاكهة المصرية المتوفرة والمتنوعة في فصل الصيف، لتكون بديلًا عن المكسرات والفاكهة المجففة، نظرًا أن أسعارها تناسب جميع المستويات، وتتوافر بجميع المحافظات المصرية.
ومن خلال حملتي "مافيش ياميش"، و" قاطعوا الياميش التركي"، أعلن الكثيرون مقاطعتهم لشراء السلع الرمضانية المستوردة من تركيا، نظرًا للجوء بعض المستوردين إلى تركيا بدلًا من سوريا، واصفين حملات مقاطعة الياميش التركي بالموقف الإيجابي، لحماية للاقتصاد في ظل ارتفاع سعر الدولار بالسوق المصري، مناشدين التجار بالتوقف عن استيراد الياميش التركي، وطالبوا بنشر الفكرة على نطاق أوسع للبدء في تنفيذ حملات المقاطعة على أرض الواقع.
كما أعلنت جمعية "مواطنون ضد الغلاء" وهي جمعية مستقلة تعمل على حماية المستهلك، موقفها الرافض لزيادة الأسعار، في إطار حملتها " نقدر نعيش من غير ياميش" التى تستمر حتى 10 رمضان، للضغط على التجار لخفض أسعار الياميش.
أسعار الياميش
وتستورد مصر ياميش هذا العام من تركيا والهند وإيران، لتوقف الإنتاج السوري نظرًا للظروف السياسية التى تمر بها سوريا، ويظهر التفاوت الملحوظ في أسعار الياميش بين العام الماضي والحالي.
وبلغ سعر كيلو عين الجمل بين 135- 140 جنيهًا مصريًا، بينما توقف سعره العام الماضي عند 120 جنيهًا، وتجاوز سعر "الفستق" 250 جنيهًا للكيلو الواحد، بينما يتراوح سعر الكيلو من اللوز والبندق بين 130 إلى 150 جنيهًا ويتحدد حسب المنطقة.
وتجاوز ثمن قمر الدين 12 جنيهًا، بالإضافة إلى تجاوز سعر القرصيا والمشمشية 80 جنيهًا، وتراوح سعر البلح من 10 إلى 50 جنيهًا.
ولجأت بعض المحلات التجارية إلى تسعير المكسرات والياميش بالجرام، لتشجيع المستهلك على الشراء، وبلغت أسعار 225 جرامًا لجوز الهند 8 جنيهات، ووصل سعر 225 جرامًا من الزبيب إلى 14 جنيهًا، وهو ضعف ثمن كيلو الزبيب العام الماضي، بالإضافة إلى أن سعر 225 جرامًا من البندق وصل إلى 38 جنيهًا.
وتداول رواد فيس بوك وتويتر صورًا ومشاهد من بعض الأفلام المصرية القديمة، كنوع من السخرية لارتفاع الأسعار، ونشر مشهدًا كوميديا للفنان المصري "عبد الفتاح القصري" معلقين "لو المدام هتطلب ياميش رمضان، اعمل مجنون".
ونشر البعض صورًا أرشيفية لمحلات الياميش قديمًا، قائلين "محلات بيع الياميش عام 1944، شايفين الناس كانت طيبة إزاي"، مشيرين إلى أن الأسعار قديمًا كانت مناسبة لجميع المواطنين، واصفين معدل تزايد الأسعار في العام الحالي بـ"الجنون".
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز