"الفلوجة" و"الرقة".. "داعش" يواجه الاختبار الأصعب
تنظيم داعش الإرهابي يواجه هجومين واسعين، الأول يقوده الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، والثاني أطلقه تحالف كردي عربي في الرقة السورية
يواجه تنظيم "داعش" الإرهابي هجومين واسعين في اثنين من أهم معاقله بالعراق وسوريا، الأول يقوده الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، والثاني أطلقه تحالف كردي عربي في الرقة السورية، بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
والهجومان هما "الاختبار الصعب" منذ إعلان التنظيم المتطرف "الخلافة الإسلامية" في صيف عام 2014.
وفي سوريا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، الثلاثاء، إطلاق عملية لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، معقله في سوريا، وأكد المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد هذه المعلومات.
وقال إن " قوات سوريا الديمقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطًا على الرقة"، مؤكدا أن الجيش الأمريكي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.
وكتبت قوات سوريا الديمقراطية على موقع التدوينات القصيرة تويتر "نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سوريا الديمقراطية" وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتمهيدا لتقدم قوات سوريا الديمقراطية، بدأت منذ صباح الثلاثاء، طائرات التحالف بقصف مواقع الإرهابيين في ريف الرقة الشمالي، كما في مدينة الرقة وأطرافها الشمالية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن القصف أسفر عن مقتل "22 عنصرا من التنظيم الإرهابي على الأقل".
ويأتي الهجوم بعد 3 أيام على زيارة قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل إلى شمال سوريا "للتحضير للهجوم على الرقة".
نهاية الأسطورة
وترى واشنطن أن قوات سوريا الديمقراطية هي الطرف الأكثر فعالية لقتال تنظيم داعش الإرهابي، خاصة أنها نجحت بطرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا منذ تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أن قوات سوريا الديمقراطية تضم في صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية، التي خاضت معارك شرسة في مواجهة التنظيم وطردته من مدن إستراتيجية عدة بينها كوباني شمال حلب، وتل أبيض، وعين عيسى شمالي الرقة.
ولم تحدد قوات سوريا الديمقراطية إن كان الهدف النهائي من استعادة ريف الرقة الشمالي هو السيطرة على مدينة الرقة نفسها.
وعرضت روسيا بدورها التنسيق مع واشنطن في هجوم الرقة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "أقول بكل ثقة إننا مستعدون لمثل هذا التنسيق".
وكانت واشنطن رفضت سابقا اقتراحا روسيا بشن غارات مشتركة في سوريا.
وأكد لافروف "بالطبع الرقة هي واحدة من أهداف التحالف ضد الإرهاب، تماما مثل مدينة الموصل العراقية".
وتعد السيطرة على الرقة إلى جانب الفلوجة والموصل في العراق الهدف الأكبر للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال الخبير في الجغرافيا السورية والباحث الزائر في معهد واشنطن فابريس بالانش "من الواضح أنه في حال أرادت الولايات المتحدة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، فعليها مهاجمته من جبهات عدة في الوقت ذاته".
وأضاف "أن قطع طريق الرقة-الموصل ليس صعبا اليوم، وذلك سينهي أسطورة الدولة الاسلامية العابرة للحدود".
وفي العراق، شددت القوات العراقية الطوق على مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار وضيقت الخناق على تنظيم داعش المتحصن داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم الإرهابيون من الخروج.
ويقدر مجلس اللاجئين النروجي أعداد السكان العالقين بالفلوجة بنحو 50 ألفًا.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة في العراق نصر مفلحي في بيان، إن "العائلات التي عانت نقصا في الغذاء والدواء طوال الأشهر الماضية، أصبحت الآن وسط الاشتباكات ومن المهم للغاية أن تمنح طرقًا آمنة للخروج لكي نتمكن من مساعدتها".
وأفاد أحد سكان الفلوجة أن "داعش لا يزال يفرض حظرًا للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج لكنه سمح للبعض بالوقوف أمام أبواب منازلهم".
وأضاف الرجل الذي قدم نفسه باسم أبومحمد الدليمي، أن "أعداد عناصر التنظيم في المدينة بدأت تتقلص، لا نرى إلا مجموعات من شخصين أو ثلاثة في الشوارع، لا نعلم أين ذهب الآخرون".
وبدأت القوات العراقية الاثنين هجومًا واسع النطاق لاستعادة مدينة الفلوجة.
وأعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، مساء الاثنين، انطلاق "عملية تحرير الفلوجة"، مضيفا "اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة، والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عاليا فوق أراضي الفلوجة".
وحققت القوات العراقية تقدما باتجاه المدينة؛ إذ قال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية إن "القوات الاتحادية تقدمت باتجاه الفلوجة من الجهة الشرقية من ثلاثة محاور".
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA== جزيرة ام اند امز