مخاوف طائفية وسياسية تمنع نقل اللبنانيات الجنسية لأولادهن
الخوف من استيطان السوريين والفلسطنيين، يدفع الساسة اللبنانيين لرفض تعديل قانون الجنسية، الذي يمنع انتقال جنسية اللبنانية لأطفالها
طارت نادين موسى من الفرح والشعور بالزهو عندما اختيرت ابنتها لاعبة كرة القدم الموهوبة في سن المراهقة للانضمام للفريق الوطني اللبناني، لكن فرحتها لم تدم طويلا.
فرحة نادين، اصطدمت بقانون قديم عمره 91 عاما، تنص مواده على أن النساء من أمثال نادين المتزوجات من أجانب لا يمكنهن منح الجنسية اللبنانية لأزواجهن أو أطفالهن، بل ولا يمكن للأزواج أو الأولاد وراثة ممتلكات.
قالت نادين "اختاروها ثم قالوا لها إنها غير مسموح لها الانضمام للفريق لأنها ليست لبنانية، ودمرها ذلك، توقفت عن لعب كرة القدم بعد ذلك، إذ شعرت بأنها مرفوضة ومنبوذة."
ولنادين بنتان عاشتا حياتهما كلها في لبنان لكن لا يمكنهما الاستفادة من خدمات الصحة العامة والتعليم، وبمقتضى القانون لا يمكن لهما حين تبلغان سن العمل أن تعملا دون الحصول على تصريح خاص.
ولا يمكن كذلك لنادين أن تنقل ممتلكات الأسرة من العقارات أو الأراضي للبنتين بسبب قيود مشددة تفرض في لبنان على حدود الملكية المسموح بها لمن يصنفون في قائمة الأجانب مثل البنتين.
وقالت نادين المحامية والناشطة المعروفة وأول مرشحة من النساء للرئاسة في لبنان "دائما كنت أشعر وكأني مواطنة من الدرجة الثانية محرومة من حقي في منح جنسيتي لأولادي ولأسرتي."
وتقول دراسة أجريت عام 2009 عن محنة اللبنانيات المتزوجات من غير اللبنانيين إن هذا القانون يسري على أكثر من 77 ألف لبنانية.
والمشكلة أكثر تعقيدا للبنانيات المتزوجات من فلسطينيين لأن الفلسطينيين محرومون من حق الملكية في لبنان.
وقد مر 14 عاما منذ إطلاق حملة لإصلاح قوانين الجنسية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وقالت لينا أبو حبيب المدير التنفيذي لمجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي إن أغلب الدول العربية بما فيها السعودية عملت منذ ذلك الحين على إصلاح قوانين الجنسية فيها سواء جزئيا أو بالكامل.
وأضافت "رغم أن لبنان يتباهى بأنه أكثر ليبرالية بكثير من دول عربية أخرى فلم ينجز حتى الآن أي إصلاح في هذا المجال."
ولم يتيسر على الفور الحصول على تعليق من مسؤولي الحكومة.
وقالت لينا إن الساسة الذين يغلب عليهم الرجال في لبنان يقدمون مجموعة معتادة من الحجج اعتراضا على السماح للنساء بنقل جنسيتهن لأزواجهن وأبنائهن.
وأضافت: "يقولون إنك إذا عدلت القانون فسيتزوج كل الفلسطينيين لبنانيات ولن يعودوا إلى فلسطين وتجردين بذلك اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة للوطن."
وتقدر الأمم المتحدة أن 450 ألف لاجئ فلسطيني مسجلون في لبنان.
وللفلسطينيين حقوق محدودة فلا يمكنهم تملك العقارات ويحظر عليهم العمل في 20 مهنة محددة، وفقا لما تقوله الأمم المتحدة.
ويجادل المعارضون بأن لبنان يقوم على توازن ديني دقيق بين المسيحيين والسنة والشيعة والدروز.
ويقولون إنه إذا حصلت النساء على حقوق الجنسية فسيعني ذلك أن عدد المسلمين سيصبح أكبر من عدد المسيحيين بما يهدد وجودهم في لبنان.
ومع دخول الأزمة السورية عامها السادس وازدياد اللاجئين السوريين إلى حوالي ربع السكان في البلاد، يقول البعض إنه إذا حصلت النساء على حق الجنسية فإن الرجال من السوريين سيتزوجون لبنانيات ولن يرجع أي منهم إلى سوريا.
وترفض لينا أبو حبيب وكل الناشطات هذه الحجج باعتبارها عنصرية ويعتبرن أنها تستغل مخاوف طائفية لحرمان النساء من حقوقهن.
وقالت "لا توجد صلة بين الجنسية والنساء وقضية فلسطين أو التركيبة الدينية للبلاد أو الأزمة السورية".
"وتابعت: في نهاية الأمر الحاصل أن الدولة لا تعترف بالنساء كمواطنات."
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز