مصدر يكشف لـ«العين الإخبارية» معلومات جديدة عن اغتيال هنية.. وموقع الحادث «غير متوقع»
تفاصيل غائبة في عملية اغتيال إسماعيل هنية، تحاول السلطات الإيرانية فك طلاسمها في تحقيقات جارية، لكنّ مسؤولاً عراقياً على صلة بطهران كشف لـ"العين الإخبارية" جانباً من القصة.
وتعيش إيران حالة من الصدمة الأمنية والاستخباراتية جراء اغتيال هنية في عقر دارها بالعاصمة طهران، المركز السياسي والدبلوماسي للبلاد، وهو الأمر الذي وصفته وسائل إعلام غربية بـ"الاختراق الكبير".
وفي ظل تضارب المعلومات من قبل طهران وعدم وجود تفاصيل واضحة أو آثار استهداف للمبنى الذي تقول إيران إنه تعرض لهجوم إسرائيلي واستهدف إسماعيل هنية وأحد مرافقيه، كشف سياسي عراقي بارز على صلة بإيران عن تفاصيل أكثر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء.
وقال السياسي العراقي الذي له صلة بالمؤسسات الأمنية والعسكرية لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم الكشف عن هويته، لحساسية موقعه ومنصبه، إن "استهداف إسماعيل هنية ومقتله تم في مجمع أمني تابع للحرس الثوري في الجزء الشمالي الغربي من القصر الأخضر في مجمع سعد آباد بطهران".
وأضاف أن "معسكر بسيج الزهراء" يعد جزءًا من مجمع سعد آباد التاريخي في طهران، والذي يتولى إدارته الحرس الثوري الإيراني على مدى العقود الأربعة الماضية، ويحتوي هذا المجمع الأمني على بابين رئيسيين، أحدهما يؤدي إلى منطقة دربند السياحية شمال طهران والآخر إلى الطريق الرئيسي لقصر سعد آباد الأخضر".
وأوضح أن "سكان هذه المنطقة قد أبلغوا في وقت سابق عن سماع صوت انفجار في هذا المكان حوالي الساعة الثانية من صباح الأربعاء".
وعلى عكس ما تردد في إيران، نفى السياسي العراقي أن يكون اغتيال هنية قد تم في مجمع المحاربين القدامى في شمال طهران، قائلا: "ما نشرته وسائل إعلام ومواقع إخبارية غير دقيق".
وتابع: "لقد تابعت عملية الاغتيال منذ اللحظة الأولى مع مصادر أمنية داخل طهران، ولكن ما يثير الدهشة لدى المسؤولين الإيرانيين هو أنه من أبلغ الإسرائيليين وأعطاهم إحداثيات عن محل إقامة إسماعيل هنية كضيف في طهران".
ولم تتحدث السلطات الإيرانية حتى الآن عن تفاصيل مقتل القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية وحارسه الشخصي، ومكان الاغتيال.. ولم يتسن للعين الإخبارية الحصول على تعليق فوري من السلطات الإيرانية حول هذه المعلومات.
وتم بناء كاخ سبز أو القصر الأخضر في الشمال الغربي من سعد آباد عام 1928، وبسبب استخدام الرخام الأخضر في واجهة هذا القصر فإنه يسمى بالقصر الأخضر، وكان هذا القصر مقر إقامة رضا شاه.
أيادٍ إيرانية؟
ويواصل المسؤول العراقي حديثه عن عدم استبعاد فرضية اغتيال اسماعيل هنية بأيادٍ إيرانية تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، ويقول "هذا ليس مستغرباً وقد نفذت إسرائيل العديد من العمليات داخل إيران على مدى السنوات الماضية".
وأكد أنه "لا يمكن استبعاد احتمال لعب أشخاص متنفذين دورا، لأنه في كل الأحوال، قد يدفع النظام الإسرائيلي الدولارات الأمريكية لبعض الجهلة أو أشخاص للحصول على معلومات أو لتنفيذ عمليات إرهابية".
وأضاف: "كما في حالة اغتيال بعض العلماء النوويين أو القوات العسكرية في إيران، فقد شهدنا أيضاً توظيف بعض العملاء في إيران، وهذه قضية خطيرة يجب أن يأخذها المسؤولون في إيران على محمل الجد والتعاطي معها بقوة".