شظايا الضربات المتبادلة تصيب الهدنة.. هل يصمد اتفاق إسرائيل ولبنان؟
بات اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في مهب ريح الانتهاكات المتبادلة بعد أقل من أسبوع على دخوله حيز التنفيذ.
واستدعت الانتهاكات تدخلا عاجلا من واشنطن وباريس دون أن يكون من الواضح إذا ما كانا سيتمكنان من إنقاذ الموقف، لكن واشنطن أكدت لاحقا أن الهدنة لا تزال «صامدة».
ولوحظ أن المعارضة الإسرائيلية تصدرت الموقف في الدعوة ليس فقط إلى مهاجمة حزب الله وإنما أيضا الحكومة اللبنانية.
وسجل لبنان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية العديد من الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن حذرت إسرائيل من انتهاكها اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وذكرت أن المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين أرسل رسالة حث فيها إسرائيل على الالتزام بالاتفاق.
وقالت إن هوكشتاين أشار بشكل خاص إلى تحليق طائرات بدون طيار إسرائيلية فوق بيروت.
التحذير الأمريكي جاء بعد ساعات من تحذير فرنسي مماثل من الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، حيث رصدت باريس 52 انتهاكًا إسرائيليا لوقف إطلاق النار.
ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال لنظيره الفرنسي جان نويل بارو في اتصال هاتفي، الأحد، إن إسرائيل لا تنتهك الاتفاق بمهاجمة أهداف حزب الله.
وقال ساعر في بيان عن الاتصال: "أكدت على أن إسرائيل لا تنتهك تفاهمات وقف إطلاق النار بل تطبقها ردًا على انتهاكات حزب الله. إن وجود عناصر حزب الله جنوب الليطاني يشكل انتهاكًا أساسيًا للاتفاق ويجب عليهم التحرك شمالًا".
وأضاف: "إن إسرائيل ملتزمة بالتنفيذ الناجح لتفاهمات وقف إطلاق النار ولن تعود إلى واقع 6 أكتوبر 2023".
الجيش الإسرائيلي: نواصل الهجمات
وشن الجيش الإسرائيلي غارات وقصف بالمدفعية على عدة بلدات في جنوب لبنان في أعقاب الهجوم الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إطلاق حزب الله صواريخ على شمال البلاد يشكل انتهاكا خطيرا لوقف إطلاق النار وسنرد بقوة على ذلك".
وتابع: "مصممون على مواصلة تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان والرد على أي انتهاك من جانب حزب الله".
ومع ذلك فقد قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه واصل هجماته في لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال: " في إطار هذه العمليات، هاجم الجيش الإسرائيلي عددًا من الوسائل العسكرية التي كانت تعمل بالقرب من بنية تحتية عسكرية لتصنيع الصواريخ التابعة لمنظمة حزب الله في منطقة البقاع".
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أنه "تم استهداف وسائل عسكرية أخرى بالقرب من الحدود بين سوريا ولبنان في منطقة الهرمل، حيث كانت تستخدم لنقل وسائل قتالية وشكلت تهديدًا لدولة إسرائيل في انتهاك للتفاهمات".
وأضاف: "معروف الادعاء بأنه في إحدى الهجمات أصيب جندي من الجيش اللبناني، ويجري التحقيق في الحادثة".
وتابع الجيش الإسرائيلي: "كما نفذ الجيش الإسرائيلي خلال النهار هجومًا لإزالة التهديد على عدد من النشطاء التابعين لمنظمة حزب الله في جنوب لبنان".
وأردف: "الجيش الإسرائيلي منتشر في جنوب لبنان ويعمل ضد أي تهديد يعرّض دولة إسرائيل للخطر".
رد حزب الله
وقبل الرد الأخير من إسرائيل أعلن الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله أطلق قذيفتيْن صاروخيتيْن نحو منطقة جبل روس سقطتا في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات".
وأعلن حزب الله لاحقا إنه أطلق القذيفتين بالفعل ما مثل أول إعلان من حزب الله عن خرق الاتفاق.
وقال حزب الله في بيان: "على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح".
وأضاف: "إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذنا ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية".
ورصدت "العين الإخبارية" ردود فعل المعارضة والحكومة في إسرائيل من على منصة "إكس".
المعارضة الإسرائيلية تتصدر الدعوات للرد
وتصدرت المعارضة الإسرائيلية الدعوات للرد ليس فقط على حزب الله وإنما أيضا ضرب الحكومة اللبنانية.
وقال زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس: "ساعة اختبار – إذا لم نرد بقوة على دولة لبنان سنعود إلى عصر المقارنات".
أما زعيم تحاف "الديمقراطيون" المعارض نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق يائير غولان فقال: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يرد بقسوة على استفزازات حزب الله".
وأضاف: "إذا أهملنا الآن ستكون النتائج كارثية على المدى الطويل. يجب على إيران وحزب الله أن يفهما أمراً بسيطاً: إسرائيل لا تنوي التنازل عن أمن مواطنيها مرة أخرى".
وبدوره، قال زعيم "إسرائيل بيتنا" المعارض وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان: "فقط عندما تدرك الحكومة الإسرائيلية أنها لا تعقد اتفاقيات مع الإرهابيين، عندها فقط ستتمكن دولة إسرائيل من إعادة الردع والأمن لمواطني البلاد. ويجب ألا ننتظر حتى يكلفنا ذلك دما".
الحكومة ترد لاحقا
ولاحقا بدأت ردود الفعل ترد من الحكومة، وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: "لقد وعدنا بالعمل ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله – وهذا بالضبط ما سنفعله. إطلاق حزب الله النار على موقع للجيش الإسرائيلي في جبل دوف سيقابل برد قاس. ما كان لن يكون".
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فقال: "لقد ارتكب حزب الله خطأ فادحا، وانتهاكه بإطلاق النار على جبل دوف يجب أن يوجه له ضربة قوية، تجعله يدرك نهائيا أن المعادلة تغيرت، وما كان في الماضي لن يكون مرة أخرى".
البنتاغون: الهدنة صامدة
ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبنانية المسلحة «صامد» على الرغم من بعض الحوادث.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء باتريك رايدر، للصحفيين: "بشكل عام، فإن تقييمنا هو أنه على الرغم من بعض هذه الحوادث التي نشهدها، فإن وقف إطلاق النار صامد".
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA==
جزيرة ام اند امز