جلال الدين الرومي في مواجهة دي كابريو.. من ينتصر؟
ترشيح صناع الفيلم دي كابريو لتجسيد شخصية الرومي أثار سخط رواد موقع "تويتر"
"جلال الدين الرومي".. شاعر صوفي من القرن الـ13 الميلادي ذاع صيته في السنوات الأخيرة بين الشباب، خاصة بعد ظهوره هو وشمس التبريزي ضمن أحداث رواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة إليف شافاق، ولكنه أثار موجة جديدة من الجدل على موقع "تويتر"، بإطلاق هاشتاق #RumiWasntWhite.
ظهر هذا الهاشتاق بعد أن كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، موافقة مؤلف الفيلم العالمي "جلاديتور" ديفيد فرانزوني على كتابة سيناريو فيلم جديد يدور حول السيرة الذاتية للرومي، ولكن ما الذي قاله السيناريست الأمريكي في حواره مع الصحيفة وأدى إلى إثارة سخط القراء؟.
ما أثار سخط رواد موقع "تويتر" ليس الفيلم في حد ذاته، وإنما ترشيح فرانزوني، وستيفن جويل براون أحد منتجي الفيلم، نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو لتجسيد شخصية الرومي، بينما يقدم الممثل روبرت داوني جونيور دور التبريزي، على الرغم من أنه لا يزال من المبكر اختيار طاقم الفيلم، وفقًا لفرانزوني وبراون.
الأمر قد لا يشكل أزمة، فالممثل الأمريكي دي كابريو الحاصل على جائزة "أوسكار" لأفضل ممثل عام 2016 ممثل واسع الصيت وموهوب قدم أدورًا كثيرة لها شهرة عالمية، ولكن يكمن الاعتراض في أن دي كابريو أبيض البشرة، بينما الرومي أصوله أفغانية.
"أصحاب البشرة البيضاء يفسدون رمضان 2016 بإعلان فيلمهم الرومي".. تغريدة حازت على المئات من إعادة التغريد، عبر بها أحد المستخدمين في الهاشتاق عن غضبه من الترشيح.
بينما غرد مستخدم آخر، "تستخدمون أشخاصًا من جنوب آسيا ومن الشرق الأوسط لتأدية دور الإرهابي، بينما تستخدمون أصحاب البشرة البيضاء لأداء دور شخصية مسلمة تاريخية حقيقية".
وعن إصدار الفيلم أوضح فرانزوني أنهم يريدون تحدي الصورة النمطية للشخصيات المسلمة في السينما الغربية من خلال رسم خريطة لحياة العالم الصوفي العظيم.
وفي حواره مع "الجارديان"، وصف كاتب سيناريو فيلم "جلاديتور" الرومي بأنه مثل الكاتب الإنجليزي شكسبير، وأنه شخصية تمتلك مواهب عديدة ويشكل قيمة لمجتمعه وشعبه، موضحًا أن أمثاله من الشخصيات جديرة بالاكتشاف.
ويأمل منتجو الفيلم بدء تصوير الفيلم العام المقبل، كما زار فرانزوني وبراون مدينة إسطنبول الأسبوع الماضي لمقابلة الخبراء المتخصصين في شأن الرومي وزارا ضريحه في قونيا.
وقال فرانزوني إن الفيلم مشروع مثير للغاية، ولكنه يشكل تحديًا أيضًا، فمن وجهة نظره هناك العديد من الأسباب لصناعة منتج مثل هذا المنتج في الوقت الحالي، موضحًا أن الرومي له شعبية واسعة في الولايات المتحدة ومن ثم يمنحه الفيلم وجهًا وقصة.
وأشار فرانزوني إلى إنهم يحاولون ابتكار شخصية وإحياءها من جديد لأن هناك أمورا كثيرة مفقودة في ظل التاريخ، وبعض التاريخ مثالي، لذلك يجب العودة إلى الوراء والبحث عن الإنسان الذي أصبح قديسًا لأنه لا يمكن الكتابة عن القديس.
وشخصية التبريزي يلفها التعقيد أيضًا، فبينما لا يرى العاملون على الفيلم التبريزي شخصًا شريرًا، لكنهم يرون أنه كان صاحب تأثير فوضوي تسبب في إلهاء الرومي عن تعاليمه وأسرته.
ولفت فرانزوني إلى أن الفيلم قد يتضمن افتتاحية لرحلة الرومي من محل ولادته، وهو الموقف الذي قال إنه يتشابه مع العصر الحديث، موضحًا أن غزو المغول يشبه ما وصفه بهيجان المتطرفين في الشرق الأوسط الآن ورحلة المدنيين التي تلت ذلك.
سوف يركز الفيلم على تعاليم الرومي إلى جانب لقائه بالتبريزي، مع إعطاء الأولوية لابنة الرومي "كيميا"، التي يعتقد بعض العلماء أنها تزوجت التبريزي.
وأوضح فرانزوني وبراون أن السبب الرئيسي لصناعة الفيلم، هي رغبتهما في تقديم قصة حياة الرومي إلى جيل الألفية الذين أحبوا شعر الرومي حبًا عميقًا.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA==
جزيرة ام اند امز