قبيل شهور من مغادرة منصبه.. أوباما يتحدى "طالبان"
أجاز مزيدًا من الدعم للقوات الأفغانية بمواجهتها
الرئيس الأمريكي يقرر السماح للقوات الأمريكية في أفغانستان بتوجيه ضربات مباشرة لحركة "طالبان" بالتعاون مع القوات الأفغانية.
قرر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، السماح للقوات الأمريكية في أفغانستان بتوجيه ضربات مباشرة لحركة "طالبان" بالتعاون مع القوات الأفغانية، مشددًا لهجته حيال النزاع الذي وعد بإنهائه.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2014، ينحصر دور القوات الأمريكية في أفغانستان (9800 عسكري) بدور استشاري ودعم الجيش الأفغاني، دون تدخل مباشر في القتال.
ومع القرار الذي اتخذه أوباما، اليوم الجمعة، قبيل شهور من مغادرة منصبه في يناير/ كانون الثاني 2017، سيكون لدى القادة العسكريين مزيد من احتمالات إشراك الطائرات المقاتلة لمساندة الجيش الأفغاني في معاركه.
كما سيكون بإمكان المستشارين العسكريين الأمريكيين أيضًا الاقتراب أكثر من مناطق القتال، والخروج من مقار القيادة العسكرية؛ حيث يقتصر وجودهم حاليًا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر: "هذا يعني استخدام القوة التي لدينا في شكل أفضل (...) بدل أن نكتفي برد الفعل".
وأضاف "هذا الأمر له مغزى، إنه استخدام جيد للقوة القتالية التي لدينا" في أفغانستان.
وقال مسؤول أمريكي في البيت الأبيض -رافضًا ذكر اسمه-: "بإمكان القوات الأمريكية تقديم دعم بشكل فعال للقوات التقليدية الأفغانية".
وأضاف "لكن هذا لا يعني شيكًا على بياض لاستهداف طالبان".
وقال مسؤول في وزارة الدفاع، إن "القوات الأمريكية ستوفر مزيدًا من الدعم للقوات الأفغانية" إلا أنه سرعان ما استدرك "لكن ليس على خط الجبهة".
وفي الوقت الراهن، يسمح فقط للقوات الخاصة الأمريكية بالنزول إلى الأرض لمساعدة نظرائهم الأفغان.
يذكر أن العسكريين الأمريكيين يطالبون منذ أشهر بهذا الدعم؛ حرصًا منهم على عدم رؤية القوات الأفغانية تتكبد خسائر بمواجهة تقدم طالبان.
وفقدت القوات الأفغانية أكثر من خمسة آلاف عنصر عام 2015 خلال مواجهات مع المتمردين ما أرغمها على الانسحاب من مناطق عدة.
كما يطالب الجيش الأمريكي ببقاء القوات التي سيخفض عديدها من 9800 رجل إلى 5500 في يناير/ كانون الثاني المقبل.
ولم يتخذ البيت الأبيض حتى الآن قرارًا بشأن هذه المسألة.
وتقدم القوات الأمريكية المشورة للقوات الأفغانية، لكنها ستقدم من الآن وصاعدًا دعمًا أكبر.
وأضاف المسؤول في وزارة الدفاع، أن "القوات الأمريكية ستقدم مزيدًا من الدعم النشط للجيش الأفغاني بطريقتين حاسمتين: مزيد من الدعم لا سيما جوًا، وثانيًا من خلال تقديم المشورة للقوات التقليدية على الأرض وفي الجو".
وتابع أن أي اقتراح سيأخذ في الاعتبار "بناء قدرات قوات الأمن الأفغانية".
وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا مؤخرًا أنهم يريدون اتخاذ قراراتهم بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي الذي سيعقد قمة يومي 8 و9 يوليو/ تموز في وارسو.
يذكر أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان كان أحد الأهداف الرئيسية للرئيس أوباما، لكنه بدأ يراكم خيبات الأمل.
وحين وصل إلى السلطة، كان عدد القوات الأمريكية في أفغانستان نحو 30 ألف جندي وعزم على إرسال عشرات الآلاف الجنود حتى بلغ عددهم 100 ألف عسكري العام 2011.
والعام الماضي، أعلن أن عدد الجنود في أفغانستان سيكون بحدود ألف عسكري فقط حين يسلم مفاتيح البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني المقبل.
لكنه اضطر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى مراجعة خططه للمرة الأولى، رافعًا العدد إلى 5500 عسكري.
ورغم مليارات الدولارات التي ينفقها الجيش الأمريكي والتقدم الذي يشير إليه العسكريون، لا يزال الجيش الأفغاني يعاني الكثير من نقاط الضعف، وخصوصًا من حيث التنظيم والتنسيق.
ويواجه الجيش الأفغاني نقصًا كبيرًا في الطائرات أو المروحيات لدعم قواته على الأرض، ولا يستطيع الاعتماد حاليًا سوى على بعض الطائرات الهجومية من طراز "اي 29" التي قدمها الأمريكيون ومروحيات خفيفة.
واجتاحت القوات الأمريكية أفغانستان قبل 15 عامًا وأطاحت بنظام طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وقتل أكثر من ألفي جندي أمريكي في البلاد وسقط آلاف الجرحى.