الولايات المتحدة بين الإمبراطورية والجمهورية.. في كتاب جديد

الكتاب يدور حول جمهورية في ثياب إمبراطورية وإمبراطورية تتذكر أنها جمهورية وتؤمن أمريكا بأنه ليس هناك من يداوم على معاداتها أو صداقتها

عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، بالاشتراك مع الدار المصرية اللبنانية، صدرت أخيرًا الطبعة العربية من كتاب "الإمبراطورية والجمهورية في عالم متغير" من تأليف جورج فريدمان، ومن ترجمة أحمد محمود.

يتناول الكتاب العلاقة بين الإمبراطورية والجمهورية وممارسة السلطة في السنوات العشر المقبلة، فالكاتب يدعو جمهور القراء في مقدمة كتابه إلى إمعان النظر في موضوعين رئيسيين: الأول هو مفهوم الإمبراطورية غير المتعمدة، وهو يفسر ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت إمبراطورية ليس لأنها تعمدت ذلك، ولكن لأن التاريخ قد سار على هذا النحو، أما الموضوع الثاني فهو؛ هل يمكن لهذه الجمهورية أن تبقى أم لا، خصوصا أن الولايات المتحدة قد قامت على خلفية (هل نقول أنقاض؟) الإمبريالية البريطانية.

ويتساءل المؤلف، لماذا هناك كثيرون يرغبون في عقد أواصر صداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا هناك الأكثر منهم يناصبونها العداء؟ هل هذا لأن أمريكا تؤثر البعض، أم أنها لا ترغب في التعامل مع البعض دون الجميع.

بحسب مؤلف الكتاب، يكمن بيت القصيد في هذه الازدواجية، في تلك الثنائية الفريدة التي تعيشها الولايات المتحدة في العصر الراهن، جمهورية في ثياب إمبراطورية، وإمبراطورية تتذكر أحيانا أنها جمهورية، تؤمن أمريكا بأنه ليس هناك من يداوم على معاداتها أو صداقته وارتباطه بها.

أيضًا، يستعرض المؤلف تلك البانوراما الممتدة الأطراف من دروس سياسية ومناهج في التعامل الواقعي لدولة هي "إمبراطورية بلا منازع"، تتحكم في توزيع موازين الثقل الدولية في كل أرجاء العالم، تستميل أطرافا بالجزرة وتلوح لأطراف أخري بالعصا الغليظة، ثقيلة الوطأة، وغير قابلة للاحتمال أو المواجهة.. ويتساءل كيف تنجح أمريكا في ذلك.

كما يهتم الكتاب، بشكل أساسي، بقضايا العشر سنوات المقبلة وفرصها وتحدياتها المتأصلة، لا سيما في ظل ما سوف يحدث من تشكل تحالفات مفاجئة، ونشوء التوترات غير المتوقعة، وسوف يرتفع المد الاقتصادي وينحسر. وينهي الكاتب تصديره للكتاب بقوله إن أحداثًا كثيرة سوف تقود إلى صحة الجمهورية أو تدهورها، ولهذا فإن عقدًا مثيرًا للاهتمام بانتظارنا.

مؤلف الكتاب، جورج فريدمان، رئيس مجلس إدارة ستراتفورد الرائدة في مجال الاستخبارات العالمية، وله عدد كبير من المؤلفات. أما مترجم الكتاب، أحمد محمود، فمترجم وصحفي مصري، من أعماله المترجمة، "الناس في صعيد مصر"، "التكالب على نفط أفريقيا" و"الاقتصاد العالمي المعاصر".