"غزة" تحتفل بافتتاح "مدينة الشيخ خليفة".. وفلسطين تشكر الإمارات
المدينة تضم 600 وحدة سكنية تسع 4 آلاف فلسطيني
الفلسطينيون يحتفلون بافتتاح مدينة الشيخ خليفة بن زايد، التي أنشأتها الإمارات في قطاع غزة، وتضم 600 وحدة سكنية تسع 4 آلاف فلسطيني.
احتفل الفلسطينيون، اليوم الأحد، بافتتاح مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإنشاء 4 مدارس للاجئين في قطاع غزة ، وسط إشادات فلسطينية بالدعم المقدم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة للشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده.
وتتكون مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الواقعة غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، من (600) وحدة سكنية، تؤوي أكثر من (4000) فلسطيني، تشردوا جراء تدمير منازلهم في الحروب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وكذلك من الفقراء.
واحتفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بافتتاح المدينة الجديدة، بحضور رسمي كبير، تقدمه ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، محافظ خان يونس الدكتور أحمد الشيبي، ووزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، ممثلاً عن رئيس الحكومة، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي ورؤساء البلديات، ووفد كبير من إدارة "أونروا"، يتقدمه القائمة بأعمال مدير عملياتها في قطاع غزة، ميلندا يان، وأعضاء مكتب الهلال الأحمر الإماراتي في غزة، وعدد من المستفيدين من الشقق السكنية بالمدينة.
عطاء الإمارات
وقال الحساينة في كلمته بالاحتفال:" إن إقامة هذه المدينة التي تحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، إنما تعبر عن عمق العلاقة بين الشعب الفلسطيني وأشقائه في دولة الإمارات الشقيقة".
ونقل الحساينة شكر الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة والشعب الفلسطيني، لرئيس دولة الإمارات العربية ولحكومتها ولشعبها المعطاء في كل ميادين الخير، وأضاف: "هذه المدينة الماثلة أمام ناظرينا اليوم ليست جديدة على دولة الإمارات.. إنها دليل على صوابية النهج الذي تسير عليه منذ عقود في خدمة الإنسانية".
وشكر ممثل الرئيس الفلسطيني، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ممثلةً برئيسه سمو الشيخ حمدان بن زياد آل نهيان، والأمين العام، على جهودهم الحثيثة وسعيهم المتواصل من أجل التخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، إضافة إلى "الأونروا" لمتابعتهم والطواقم الهندسية تنفيذ المشروع على أحدث المخططات والتصميمات.
وتابع أن قطاع غزة يتعرض لحصار ظالم وعدوان غاشم، منذ سنوات طويلة ، لكن إرادة الفلسطينيين تتحدى المعاناة التي يصنعها العدو ليل نهار، مشدداً على أن مثل هذه المشاريع تدعم صمود الفلسطيني على أرضه وتحفزه لمواصلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الهادف لاقتلاعنا من أرضنا وتهويد قدسنا، لكن كل مخططات الاحتلال ستسقط أمام صمود الشعب الفلسطيني".
مشروع جديد بـ38.5 مليون دولار
بدورها، أشارت القائمة بأعمال مدير عمليات "الأونروا"، ميلندا يان، إلى الصعوبات التي واجهات إكمال مشروع الإسكان الإماراتي منذ 8 سنوات، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض والحروب المتتالية على القطاع.
وقالت "يان" في كلمتها: "هناك (600) عائلة من اللاجئين الفلسطينيين تسلمت هذه المنازل، حيث سيستفيد من المشروع (4000) آلاف لاجئ فلسطيني، ويشمل معالم البنية التحتية الحديثة من مياه وكهرباء وطرق ومدارس".
وكشفت مسؤولة "الأونروا"، عن مشاورات تجري حالياً بين المنظمة ودولة الإمارات العربية لإنشاء مشروع سكني جديد للاجئين الفلسطينيين بقيمة 35.8 مليون دولار، وأكدت أهمية الدعم الإماراتي لغزة في الأوقات الصعبة".
وأشارت "يان" إلى معاناة أصحاب 14 ألف منزل فلسطيني تضررت بشكل جسيم في الحرب الإسرائيلية على غزة، صيف 2014، وقالت: "هناك الكثير من الفلسطينيين بدون منازل، في هذا الجو البارد نتذكر هؤلاء الناس، وهناك لا يزال أمامنا الكثير من العمل لنقوم به".
أضافت: "يجب أن نذكر العالم بأن هذا الحصار الظالم المفروض على غزة يجب رفعه بشكل كامل، وأن يكون هناك حرية في السفر والصيد والزراعة وكل تلك القيود يجب رفعها حتى تتحرر غزة من الحاجة الإنسانية أو من الحاجة للمساعدات الإنسانية". محذرة من نتائج كارثية تنتظر غزة عام 2020 "إن لم تتحرر من الحصار".
وأكدت أن المشروع الإماراتي الذي افتتح اليوم يشير بشكل واضح لبرامج التنمية التي وضعتها الأمم المتحدة، وتضمن الازدهار والتقدم والتنمية المستدامة للسكان"، مشيرة إلى تصميم الأمم المتحدة على إنهاء الفقر في غزة ، والعمل على تحقيق طموحات أهلها.
دعم غير محدود
وعبر القيادي الفلسطيني سفيان أبوزايدة، في كلمة ألقاها ممثلا عن الهلال الأحمر الإماراتي، عن تشرفه بهذا التمثيل، مؤكدًا أن دولة الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي يقدمون الدعم للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية بدون شروط مسبقة، وبشكل غير محدود.
وأشار "أبوزايدة، إلى سرعة الاستجابة الإماراتية لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في كل الأوقات، خصوصاً أوقات الحرب والأزمات، حيث استجابت دولة الإمارات برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لقائمة طويلة من الاحتياجات لغزة خلال حرب 2014".
وتابع: "بعد ساعتين على الأكثر كانت الاستجابة الفورية والأسرع في تاريخ المساعدات لقائمة المعدات الطبية والأدوية التي تحتاجها غزة، بل قرروا خلال الأسبوع الأول من الحرب إقامة مستشفى ميداني بتكلفة (12) مليون دولار أمريكي، ووصلت 60 شخصية إماراتية إلى غزة رغم ظروف الحرب القاسية، من بينهم أطباء استشاريون وغيرهم، للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتقديم كل الخدمات الممكنة.
وأكد "أبوزايدة" أن الهلال الأحمر الإماراتي يقدم الدعم للشعب الفلسطيني أينما كان، في غزة والضفة ومخيمات لبنان، بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية، وكل ما يهمهم هو مساعدة الشعب الفلسطيني المكلوم خاصة في قطاع غزة.
وكشف أبو زايدة عن سلسلة مشاريع إماراتية ستنفذ في قطاع غزة عام 2016، بهدف المساهمة في التخفيف من معاناة غزة.
من جهته، وجه المهندس رفيق عابد رئيس برنامج البنية التحتية وتطوير المخيمات في وكالة "الأونروا"، الشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية على دعمها مشروع مدينة خليفة بن زايد آل نهيان الإسكاني.
أضاف: "حرصنا في دائرة البنية التحية وتطوير المخيمات التابعة للأونروا على أن يكون مشروع الإسكان مميزا من حيث التخطيط والتصميم والتنفيذ، كما حرصنا على اختيار أفضل المواصفات، وتم تنفيذ العمل بالدقة المتناهية".
الفرحة تغمر المستفيدين
وأعرب محمود مطر، 42 عاماً، أحد المستفيدين من المشروع، عن امتنانه لدولة الإمارات العربية، وسمو الشيخ خليفة بن زايد وإخوانه وشعب الإمارات الكريم، وقال لـ "بوابة العين الإخبارية": "الكلمات تعجز عن رد هذا الجميل الكبير".
أضاف: "لسنوات وحلمي ببيت صغير يؤويني وأفراد أسرتي الثمانية، إلى أن تحقق بهذا البيت المسقوف بالإسمنت لأغادر بيتي المتهالك إلى الأبد".
وعبر شعبان البوبلي عن فرحته وهو يشير إلى بيته القريب من موقع الاحتفال، وقال لـ
"العين": "الحمد لله الذي جمعني وأسرتي تحت سقف واحد يحمينا من مطر الشتاء وبرده ومن حر الصيف، وسأبقى مدينا بهذا الفضل لأهله مدى الحياة، مهما قدمنا من رسائل شكر وامتنان تكون قاصرة وقليلة أمام هذا المشروع العظيم".