2025 عام المفاجآت الكونية.. ما الذي تغير في فهمنا للفضاء؟
في صمت الفضاء السحيق، حيث لا يُرى سوى صدى الضوء القادم من بلايين السنين، واصل الكون في عام 2025 كشف بعضٍ من أسراره الدفينة.
لم تكن الاكتشافات مجرد صور أكثر وضوحا أو أرقام أدق، بل تحولات عميقة في فهمنا لبنية الكون وسلوكه وتاريخه المبكر.
وشهد العام اقتراب الإنسان خطوة إضافية من فجر الزمن، حين بدأت المجرات الأولى في التكون، ومن أعماق الظلام حيث تتجول ثقوب سوداء خارجة عن المألوف، وهكذا بدا 2025 عاما لا يضيف معرفة جديدة فحسب، بل يعيد تعريف علاقتنا بالسماء التي طالما ظنناها بعيدة.
أولا: "الثقب الأسود الهارب" يذهل العلماء
اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أول ثقب أسود هارب من مجرته الأصلية، يتحرك بسرعة هائلة نحو الفضاء بين المجرات تبلغ نحو 2.2 مليون ميل في الساعة. هذا الثقب الأسود الهائل يشكل ذيلا من الغاز يمتد لمسافة تصل إلى نحو 200,000 سنة ضوئية، ويثير تكوين النجوم خلفه، ما يفتح آفاقا جديدة لفهم كيفية تشكل النجوم في مناطق غير تقليدية من الكون.

ثانيا: المذنب البيني" أي/أطلس 3" يعطي نظرة جديدة حول أمواج الشمس
رصد علماء الفلك المذنب العابر بين النجوم " أي/أطلس 3 " مشعا بإشعاع الأشعة السينية لمسافة تبلغ نحو 250,000 ميل من نواته، مما يوضح تفاعله مع الرياح الشمسية وكيف تتأثر المواد الغريبة القادمة من خارج المجموعة الشمسية بالعوامل القوية للشمس، وهذه المشاهدات تقدم للمرة الأولى رؤى غير مسبوقة حول بنية المذنبات البينية ومكوناتها الكيميائية.

ثالثا: حدثان تصادميان نادران في نظام "فوملهاوت" النجمي
في نظام نجم" فوملهاوت" القريب نسبيا من الأرض، وقع ما وصفه العلماء بـ "حدثين تصادميين غير مسبوقين" بين أجسام كبيرة بمقاس مئات الكيلومترات، ما ولد سحبا من الغبار يمكن رؤيتها عبر التلسكوبات، ويمنح علماء الفلك فهما جديدا حول عمليات تشكل الكواكب وتطورها في الأنظمة الشمسية الأخرى.

رابعا: الرصد المبكر لأولى انفجارات المستعرات الأعظمية
تمكن العلماء من رصد انفجار أشعة غاما بعيد (GRB 250314A) في كوكبة العذراء، وهو مرتبط بإنفجار مستعر أعظم يعود إلى نحو 730 مليون سنة بعد الانفجار العظيم. هذا النوع من الأحداث يساعد في فهم ولادة وموت النجوم الضخمة في المراحل المبكرة من عمر الكون.

خامسا: اكتشاف مجرة شبيهة بمجرة درب التبانة في الكون المبكر
كشف تلسكوب جيمس ويب عن مجرة حلزونية عملاقة تُدعى " آلاكناندا " تبعد نحو 12 مليار سنة ضوئية، أي أنها تشكلت في وقت مبكر جدا من عمر الكون،بعد نحو 1.5 مليار سنة من الانفجار العظيم. وجود هذه المجرة الحلزونية بهذا العمر المبكر يعد مفاجأة لأن مثل هذه البنى الكبيرة لم تكن متوقعة في الفلك الكوني المبكر.

سادسا: اكتشاف أكبر بنية في الكون
اكتشف العلماء بنية كونية هائلة تُدعى" كيبو سوبركلاستر" ، وهي هيكل عملاق من عناقيد المجرات يمتد نحو 1.3 مليار سنة ضوئية ويعتبر الأكبر المعروف في الكون حتى الآن، ما يوسع فهمنا لتوزع المادة على نطاقات هائلة جدًا في الكون.

سابعا: اكتشاف مكان "المادة العادية المفقودة"
لأول مرة، توصل باحثون إلى خريطة واضحة تقربنا من فهم أين تختبئ المادة العادية المفقودة في الكون (المادة التي يمكن رؤيتها وتشكل النجوم والكواكب والإنسان)، وذلك باستخدام انفجارات الراديو السريعة والأشعة السينية. وقد وجدت الدراسات أن نحو 76% منها داخل المجرات، و15% كهالات غازية حولها، بينما الباقي منتشر في الفضاء بين المجرات.

ثامنا: بداية عصر جديد للرصد الكوني الشامل
في عام 2025 بدأ مرصد فيرا روبين عمليات الرصد الأولى، ملتقطا آلاف الأجرام مثل الكويكبات والمجرات البعيدة، وهو جزء من مسح فلكي طويل الأمد سيستمر عقدا من الزمن لرسم خريطة شاملة للسماء ومراقبة التغيرات في الكون.

وهذه الاكتشافات الثمانية الأبرز في 2025، لا تكتفي بتوسيع معرفتنا، بل تعيد تشكيل الأسئلة الجوهرية حول تطور الكون وبنيته وديناميكياته، وتضع الأساس لمرحلة جديدة من الاكتشافات في السنوات القادمة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز