إنفوجراف.. رحلة الليرة التركية من "6 أصفار" إلى الانقلاب على أردوغان
مع تتابع الأخبار الواردة من تركيا عن محاولة الانقلاب ضد أردوغان، الليرة التركية تهبط 5% مقابل الدولار الأمريكي
مع تتابع الأخبار الواردة من تركيا مساء أمس الجمعة، عن انقلاب محتمل يقوده الجيش التركي ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، هبطت الليرة التركية 5% مقابل الدولار الأمريكي، حيث يساوي الدولار 3.0173 ليرة تركية.
والليرة هي العملة المعروفة لتركيا والمتعامل بها منذ عام 1927، حيث طبعت بالحروف العثمانية، وكانت أول ورقة فئة 5 ليرات، ثم تغيرت إلى الحروف اللاتينية عام 1937 بنفس فئة العملة.
ومن أشهر الشخصيات التي ظهرت على العملة التركية، مصطفى كمال أتاتورك على العملات من فئة 5 و 10 و 50 و100 ليرة، وكذلك عصمت أينونو والذي طبعت في عهده عملات من فئة 100 إلى 500 ألف ليرة عام 1939.
مع التطور الاقتصادي في العصر الحديث بدأت تركيا في طباعة عملة المليون ليرة عام 1995 والتي قضت بدورها على قيمة الألف ليرة، حيث كانت المليون ليرة تجابه 1 دولار ارتفاعا أو انخفاضا في السوق العالمية.
ومع بداية الألفية الجديدة تطورت العملة التركية لتصل فئاتها إلى أرقام مليونية من الليرات وتطرح فئة 5 ملايين و10 ملايين و20 مليون ليرة، تزامنا مع بداية نهضة اقتصادية واسعة حتمت على الحكومة التركية التخلص من الأصفار الستة على يمين العملة.
وصدر قانون تنظيم العملة للجمهورية التركية يوم 28 يناير 2004، جرى بعدها حذف 6 أصفار من العملة بتاريخ 1 يناير/كانون الثاني سنة 2005، واكتسب تسمية الليرة التركية الجديدة وكانت من فئات 5 و10 و20 و50 و100 ليرة. وبعد حذف 6 أصفار من العملة اكتسبت الليرة استقرارها ولا تزال العملة مستمرة في استقرارها منذ ذلك الوقت.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هو الذي تولى سحب كل العملات القديمة واستبدلت مكانها العملات الجديدة، لتصبح مليون ليرة قديمة تساوي ليرة جديدة.
وقالت وكالة "ترك برس" إن التضخم الذي كانت تعانيه تركيا منذ 30 عاما يفرض طبع أعداد أكبر وأكبر من العملة النقدية من الملايين والمليارات وحتى الكاتريليونات كل عامين منذ عام 1981، فقد كانت العملة الورقية ذات قيمة 20.000.000 والتي تستعمل في تركيا فقط أكبر عملة ورقية في العالم. وكان عدد الأصفار الكبير يخلق مشاكل في التعاملات، كما يخلق صعوبة في قراءة أرقام عدادات سيارات الأجرة ولائحة الأسعار في محطة البنزين.
وتأثرت الليرة التركية على مدار حكم أردوغان بالتأثرات السياسية الحادثة في البلاد لكنها كانت تميل إلى الثبات دائما بفضل قوة الاقتصاد التركي حديثا.
في مارس/ آذار 2015، هبطت الليرة إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار حيث خسرت الليرة التركية 11.4% من قيمتها فيما عرف حينها بـ"خطر الدولرة" وهو ما دفع البنك المركزي التركي لإبقاء معدلات الفائدة دون تغيير.
وحتى إجراء الإنتخابات الرئاسية التركية خسرت العملة التركية أكثر من 20% من قيمتها مقابل العملتين الأوروبية والأمريكية في اقتصاد يشهد تباطؤا في النمو وارتفاعا كبيرا في نسبة التضخم وعجزا عاما كبيرا.
وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وصلت الليرة إلى أعلى مستوياتها حيث سجلت الليرة التركية ارتفاعا كبيرا مقابل الدولار واليورو، إثر فوز حزب الرئيس الإسلامي رجب طيب أردوغان في الانتخابات التشريعية التي جرت حينها، حيث ارتفع سعر الليرة التركية 4% وبلغ 2.78 ليرة للدولار و3.07 لليورو.
ومع تصاعد الأحداث في تركيا وفرض حظر التجول منذ أمس الجمعة وحتى اليوم السبت، لا تزال العملة التركية رهينة الخزائن وسط مؤشرات عن توقف أسواق التداول مع توقعات بانخفاضها لنسب أكبر خلال الأيام القادمة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز