رضيع مصري يمثل أمام المحكمة بـ"الببرونة" بتهمتي سرقة ومقاومة سلطات
محكمة جنح المعادي بالقاهرة برأت الأحد 17 يوليو رضيعا مصريا يبلغ من العمر عامين من تهمتي السرقة ومقاومة السلطات
"لماذا حضرتم ومعكم هذا الطفل؟، أخرجوه على الفور من قاعة المحكمة".. هكذا قال رئيس محكمة جنح المعادي بالقاهرة، معاتبًا الأب الذي حضر إلى المحكمة ومعه طفله الذي يضع "الببرونة" في فمه ويبكي لرغبته في النوم، قبل أن تصيبه الدهشة من أن الطفل الذي طالب بإخراجه من القاعة هو المتهم الذي ينظر قضيته.
وتعود القضية التي نشرت تفاصيلها صحيفة "الشروق" المصرية في عددها الصادر اليوم الاثنين، إلى أواخر العام الماضي عندما كان الطفل زياد حسن قناوي (عامان)، برفقة والده في مطار القاهرة للسفر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، وفوجئ الوالد بسلطات المطار تمنع ابنه الرضيع من السفر بسبب قضايا مرفوعة عليه حكم فيها بحبسه.
لم تنجح محاولات الأب في إقناع سلطات المطار أن طفله الرضيع من المستحيل أن يكون متهمًا في قضايا، فقرر العودة وتوجه للنيابة، ليجد محضرًا محررًا ضد نجله في 19 سبتمبر عام 2015، واتهم فيه بسرقة مواد من المحاجر، ومقاومة السلطات، والهروب أثناء ضبطه، وتم إحالة القضية لمحاكمة عاجلة، انتهت بالحكم بالحبس 3 أشهر مع الشغل والنفاذ.
ووفقا للإجراءات القانونية المتبعة، لجأ الأب إلى معارضة هذا الحكم، وتحددت جلسة 17 يوليو 2016، لنظر القضية، التي تحمل رقم 18814 لسنة 2015 جنح المعادي، وفي أثناء نظر القضية أصيب رئيس المحكمة المستشار محمد حافظ بدهشة شديدة، عندما دخل عليه الأب ومعه ابنه المتهم وفي فمه (ببرونة) وهو يبكي لرغبته في النوم، فقرر القاضي على الفور صرف الطفل.
ويقول محمود الشناوي، المحامي عن الطفل، إن المحكمة لفتت نظر النيابة إلى أنها لم تطلب التحريات الصحيحة حول سن وصفة المتهم الحقيقية، وبرأته من التهمتين.
ويضيف أن هذه القضية تحتاج إلى ثورة تشريعية في القانون، لا سيما في الإجراءات المتبعة لتحرير المحاضر، التي هي الخطوة الأولى لتحريك أي قضية.
واتهم المحامي الضابط محرر المحضر بـ«التعنت ضد والد الطفل الذي يعمل في مجال المقاولات".