مكتبة الإسكندرية توثق تاريخ الحركات الوطنية المصرية

مكتبة الإسكندرية تبدأ مشروعا ضخما لتوثيق تاريخ حركة اليسار المصري في إطار توثيق تاريخ الحركة الوطنية المصرية بتياراتها كافة

في إطار جهود ومشروعات مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على تاريخ مصر الحديث والمعاصر، بدأت المكتبة مشروعا ضخما لتوثيق تاريخ حركة اليسار المصري في إطار توثيق تاريخ الحركة الوطنية المصرية بتياراتها كافة، إيمانًا منها بأهمية التوثيق في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وذلك عن طريق بيت العلوم والثقافة والفنون "بيت السناري الأثري" بالسيدة زينب، التابع للمكتبة.

يذكر أن وثائق حركة اليسار المصري لم يتم جمعها بعد وحفظها كاملة في الأرشيف الرسمي للدولة، والمتاح في هذا الأرشيف عبارة عن بعض المضبوطات من النشرات والمنشورات وتقارير البوليس السري والقلم السياسي في عهد الملكية، وكذا مضابط المحاكمات لرموز واعضاء التنظيمات اليسارية في مصر.

ويرى الباحثون والأكاديميون أن الاعتماد على تلك المصادر فقط في معرفة تاريخ تيار مهم من تيارات الحركة الوطنية المصرية التي بزغت مع مطالع القرن العشرين يؤدي للوقوع في خطورة أحادية المصدر، وبالتالي خروج الباحث بفكرة غير مكتملة ولا واضحة المعالم عن الحركة الوطنية ككل ومن ضمنها حركة اليسار المصري في القرن العشرين.

يأتي مشروع مكتبة الإسكندرية ليسهم في تنوع مصادر الباحث والمتخصص في تاريخ الحركة الوطنية المصرية، وتجميع الوثائق عن طريق الاتصالات الشخصية وتشجيع كل من يحتفظ بأي وثيقة تخدم هذا المشروع لتقديم نسخة رقمية منها للمكتبة. وفي هذا الإطار تم توثيق الأوراق الشخصية الخاصة بـ "يوسف درويش" (أكتوبر 1910 - يونيو 2006) أحد أهم رموز الحركة اليسارية والعمالية في الأربعينيات من القرن الماضي، ويتم حاليا استكمالها.

أيضًا يتضمن المشروع توثيق المسيرة الوطنية والأكاديمية الخاصة بالدكتور أحمد عبد الله رزة أحد أهم رموز الحركة الطلابية المصرية في السبعينيات، وكان من أبرز قيادات ما عُرف باسم "انتفاضة الطلاب" في يناير 1972 ثم اتجاهه للعمل بالحركة الحقوقية، وتأسيسه "مركز الجيل للدراسات الشبابية والاجتماعية"، وغيرها من الوثائق والملفات الأخرى التي توثق لتاريخ الحركة اليسارية في مصر، وأبرز شخصياتها.

كذلك، فإن من أهم المجموعات الوثائقية التي يعمل عليها الفريق البحثي بالمكتبة، مجموعة وثائق معهد التاريخ الاجتماعي بأمستردام، والمعروفة بمجموعة المعهد الهولندي والتي حصلت عليها المكتبة ضمن مشروع تعاون مشترك مع مركز البحوث العربية والإفريقية.