العصا والجزرة.. خطة ليبرمان لخلق قيادة فلسطينية بديلة
خطة "العصا والجزرة" التي أعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي تثير مخاوف الفلسطينيين باعتبارها تكريسا جديدا لسياسة العقاب الجماعي.
يبدي الفلسطينيون مخاوف متزايدة إزاء خطة "العصا والجزرة" التي أعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، وتتضمن تفرض عقوبات مشددة على المناطق الفلسطينية التي تنطلق منها أعمال فدائية مقابل ظروف معيشية أفضل في مناطق أخرى، باعتبارها تكريسا جديدا لسياسة العقاب الجماعي.
ويؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم، أن سياسة العصا والجزرة منهجية تتبعها جميع حكومات الاحتلال المتعاقبة وفق استراتيجية أمنية وسياسية تستند للتوجهات الأيديولوجية لكل حكومة.
وقال إبراهيم لـ"بوابة العين": "لا فرق كبير بينهم (قادة الاحتلال)، فهم متساوون في ممارسة العنصرية والفاشية وارتكاب الجرائم وسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة "القدس والضفة وغزة وفلسطيني الداخل".
وأعلن ليبرمان في مؤتمر صحفيّ، في مقر قيادة الجيش في تل أبيب، أنّ خطّته التي أعدت وستنفذ بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تقوم على ثلاثة مبادئ أساسيّة، وهي: تقديم الجزر وإشهار العصا، والحوار المباشر مع الجمهور الفلسطيني، وإعداد قوائم تشمل المقربين من حماس والسلطة الفلسطينية.
خطة مصيرها الفشل
حركة "فتح" أعلنت رفضها لخطة ليبرمان وسعيها لإفشالها، وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي: "مشروع روابط القرى الذي يخطط له ليبرمان لن يمر ومصيره الفشل".
وتنص خطة ليبرمان على "التواصل مباشرة مع شخصيات فلسطينية" من خلال منسّق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار القواسمي في حديثه لـ"بوابة العين" إلى أن إسرائيل تسعى لإيجاد قيادة بديلة للسلطة الفلسطينية، بعد رفضها التنازل عن الحقوق الفلسطينية، لافتا إلى أن هذه القيادة مماثلة لمشروع "روابط القرى" الذي هدف الى إيجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
التواصل المباشر
ووفق ليبرمان فإن وزارته وضعت قوائم بأسماء رجال أعمال، وباحثين وأكاديميين وأدباء وكتّاب فلسطينيين للتواصل معهم. وقال ليبرمان إنّ السلطة الفلسطينية تتواصل مع من تشاء في إسرائيل، ونحن نريد أن نتحدّث مع من يريد الحديث معنا، لكنّه استدرك بالقول "لا ننوي تتويج الملوك وتعيين السلاطين في السلطة".
إعادة التفكير
وظهرت ما يعرف بـ"روابط قرى" عام 1982 من مجالس شكلها مخاتير وشخصيات مرتبطة بالاحتلال في الضفة الغربية، بهدف خلق قيادة فلسطينية بديلة لمنظمة التحرير في حينه، لكنها لقيت مقاطعة شعبية.
الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان كتب في يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الجمعة، أن "الجزرة" التي يقدمها ليبرمان لن تغير وجه الاقتصاد في الضفة ولن تُحدث تحولا في العلاقات مع السلطة الفلسطينية، فيما رأى أن قائمة العصي أطول وتحتل قسما كبيرا من الخطة.
وقال: "في كل الأحوال، فإن خطة العصي والجزر من شأنها أن تنهار في ضوء الانتخابات البلدية التي ستُجرى في السلطة في 8 أكتوبر المقبل، وفيها قد تنتصر حماس، مما سيجبر إسرائيل على اعادة التفكير".
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA= جزيرة ام اند امز