شيخ الأزهر: الإسلام يبرأ من نشر عقيدته بقوة السلاح أو الإكراه
شيخ الأزهر يؤكد للشباب خلال الملتقى الدولي الأول للشباب المسيحي والمسلم للتأكيد على دور الشباب في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب
دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، شباب المسيحيين والمسلمين من الغرب والشرق، إلى محاربة الأفكار الداعية للصراع والعنف والكراهية.
جاء ذلك في ختام فعاليات الملتقى الدولي الأول للشباب المسيحي والمسلم، الذي تستضيفه مشيخة الأزهر منذ يومين، ويشارك فيه 40 شابا يمثلون 15 جنسية مختلفة من أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط.
وفي كلمة له اليوم، وجّه شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب خطابه للشباب: عليكم أنْ تحاربوا الأفكار الهدَّامَةَ الداعيةَ للصِّراع والعنف والكراهية، وثقتي غيرُ محدودة في شبابِكم وحماسِكم الوثَّابِ ووعيِكم المتألِّق، أنْ تكونوا سفراءَ سلامٍ ورحمةٍ وتعاونٍ بين الشعوب.
وطالبهم شيخ الأزهر بأن تكونَ قضيَّتُكم الأُولى كيفَ يصنعونَ عالمًا جديدًا خاليًا من الدماء والفقر والمرض والجهل.
وأضاف الإمام الأكبر أن الأزهر على استعدادٍ تامٍّ لأنْ يدعمَكم بكلِّ ما يملكُ من جهدٍ وطاقةٍ، فهذه هي رسالتُه وأنتم جميعًا أبناؤُه وسفراؤه في حمل هذه الرسالةِ وتبليغها.
وحمل حديث شيخ الأزهر عددا من الرسائل منها أن الأديانَ السماويَّةَ وآخرُها الإسلامُ تؤكِّدُ تكريمَ الإنسان واحترامَه، وتحرِّمُ سفكَ دماءِ الأبرياءِ أو العُدوانَ عليهم أو ترويعَهم، وأنَّ انحرافًا عن ذلك هو في ميزان الإسلام جريمةٌ كبرى، وإفسادٌ في الأرض تأمرُ شريعة الإسلام بالتَّصدي له، وحفظِ المجتمع من آثاره المدمَّرة.
وشدد الإمام أنه "من المستحيل أن يُحشَدَ الناسُ في عقيدةٍ واحدةٍ أو دينٍ واحدٍ أو ثقافةٍ واحدةٍ، وأنَّ أيَّةَ محاولةٍ من هذا القبيلِ محكومٌ عليها بالفشل الذَّريع؛ لأنها تسبحُ ضدَّ إرادة الله تعالى ومشيئته في خَلقِه".
ولفت الإمام الأكبر إلى أن الإسلام "يَبرأُ في نشر عقيدته بقوَّة السلاح أو الإكراه أو الضغوطِ أيًّا كان نوعُها حتى لو كانت ضغوطًا في شكل إغراءٍ بالمال أو الجاه أو شراء القلوب والعقول".
وختم شيخ الأزهر حديثه بقوله: أيها الشبابُ المسلمُ، أيُّها الشَّبابُ المسيحيُّ: ثقتي فيكم بعد الله – قويةٌ، وأملي كبيرٌ في براءةِ فطرتِكم، وصفاءِ نفوسِكم ونقاءِ عقولكم، وتحرُّرِكم من مواريثَ قديمةٍ، كبَّلَتْ كثيرًا مِن جيلنا أنْ يؤدِّيَ واجبَه في نشر ثقافة السَّلام في العالم.، ممَّا يُعيدُ الأملَ في قدرتِكم على ترسيخِ مبادئ الأُخوَّةِ الإنسانيَّة، وإطفاءِ نيران الحروب التي يروحُ ضحيتَها كلَّ يومٍ آلافُ الآلاف من البشر دون ذنبٍ أو جريمةٍ، ويدفع الفقراءُ والبؤساء والمرضى والأطفال والنساءُ ثمنًا باهظًا من أرواحهم ودمائهم.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز