مصر والسعودية تتعانقان ثقافيا في مهرجان "الجنادرية" 2017
قرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استضافة مصر كضيف شرف مهرجان "الجنادرية" العام المقبل 2017.
كونه فاعلية تهدف إلى إبراز أفضل أوجه التراث الشعبي المختلفة؛ قرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، استضافة مصر، كضيف شرف مهرجان "الجنادرية" العام المقبل 2017.
وتحل مصر، بتراثها الشعبي الضارب في أعماق التاريخ، ضيفًا على دورة المهرجان الـ31، بعد أن سبقتها ألمانيا كضيف شرف في الدورة الـ30 مطلع العام الجاري، حيث يستقطب المهرجان سنويًّا العديد من الزائرين من داخل وخارج المملكة لمتابعة الفعاليات التي تعكس حضارة وتراث المملكة العربية السعودية، ولتقوية التفاهم بين ثقافة المملكة والثقافات المختلفة.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد بن عبدالعزيز قطان، إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" من أهم المهرجانات الثقافية والتراثية العالمية التي يترقبها المهتمون والمختصون، مبينًا أن القرار الملكي يؤكد على مكانة مصر وقيادتها وشعبها لدى القيادة السعودية والشعب السعودي، وعلى قوة ومتانة العلاقات الوطيدة والتعاون المستمر والبنّاء في المجالات كافة بين البلدين الشقيقين.
ويعد الجنادرية مهرجانًا ثقافيًّا وتراثيًّا يقام سنويًّا، حيث كانت أول دورة للمهرجان في 24 مارس/آذار 1885، وتنظمه وزارة الحرس الوطني السعودية، ويكون في الفترة من شهر فبراير/شباط إلى شهر مارس/آذار من كل سنة.
ويهدف المهرجان إلى إبراز الجانب التراثي الشعبي للملكة الذي يتمثل في الحرف التقليدية والصناعات اليدوية والإبداعات الوطنية في هذا المجال بالإضافة إلى نشر الثقافة الوطنية وعرض للمهن القديمة التي كان يمتهنها مواطني المملكة، وغرز الموروث الشعبي في نفوس الأجيال الجديدة، بالإضافة إلى تشجيعهم على معرفة ثقافتهم وتراثهم القديم الذي هو أساس لحضارتهم.
كما يهدف إلى التأكيد على الهوية العربية الإسلامية، عبر إبراز القيم الدينية والثقافية والاجتماعية الراسخة، وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه، والإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة، كما يهتم بتشجيع الدراسات المتعلقة بالتراث.
ويكتسب المهرجان عامًا بعد عام أهمية كبرى باعتباره أهم المناسبات الوطنية التي يمتزج فيها الحاضر بالماضي، حيث تلتقي الموروثات والحداثة، بما يجعل المهرجان رمزًا لتواصل الأجيال والثقافات، ومنبرًا للتعريف بتاريخ وتراث المملكة ورجالها في الماضي والحاضر.
وتترجم هذه الأهداف في فعاليات وأحداث عدة، أبرزها محاضرات وندوات تتناول مختلف الموضوعات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، وعروض السوق الشعبي والرقصات الفلكلورية المفتوحة والألعاب الشعبية المشهورة في المملكة، إضافة إلى أنشطة مسرحية ومعرض للكتاب والفنون التشكيلية والقرية التراثية.
ولا تقتصر فعاليات المهرجان على منطقة واحدة، حيث يتم إقامة ندوات ومحاضرات فكرية وثقافية في العاصمة الرياض وفي عدد من الجامعات والمؤسسات الأدبية في مختلف مدن المملكة.
وتبدأ عروض الجنادرية برعاية ملكية، لتدل هذه الرعاية لمدى الاهتمام الذي تحظى به هذه الفعالية الثقافية، ويحسب للحكومات المتعاقبة بالمملكة أنها دعمت المهرجان وقدمت الدعم الكافي له، حيث تتسابق القطاعات المختلفة للمساعدة في تنظيم المهرجان والمشاركة في مختلف النشاطات المقررة كل عام.
ويمثل "سباق الهجن" السنوي الكبير الذي يشارك فيه ملاك الإبل من جميع دول مجلس التعاون الخليجي أحد أبرز معالم الجذب للمهرجان.
كما تعد "العرضة" السعودية أشهر مظاهر المهرجان، وهي أشبه بالرقصة الرسمية للبلاد، ويتمايل المشاركون فيها على وقع الطبول شاهرين السيوف تعبيرًا عن القوة والفخر.
وينتظر أن تكون المشاركة المصرية بالمهرجان قوية ومميزة، بما تملكه من تراث شعبي متعدد الأوجه، والذي يرتبط بالأعياد التقليدية والاحتفالات والحكايات والأمثلة الشعبية ودورات الحياة والتقاليد المحلية والأساطير والعادات والأنشطة اليومية والتقاليد المعمارية والزراعية والموسيقى الشائعة والفنون والحرف التقليدية والموسيقى الشعبية والرقص الشعبي فضلاً عن الأزياء الوطنية والحلي.
ولا تغيب المشاركة الإماراتية عن مهرجان الجنادرية، فجناح الأمارات الذي تشرف عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة يحظى باهتمام كبير من ضيوف المهرجان سنويًّا، حيث يعرض فيه تراث الدولة ومكوناتها الثقافية وفنونها الشعبية التي تثبت أن تاريخ الإمارات زاخر، وذلك من خلال الفعاليات التي يستقطبها الجناح بالإضافة إلى التعريف بالتراث الجغرافي.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA=
جزيرة ام اند امز