خبراء لـ"العين": تركيا تستعد لإقامة منطقة للنازحين شمال سوريا
خبراء يرون أن التدخل التركي في سوريا يمهد لإقامة "منطقة آمنة" للنازحين لتخفيف الضغط على تركيا.
عبرت دبابات تركية الحدود من إقليم كلس إلى شمالي سوريا، فيما قصفت مدافع الهاون مواقع لتنظيم "داعش" الموجود في المنطقة، ويأتي ذلك عقب سيطرة قوات الجيش الحر على بلدة "جرابلس"، بدعم تركي، الأسبوع الماضي.
ويرى خبراء أن تلك التطورات من شأنها التعجيل بالهدف التركي بإقامة "منطقة آمنة" للنازحين لتخفيف الضغط عليها من عبء اللاجئين الذين اتجهوا إلى أراضيها.
من جانبه، قال كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، إن الدخول البري التركي في سوريا تم بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي الذي طالب مؤخرًا بتوطيد علاقة الدول الأعضاء بتركيا، في سياق التغيرات الكبيرة في علاقات أنقرة مع موسكو ودمشق.
وأضاف "سعيد"، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن النظام السوري لم يدن بشكل مباشر التدخل البري بقدر ما دعا للتنسيق مع تركيا في عملية "درع الفرات"، في ظل وجود حديث عن تبادل الزيارات بين دمشق وأنقرة وتسهيل وصول قوافل الإغاثة التركية لمناطق حلب عبر الممرات التي يسيطر عليها الجيش النظامي السوري.
وأشار إلى أن تركيا تهدف، عقب دخول دفعة ثانية من الدبابات إلى شمال سوريا، لإقامة منطقة آمنة خالية من تنظيم داعش والأكراد على الحدود وتوطين اللاجئين السوريين بها؛ حيث أصبحوا عبئًا عليها عقب إنفاق ما يقرب من 6 مليارات دولار عليهم وعدم إيفاء الاتحاد الأوروبي بالاتفاق المبرم مع أنقرة بالتكفل بإيواء اللاجئين داخل الأراضي التركية، موضحًا أن تركيا تعمل على قدم وساق لمنع قيام كيان كردي في الشمال السوري، لا سيما عقب سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مناطق إستراتيجية كان يسيطر عليها داعش.
وأوضح أن الأكراد في جنوب تركيا يشكلون ضغطًا على رجب طيب أردوغان؛ بسبب التعاون مع أكراد سوريا، وعلى الرغم من دخول تركيا في مواجهات مباشرة معهم في سوريا، إلا أنهم لم يستطيعوا حسم الأمر عسكريًّا، ولن يتم حل هذه الأزمة سوى سياسيًّا؛ حيث سيطرت القوات التركية بمساعدة فصائل من الجيش الحر على ما يقرب 40 قرية حدودية شمال سوريا، ما يعني التأكيد على إقامة المنطقة الآمنة على الرغم من عدم الإعلان عنها بعد سواءً من قبل موسكو أو واشنطن، وهي عبارة عن مساحة بعرض 100 كيلو متر وعمق 45 كيلو مترًا داخل الأراضي السورية لإيواء اللاجئين ويٌفرض عليها الحظر الجوي ومن الممكن إقامتها حاليًا بعمق 20 كيلو مترًا في الوقت الحالي.
وأكد أن تركيا تريد التوسع في الأراضي السورية لترسيخ مبدأ وجود أنقرة كلاعب رئيسي لحل الأزمة السورية، وإلغاء دور الأكراد نهائيًّا.
فيما قال الإعلامي السوري محمد الحمصي، في اتصال هاتفي لـ"العين"، إن تركيا جادة في إقامة منطقة منزوعة للسلاح على حدودها الجنوبية وهذا ما تسعى إليه بقوة منذ التدخل الأول في جرابلس.
وأضاف "الحمصي" أن التمدد التركي لن يكون في جميع الأراضي السورية، وإنما سيقتصر فقط على الحدود لمنع إقامة كيان كردي، موضحًا أن أنقرة تربط بين توسع الأكراد في شمال سوريا وجنوب تركيا وتعتبر هذا زعزعة لأمنها.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز