يوم دامٍ في بوركينا فاسو.. مقتل 23 بالعاصمة وخطف نمساويين شمالا
القتلى من 18 جنسية في هجمات تبنّاها تنظيم القاعدة
تنظيم القاعدة عاد إلى الواجهة مجددا بضرب عاصمة بوركينا فاسو الدولة الإفريقية الفقيرة، واستهدف فندقين ومطعما يرتادهم أجانب
شنّت مجموعة من الإرهابيين هجومًا اليوم السبت على مطعم وفندقين في مدينة واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو يرتادهم أجانب، أوقع 23 قتيلًا على الأقل، كما احتجزوا رهائن في اعتداء تبنّاه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد أقل من شهرين على اعتداء مماثل في مالي.
وبعد ساعات من المواجهة، أنهت قوات الأمن البوركينابية عملياتها ضد منفذي الاعتداءات، فيما تواصل تمشيط المنطقة المحيطة بفندق "سبلنديد" ومقهى "كابوتشينو" وفندق "ايبي" والمباني المجاورة، حيث استمرت المواجهات مع الإرهابيين طوال الليل وحتى صباح يوم السبت، وأوقعت 23 قتيلا على الأقل من 18 جنسية.
وقال رئيس بوركينا فاسو روتش مارك كريستيان كابوري اليوم السبت إنه وفقا "لمحصلة أوليّة للقتلى" لقي 23 شخصا على الأقل حتفهم في هجوم نفذه مقاتلو تنظيم القاعدة على فندق في عاصمة بوركينا فاسو، واصفا الهجوم بأنه "جبان وخسيس".
من جانبه، قال وزير الأمن سيمون كومباوري للراديو إن القتلى بينهم ضحايا من 18 جنسية مختلفة، غير أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وأضاف أن أربعة إرهابيين من بينهم امرأتان قُتلوا في الاعتداء.
وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الاتصالات البوركيني ريمي دانجينو، إنه تم إجلاء 63 شخصًا بينهم 33 جريحًا من فندق "سبلانديد" في وسط واجادوجو، حيث تنفذ قوات أمنية عملية ضد مسلحين متطرفين متحصنين في الفندق.
وأكد الوزير أنه أمكن إجلاء 30 شخصًا "سالمين"، بينهم وزير العمل كليمون ساوادوجو الذي كان في الفندق عند وقوع الهجوم.
وأضاف الوزير أن "هناك قتلى لكن ليس لدينا أرقامًا، العملية متواصلة وتنفذها القوات البوركينية مدعومة بالقوات الخاصة الفرنسية".
واستهدف المهاجمون مطعم "كابوتشينو" المجاور للفندق الذي يرتاده أيضًا أجانب، وقال موظف في المطعم، إن الهجوم أوقع "العديد من القتلى".
وأعلن وزير الداخلية البوركينابي سيمون كومباوري تحرير 126 شخصًا من بينهم 33 جريحًا بينما قتل ثلاثة إرهابيين في تدخل لقوات الأمن ضد منفذي اعتداءات في وسط واجادوجو، وتأتي تلك التصريحات قبل تصريحات المصدر الأمني.
وصرح كومباوري "تم تحرير 126 شخصًا من بينهم 33 جريحًا على الأقل، وقتل ثلاثة إرهابيين هم عربي وإفريقيين"، موضحًا أن "الهجوم على فندق سبلنديد ومقهى كابوتشينو المقابل له انتهيا لكنّ هناك هجومًا لا يزال جاريًا في فندق ييبي" بالقرب من المقهى.
وكتب السفير الفرنسي جيل تيبو في تغريدة، إنه قبيل الساعة 02,00 (بالتوقيتين المحلي وجرينتش) "بدأ هجوم" قوات الأمن على المسلحين المختبئين في فندق "سبلنديد" الفاخر في وسط عاصمة بوركينا فاسو .
وأوضح السفير "تقاسمت مختلف فئات الأمن والجيش المهام بينها" في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان.
وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واجادوجو في إطار مكافحة التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل، كما تملك واشنطن 75 عسكريًّا في البلاد، وقالت، إنها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.
وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة المرابطون بزعامة مختار بلمختار، بحسب موقع سايت الأمريكي المتخصص في متابعة المواقع المتشددة.
وعل الفور، أشارت السفارة الفرنسية إلى "اعتداء إرهابي"، وخصصت رقمًا للطوارئ لرعاياها في بوركينا فاسو، في حين تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس - واجادوجو إلى النيجر المجاورة.
وفي وقت لاحق من تلك الهجمات، قالت وزارة الأمن في بوركينا فاسو إن نمساويين هما طبيب وزوجته خُطفا أثناء الليل في شمال بوركينا فاسو قرب الحدود مع مالي.
وأضافت في رسالة للصحفيين أن جريمة الخطف وقعت في منطقة بارابوالي.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الخطف مرتبطا بهجوم واجادوجو أم لا.
ويشكل هذا الاعتداء على غير المسبوق في العاصمة تحديًا لنظام الرئيس روش مارك كابوري المنتخب حديثًا بعد عملية انتقالية صعبة على رأس هذا البلد ذي الأغلبية المسلمة.
لكن بوركينا فاسو التي شكلت "نقطة ارتكاز دائمة" لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق أن تعرضت لهجمات جهادية.
وشهدت بعد ظهر الجمعة هجومًا في شمال البلاد قرب الحدود مع مالي أدى إلى مقتل دركي ومدني، بحسب الجيش.
وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الأشهر الأخيرة وتم في أبريل/ نيسان 2015 خطف مسئول أمن روماني في منجم في تامباو (شمال) في عملية تبنتها كتيبة المرابطون.
ويأتي اعتداء، مساء الجمعة، بعد أقل من شهرين من اعتداء على فندق "راديسون بلو" في باماكو أسفر عن سقوط 20 قتيلًا بينهم 14 أجنبيًا في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث احتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلًا وعاملًا في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية ومن مهمة الأمم المتحدة، وقتل مهاجمان.
وبعد هذه الاعتداءات وسَّعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق "المنطقة الحمراء"، التي ينصح بعدم السفر إليها لتشمل قسمًا كبيرًا من بوركينا فاسو، لكن دون أن تشمل العاصمة واجادوجو.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز