دانا شلبي .. مخترعة عربية تحصد الجوائز وتحلم بـ"نوبل"
اخترعت جهاز تكييف للسيارة صديق للبيئة، وجهازًا يتصل بالإسعاف عند تعرض السيارة لحادث، وفازت بالمركز الـ3 على مستوى العالم في مسابقة إنتل
بدأت الأردنية العشرينية دانا شلبي منذ فترة التحاقها في المدرسة، تفكر باختراع خاص بها، فلم تكن تحلم باختراع واحد، بل بسلسلة اختراعات تحقق لها رغبتها الفعلية بالابتكار، لتصل الآن إلى عدد من الاختراعات حصدت بها مجموعة من الجوائز.
"دانا" واجهت الكثير من الصعوبات من بينها خوف العائلة بأن تفقد اهتمامها بالمناهج الدراسية، ويصبح كل وقتها للابتكارات ولا تستطيع الالتحاق بالجامعة التي تشترط معدلات مدرسية عالية للقبول، إضافة إلى ردود الفعل من المجتمع المحيط بها التي لا تجد أن ابتكار أي شيء يُعد أمرًا مهمًّا، متجاهلين أن الكثير من الابتكارات غيرت حياة الإنسان وجعلته يعيش حياة مطمئنة.
تدرس "دانا" الصيدلة في الجامعة الأردنية، واختارت هذا التخصص بعدما وجدته يلبي طموحها ورغباتها في التعلم والاكتشاف، وتقول: "اخترت هذا التخصص لأنه يجمع بين علوم الكيمياء والطب وإدارة الأعمال، وفي الحقيقة كنت أبحث عن تخصص يزيدني معرفة بهذه العلوم".
أول ابتكار:
قراءة الكتب تلعب دورًا كبيرًا في تنمية تفكير الطالب، وتجعله يطلع على تجارب لم يكن يدركها، تقول دانا: "تأثرت كثيرًا بكتاب سلسلة العباقرة الخالدون، وشعرت أن هذه هي الحياة التي أبحث عنها، وتمنيت أن أصبح مثلهم، هذا الكتاب ألهمني لأبحث عن ابتكاري الأول وأنا في الصف التاسع، أي عمري ما يقارب 16 عامًا، وبحثت عن مادة بديلة لمادة النيكوتين؛ كوني أكره الدخان، وهذه المادة أقل ضررًا على الصحة، فوجدت بعد البحث نبتة تدعى "الناردين"، ولكن هذا الاكتشاف لم يرَ الضوء لأن إمكانيات المدرسة محدودة ولم أجد من يساعدني كثيرًا في ذلك العمر".
حصلت دانا بعد ذلك على منحة تفوق علمي للدراسة في الجامعة الأردنية، مما ساعدها على التواصل مع المختصين الأكاديميين في كلية الصيدلة والعلوم، الذين منحوها الكثير من خبراتهم، وشجعوها على مواصلة ابتكاراتها. تتابع دانا: "وجود المختبرات في الجامعة ساعدني كثيرًا في أبحاثي، فتوفر الأدوات يوفر الجهد والوقت على الباحث، بدلًا من التجريب، ووجدت الكثير من الأشخاص في الجامعة حاولوا مساعدتي بأقصى طاقتهم وإيجاد الظروف المناسبة لي للتركيز على الاختراع".
جوائز:
في عام 2012 شاركت "دانا" بمسابقة أصغر رجل أعمال التي تقيمها مبادرة "يد" التعليمية، وفازت بالمركز الأول على مستوى الأردن هي وكل من رجاء الشرع وعمرو جراجرة، وعملوا على تقديم مشروعين؛ الأول ابتكار مكيف للسيارة يعمل بشكل دائم لمدة 24 ساعة، سواء أكان المحرك يعمل أو لا، ويعمل هذا المكيف من خلال وضع خلية شمسية فوق السيارة، وبالتالي يكون صديقًا للبيئة ومالك السيارة من ناحية اقتصادية.
أما المشروع الثاني فهو جهاز "استدعاء الطوارئ"، ويتم وضعه فوق السيارة، وفي حالة تعرض السيارة لحادث، خاصة في الطرق الصحراوية الخالية، فإن هذا الجهاز يتصل مباشرة مع الإسعاف، ويتم تحديد موقع الحادث، ليصل الإسعاف بأسرع وقت ممكن، وينقذ المصابين".
بعد ذلك شاركت في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة في عام 2013، وهي مسابقة عالمية يشارك بها 52 دولة، ومتخصصة بالاختراعات العلمية. وقدمت دانا مشروع "استخدام مادة الزيولايت الطبيعية لمعالجة مشكلة تملح التربة"، وحصلت على المركز الثالث على مستوى العالم. وتم تقديم هذا المشروع لمجلة الزيولايت العلمية وتم قبولها كورقة بحثية وسيتم نشرها.
إثبات الذات:
وتقول دانا: "هذه الجوائز تجعلني استمر بفكرة إثباتي لنفسي من خلال الابتكارات، وأساهم في تطوير حياة من حولي، اعترف أن المرأة تواجه مشاكل عديدة في المجتمعات العربية، ومن أهم هذه المشاكل وأخطرها هو إثبات الذات وسعيها الحثيث لإثبات أنها قادرة على مشاركة الرجل في هذه الحياة، ولكن التعليم غير الكثير من المفاهيم المجتمعية، وأكد أهمية دور المرأة في كل المجالات، والمرأة أصبحت منافسة للرجل في مهاراته في كثير من قطاعات العمل".
تؤكد دانا أن دور العائلة مهم وأساسي في تطوير شخصية الابنة، خاصة في المراحل الأساسية في المدرسة، وتقول: "لا أنكر الفضل الكبير لوالدي الذي منحني الثقة لأتعلم وأسافر، وفي البدايات ساعدني في البحث، خاصة أنه صيدلاني، وأمي علمتني اللغة الإنجليزية التي احتاجها كثيرًا في أبحاثي كونها متخصصة باللغة الإنجليزية، ولا أنسى دور جدي الذي يحفزني دومًا ويسألني بشكل متكرر عن أفكاري الجديدة، وأيضًا دور مدرسة اليوبيل التي ساهمت في تطويري بدون شك، أشكر أيضًا كل شخص وقف ضدي وخلق بي شعور التحدي والتصميم، لأصل اليوم إلى هذا المستوى من الإرادة".
رؤية مستقبلية:
ما زالت دانا على مقاعد الدراسة الجامعية، وتفكر دومًا بتحقيق حلمها بالحصول على جائزة نوبل، تقول: "الآن أعمل مع مركز الحسين للسرطان لقياس جودة حياة مريض سرطان الرئة، ومستقبلًا سأنطلق بمشروع مختص بالخلايا السرطانية، وسأدرس فعالية علاج معين للقضاء على هذه الخلايا، بإشراف الدكتورة فيوليت وهي متخصصة بالصيدلة السريرية".
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg
جزيرة ام اند امز