السيول تكشف عن مقبرة جماعية للأيزيديين شمالي العراق

كشفت سلطات إقليم كردستان العراق عن مقبرة جماعية في منطقة سنجار تضم رفاة أكثر من 20 أيزيديا قتلهم تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014.

 كشفت سلطات إقليم كردستان العراق عن مقبرة جماعية في منطقة سنجار، شمالي العراق، تضم رفاة أكثر من 20 أيزيديا قتلهم تنظيم داعش الإرهابي، خلال اجتياح المنطقة في عام 2014.

وقال القاضي حاكم أيمن، المشرف على هيئة التحقيق بأحداث سنجار(شكلتها حكومة إقليم كردستان)، إن "المقبرة الواقعة في منطقة مفرق زليلية جنوب جبل سنجار، والتي اكتشفت يوم الخميس الماضي، كانت معروفة من قبلنا قبل ذلك الموعد، لكننا تحفّظنا عليها لحين اكتمال الأدلة والتحقيقات بشأنها، ولكي لا نثير مشاعر أهالي الضحايا الباحثين عن ذويهم المفقودين".

وأضاف أيمن لـ"بوابة العين" أن "الظروف الجوية التي حصلت مؤخرا من أمطار وسيول كشفت عن المقبرة، وظهرت على الأرض الملابس والمقتنيات التي تخص الضحايا"، مشيرا إلى أن "عددهم التقريبي هو 20 ضحية وأغلبهم من الرجال، وفقا لأحد الناجين من أهالي سنجار، والتي غالبا ما تكون مصدر معلوماتنا منهم، لحين اكتمال جمع الوثائق والمعلومات والأدلة عن هويات الضحايا".

وسنجار هو قضاء تابع لمحافظة الموصل، وهو قضاء ممتد للحدود الجنوبية لكردستان، ويبعد حوالي (120 كم غرب الموصل) وكان قد احتله داعش في الثالث من أغسطس/آب من العام 2014، وقام بقتل المئات من رجاله ونسائه، وسبي واختطاف واغتصاب نسائه، وتم تحريره من سيطرة داعش في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال أيمن إن "الهيئة لديها معلومات عن 18 موقعا لمقابر جماعية للأيزيديين، تم اكتشاف وفتح مقبرتين منها حتى الآن"، مضيفا أن بعض المواقع تضم أكثر من مقبرة، كما في منطقة (سيبا بركات) التي تضم أكثر من مقبرة، فيما لا يزال 16موقعا لم يتم فتحها.

وأضاف أن "عدد الضحايا مازال عددا افتراضيا، وهو في الغالب مبني على شهادات الناجين والمعلومات المتوفرة من المخبرين".

وقال إن "الهيئة التحقيقية فتحت أيضا 10 مقابر لضحايا الإعدامات الفردية التي نفذها داعش بحق أبناء سنجار، وكذلك تضم ضحايا توفوا وهم في طريق الهروب بسبب وعورة الطريق الجبلي وبعضهم من كبار السن ولم يتحملوا مشقة الطريق وارتفاع درجات الحرارة وقتها، ولدينا إحصاءات ببعض المفقودين الذين فُقدوا في الطريق وهم من العجزة والمعاقين".

وأوضح أن "الهيئة لا تعلن عن مواقع المقابر حفاظا عليها من الفتح غير القانوني وعمليات العبث وهو ما يؤثر على سير التحقيقات"، مشيرا  إلى أن هيئته كشفت عن فظائع وأدلة مروعة ارتكبها داعش بحق الأيزيديين في جبل سنجار، وخاصة فيما يتعلق بالنساء.

وأضاف "نحن نوثق وتحقق تلك الانتهاكات وسوف تقوم الهيئة بإعداد تقرير نهائي عن تلك الانتهاكات".

وتعد اليزيدية أو الأيزيدية، مجموعة دينية تقيم في الشرق الأوسط ويعيش معظم أتباعها قرب مدينة الموصل ومنطقة سنجار في العراق وعددهم نحو 600 ألف نسمة في العراق لوحده، قبل أزمة داعش، لكن العدد تناقص الآن بعد عمليات الإبادة والهجرة المستمرة إلى خارج الوطن،  بينما يقدر عددهم في العالم 1.5 مليون نسمة، يتواجدون أيضا في تركيا وسوريا وإيران وجورجيا وأرمينيا. وهي مجموعة تنتمي عرقيا إلى الأكراد.