تحدث وزير إسرائيلي عن خطة لبناء جزيرة اصطناعية على بعد 4 كيلومترات من شاطئ غزة وعليها ميناء ومنشآت طاقة ومطار لنقل البضائع لغزة
على وقع تخوفٍ أبداه ضابط إسرائيلي كبير من إمكانية اقتحام الذراع المسلح لحركة "حماس" مستوطنة اسديروت المحاذية لقطاع غزة جنوب دولة الاحتلال، تحدث وزير إسرائيلي عن خطة لبناء جزيرة اصطناعية على بعد 4 كيلومترات من شاطئ غزة، وعليها ميناء ومنشآت طاقة ومطار لنقل البضائع إلى القطاع الذي يعيش أزمة خانقة توشك على الانفجار في ظل اشتداد وتيرة الحصار.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الجمعة عن ضابط إسرائيلي، وصفته بأنه "رفيع المستوى" تحذيره بأن هناك تخوفات لدى الجيش الإسرائيلي من إمكانية اقتحام "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس لمستوطنة "سديروت" في أي حرب قادمة على خلاف السابق المتمثل في إطلاق الصواريخ فقط.
وتبعد اسديروت 1.6 كم عن قطاع غزة، وهي للمفارقة أول مستوطنة إسرائيلية استهدفها صاروخ فلسطيني محلي الصنع بتاريخ 26/10/2001 والذي شكل نقطة تحول في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
السيناريو الخطير
وقال الضابط الإسرائيلي، خلال جولة أجراها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة إنه في هذه الأثناء يجري الجيش التدريب الثاني خلال ستة أشهر فقط لمواجهة هذا السيناريو الخطير، من خلال تنفيذ تدريبات تحاكي عملية تسلل للمدينة من خلال نفق، وتبادل لإطلاق النار.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن قبل أيام أن حماس أعادت بناء منظومة الأنفاق شرقي القطاع التي استخدمت بكفاءة نسبية في حرب 2014.
فرق طوارئ
وكشف الضابط أيضاً خلال جولته أنه تم تشكيل فرقة طوارئ من المدنيين المسلحين (المستوطنين) لمواجهة أي خطر قادم، إلى حين وصول أفراد الجيش للمكان.
كانت قوات الاحتلال نشرت المزيد من قواتها على الحدود، بما في ذلك نشر بطاريات مدفعية، في وقت يتنامى فيه الحديث بالإعلام الإسرائيلي عن قدرات المقاومة الفلسطينية واستعدادها لمجابهة جديدة؛ خاصة في ظل انغلاق الأفق واشتداد وتيرة الحصار والأزمات بغزة.
ويعاني قطاع غزة أزمات عميقة على صعيد الكهرباء والمياه، والوقود والغاز، فضلا عن تدهور اقتصادي، وعدم توفر رواتب للموظفين، فضلا عن بقاء آلاف أصحاب المنازل المدمرة في الحرب الأخيرة مشردين في ظل البطء الشديد في حركة الإعمار التي فرضتها الآلية الأممية التي وصفت بأنها تشكل مأسسة للحصار.
استعدادات مستمرة
ويقول الضابط الإسرائيلي إن "حماس" تستعد لمعركة جديدة من خلال بناء الأنفاق وتطوير الصواريخ، مستدركا أنها في الوقت نفسه غير معنية بمواجهة قريبة، "فهي تحاول السيطرة على الجماعات السلفية الصغيرة الذين يحاولون كسر السلام مع "إسرائيل" كما كان الحال في الأسبوع الماضي عندما وضعت مجموعة من المقاومين عبوة على الحدود شمال قطاع غزة"، على حد قوله.
خطة لإقامة جزيرة صناعية
وعلى وقع قرع طبول الحرب، وهذه التخوفات، كشف وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن خطة لبناء جزيرة اصطناعية على بعد 4 كيلومترات من شاطئ غزة، وعليها ميناء ومنشآت طاقة ومطار لنقل البضائع إلى القطاع.
واكتسب موضوع إقامة ميناء بالقرب من شواطئ غزة، في الأيام الأخيرة في "إسرائيل"، زخما، بعدما كان موضوعا لا يعني الساسة الإسرائيليين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وكتب كاتس، على صفحة "فيس بوك" الخاصة به، إن الفكرة أصبحت ملحّة في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى الانفصال عن قطاع غزة.
وقال: "يجب علينا أن ندفع فكرة بناء جزيرة بالقرب من غزة قدما، سعيا منا إلى قطع العلاقات مع القطاع والانتقال إلى سياسة الردع".
وأوضح كاتس أن الخطة التي رسمتها شركة موانئ "إسرائيل" تشمل "إقامة جزيرة اصطناعية في بحر غزة، على بعد 4.5 كيلومتر من الشاطئ، وعليها ميناء ومنشآت خاصة بالطاقة، وبعدها سيكون ممكن بناء مطار".
وأضاف: "سيتم وصل الجزيرة بغزة بواسطة جسر وعليه نقطة تفتيش، وعبره يتم نقل الكهرباء والماء والبضائع والأشخاص. وسيتم تمويل الجزيرة وإنشاؤها على يد جهات دولة خاضعة لسيطرة ومراقبة دولية. وستكون إسرائيل مسؤولة عن الأمن البحري وكذلك التفتيش في الميناء".
وقال: "ستمد إسرائيل حدا وتقطع علاقاتها مع سكان غزة. وستحافظ إسرائيل على حق الرد على أي هجوم من غزة".. كتب كاتس وأضاف: "الخطة ستظهر أن إسرائيل دولة مبادرة، وستفتح الباب للتعاون مع جهات عربية تملك مصالح مشتركة".
هل هو موقف رسمي؟
من جهته، رأى عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "المعسكر الصهيوني" (حزب العمل سابقا)، عومر بار ليف، أن ما دوّنه وزير المواصلات يدل على موقف رسمي من الحكومة الإسرائيلية ببناء الميناء.
وأشار بار ليف إلى أن وزير الإسكان، أوري أريئيل، كان قد أيّد الفكرة في السابق، وعرض خطة تشابه ما عرضه كاتس.
وتساءل النائب المحسوب على المعارضة الإسرائيلية، لماذا يقف بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، مكتوف اليدين أمام هذا التحدي؟
ويتم حاليا نقل البضائع إلى قطاع غزة، عن طريق معبر كرم أبو سالم كمعبر تجاري وحيد يربط غزة بإسرائيل.
تخبط إسرائيلي
ويرى الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي محمد مصلح، في تصريحات لـ"بوابة العين" أن الاحتلال يعيش حالة ارتباك، فهو من جهة يقرع طبول الحرب على غزة، من خلال تضخيم قدرات المقاومة، ومن جهة أخرى لا يريد أزمات جديد في ظل الفشل في وقف الانتفاضة في الضفة التي شارفت على إكمال شهرها الرابع.
وأشار إلى أن الاحتلال يعود ليطرح فكرة الميناء العائم لغزة، وهي فكرة طرحت بقوة في نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة، من أجل إخماد بارود غزة الذي يوشك على الانفجار.
ولفت إلى أن مسألة حصار غزة مطروحة بقوة الآن في الدوائر الإسرائيلية في ظل استشعار مخاطر اشتداد وتيرة الأزمة واحتمالات انفجارها، وكذلك في إطار استحقاقات المصالحة التي توشك أن تتم مع تركيا.
وتبقى غزة التي تعاني تترقب وتتخوف من حرب قادمة وهي التي اكتوت بنيران ثلاثة حروب، فيما لا تزال تعاني من آثار حصار دخله عامه العاشر، وتتطلع بأمل لأي انفراجة قادمة.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز